دبي تحافظ على صدارتها العالمية في الاستثمار الثقافي

دبي - حافظت دبي على صدارتها في مؤشر عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2024، وذلك للعام الثالث على التوالي، بحسب تقرير أف.دي.آي ماركتس الصادر عن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الاثنين.
ويعد التقرير المصدر الأبرز عالميا لبيانات مشاريع الاستثمار المباشر الجديدة، ولتصنيف بيانات مجموعة الصناعات الإبداعية التابع للتقرير ذاته، لتتفوق الإمارة الخليجية بذلك على مدن مهمة، مثل لندن وسنغافورة، وذلك بعد تقييم أداء 233 مدينة على مستوى العالم.
وبحسب ما أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، فقد نجحت الإمارة في استقطاب نحو 971 مشروعا في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية خلال العام الماضي محققةً نموا بنسبة 8 في المئة على أساس سنوي.
وبلغت تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في هذا القطاع 18.86 مليار درهم (5.13 مليار دولار)، بزيادة قدرها حوالي 60 في المئة، كما أسهمت في توفير أكثر من 23.5 ألف فرصة عمل جديدة بزيادة نسبتُها 9 في المئة بمقارنة سنوية.
5.13
مليار دولار حجم التدفقات إلى 971 مشروعا خلال 2024، وفق تقرير أف.دي.آي ماركتس
وسجّلت جميع القطاعات الفرعية ضمن الصناعات الثقافية والإبداعية أداء قويا، وشهدت نموا ملحوظا في قطاعات الإعلان والعلاقات العامة وصناعة الأفلام والإعلام والألعاب الإلكترونية والتعليم وتصميم البرمجيات المتقدمة.
ووفقا لبيانات مرصد دبي للاستثمار، استحوذت المشاريع الجديدة المملوكة بالكامل على 76.5 في المئة من إجمالي الاستثمارات، تليها الاستثمارات الجديدة بواقع 15.4 في المئة، وإعادة الاستثمار بنحو 5.6 في المئة، والاندماج والاستحواذ بحوالي 2.4 في المئة.
وأظهرت البيانات أن الولايات المتحدة تصدرت قائمة تدفقات رؤوس الأموال في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2024 بنسبة 23.2 في المئة، تلتها الهند بواقع 13.4 في المئة، ثم المملكة المتحدة بنحو 9.4 في المئة وسويسرا بحوالي 7.6 في المئة، وبعدها السعودية بنحو 4.8 في المئة.
وعلى مستوى عدد المشاريع جاءت الهند في الصدارة بنسبة 18.8 في المئة، كما تصدرت قائمة عدد الوظائف المستحدثة بنسبة 18.5 في المئة، في حين ظهرت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ضمن أبرز الدول في المؤشرين.
وجاءت النتائج كثمرة للسياسات الحكومية المرنة والتشريعات الداعمة للاستثمار في دبي، ومنها قرار المجلس التنفيذي رقم 11 لسنة 2025 الذي يتيح المجال أمام منشآت المناطق الحرة لمزاولة أنشطتها داخل الإمارة بشروط محددة ما يعزز مرونة ممارسة الأعمال.
كما ساهم برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية في تقليص الإجراءات الحكومية وتبسيط المعاملات لأكثر من ألفي إجراء حكومي.
وتسهم هذه المبادرات، إلى جانب حماية حقوق الملكية الفكرية والبنية التحتية الرقمية المتقدمة، في ترسيخ مكانة إمارة دبي بيئة مثالية للأعمال، تتميز بالكفاءة والشفافية وسهولة التأسيس والتشغيل.
وتوضح نتائج تقرير “دبي الإبداعية: استكشاف آفاق الإبداع المستقبلية” كيف ينمو هذا النظام البيئي بما يتماشى مع حجم الطلب، مع تسليط الضوء على فرص استثمارية واعدة في مجالات التصميم والإعلام والإنتاج القائم على الذكاء الاصطناعي.

ويمكّن هذا المنحى دبي من مواصلة جذب الاستثمارات بفضل الكفاءات النوعية، وتكاليف التأسيس التنافسية، وترابطها الإستراتيجي على المستوى العالمي.
ويمر قطاع الثقافة والفنون والإبداع في الإمارة بمرحلة تعد من أزهى مراحله، في الوقت الذي انشغل فيه العالم بمواجهة تحديات عديدة ربما جعلت مسألة الحراك الثقافي والسعي لتنميته والاعتناء به تتذيل اهتمامات الحكومات ومختلف شعوب العالم.
ويواصل القطاع الحيوي ازدهاره وتطوره بجملة من الإنجازات المهمة التي باشرت على مدار السنوات الماضية تشكيل ملامح مشهد إبداعي انطلاقا من رؤية وإستراتيجية شاملة لتحويل دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي بحلول العام 2026.
وعلاوة على ذلك تحويل الإمارة إلى وجهة مفضلة للمبدعين والمستثمرين ورواد الأعمال من كل أنحاء العالم، بهدف تحقيق الريادة العالمية في مختلف المجالات بما في ذلك المجال الثقافي والإبداعي.
ويتم تنفيذ الإستراتيجية برعاية دبي للثقافة، بالتعاون مع عدد من الشركاء الإستراتيجيين، بهدف توليد حراك جديد في قطاع الاقتصاد الإبداعي في الإمارة، بما يزيد من الإيرادات السنوية.