أسواق الخليج ميدان منافسة بين سيارات الأجرة الآلية الصينية والأميركية

حكومة أبوظبي تهدف إلى استحواذ قطاع التنقل الذاتي على حصة 25 في المئة من إجمالي الرحلات بحلول عام 2040.
الاثنين 2025/06/02
زحف بلا توقف للأساطيل الذكية

يراقب المختصون اتجاه شركات سيارات الأجرة الآلية الصينية إلى أسواق الخليج العربي مع تنامي طموحاتها للتوسع في الخارج، وهو ما يجعل المنطقة ميدان منافسة مع الشركات الأميركية الباحثة عن الاستحواذ على حصة من هذا القطاع الناشئ.

أبوظبي - أصبحت أسواق الخليج العربي الوجهة الأمثل لشركات سيارات الأجرة الآلية الصينية، بفضل بيئة تنظيمية جاذبة تحتضن هذه التكنولوجيا وتشهد طلبًا قويًا على خدمات طلب المركبات.

وتجلى حماس هذه الشركات في سلسلة من خطط التوسع المُعلنة مؤخرًا. وفي الأسبوع الماضي أصبحت بوني دوت أي.آي ثالثة شركات سيارات الأجرة الآلية الصينية، بعد منافستيها بايدو وويرايد، التي تُبرم اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي.

وتخطط الشركة لبدء تجربة مركباتها في المدينة هذا العام، ومن المقرر أن تبدأ عملياتها بالكامل من دون سائق في عام 2026.

كما أعلنت ويرايد هذا الأسبوع أنها ستتوسع في السعودية، حيث تختبر مركباتها في مدن مثل الرياض، مضيفةً أنها تتوقع بدء الخدمات التجارية في أواخر عام 2025.

ويأتي ذلك في أعقاب إطلاقها تجارب سيارات الأجرة الآلية ذاتية القيادة بالكامل في إمارة أبوظبي هذا الشهر، ومن المقرر إطلاق رحلات تجارية اعتبارًا من نهاية يونيو. كما تخطط الشركة قريبًا لإطلاقها في دبي.

وكشفت بايدو في مارس الماضي عن خططها لنشر “العشرات” من سيارات الأجرة الآلية بالشراكة مع شركة أوتوغو الإماراتية في أبوظبي، بهدف بدء العمليات التجارية بحلول عام 2026. كما تهدف إلى بدء التجارب في دبي هذا العام.

تشانغ ليانغ: بايدو واثقة من قدرتها على تحقيق أداء جيد في الخارج
تشانغ ليانغ: بايدو واثقة من قدرتها على تحقيق أداء جيد في الخارج

وقال تشانغ ليانغ، المدير العام في وحدة أبولو للقيادة الذاتية في بايدو، والمشرف على أسواق أوروبا والشرق الأوسط، إن دولة الإمارات “منفتحة نسبيًا، لكنها أيضًا حذرة وعملية في التفاصيل.”

وقال في المؤتمر العالمي لمركبات الطاقة الجديدة في أبوظبي الأسبوع الماضي “نحن سعداء حقًا برؤية منافسة إيجابية وفعّالة، ولن نخشى مثل هذه المنافسة.”

ونظرًا لقلقها من تفاقم الازدحام المروري ونقص خدمات سيارات الأجرة التي تعتمد بشكل كبير على العمال المهاجرين كسائقين، حددت دبي هدفًا يتمثل في أن تكون 25 في المئة من تنقلاتها اليومية ذكية ودون سائق بحلول عام 2030.

وتهدف حكومة أبوظبي إلى استحواذ قطاع التنقل الذاتي على حصة بمقدار 25 في المئة من إجمالي الرحلات بحلول عام 2040، بينما تهدف السعودية إلى 15 في المئة بحلول عام 2030.

وقال طه محمد عبدالكريم، وهو مستشار مستقل مقيم في قطر، إن “الشرق الأوسط وأسواق مماثلة تمتلك بالفعل البنية التحتية اللازمة، ورأس المال اللازم، والطموح المطلوب، وهو أمر بالغ الأهمية. ولهذا السبب يصطف الجميع هنا.”

وقد تعاونت كل من بوني دوت أي.آي ويرايد مع أوبر في المنطقة لتمكين طلب سياراتهما عبر تطبيق أوبر.

لكن المتابعين يعتقدون أن منطقة الشرق الأوسط قد تكون ساحة معركة مستقبلية بين الولايات المتحدة والصين في هذا المجال، حيث سيُصبح الخليج المنطقة التي تشهد تنافسًا بين سيارات الأجرة الآلية في أقوى اقتصادين في العالم لأول مرة.

وصرح إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، خلال جولة خليجية برفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي، بأنه سيُطلق سيارة أجرة آلية من طراز سايبرباك في السوق السعودية، على الرغم من أنه لم يُحدد إطارًا زمنيًا لذلك.

وفي الوقت الحالي تُعدّ وايمو التابعة لغوغل، الشركة الأميركية الوحيدة التي تُشغّل خدمات سيارات الأجرة الآلية دون طاقم لنقل الركاب.

وتُخطط تسلا لإطلاق تجربة في أوستن بولاية تكساس في نهاية يونيو الحالي، بهدف توسيع نطاق الخدمة إلى نحو ألف سيارة في غضون بضعة أشهر. في المقابل يتمتع منافسوها الصينيون بخبرة أكبر.

وصرح تشانغ بأن الشركة واثقة من قدرتها على تحقيق أداء جيد في الخارج، مُشيرًا إلى أن سياراتها قد أكملت 10 ملايين رحلة في الصين حتى مارس الماضي دون وقوع حادث مروري خطير.

ويُشغّل عملاق محركات البحث خدمات سيارات الأجرة الآلية أبولو غو تجاريًا في العديد من المدن الصينية منذ عام 2022. وتتميز هذه المركبات بما يُسمى بالقيادة الذاتية الرباعية، أي أنها ذاتية القيادة، لكنها لا تستطيع السفر إلا في مناطق محددة.

طه محمد عبدالكريم: المنطقة تملك مميزات ولهذا السبب يصطف الجميع هنا
طه محمد عبدالكريم: المنطقة تملك مميزات ولهذا السبب يصطف الجميع هنا

ومع ذلك، يُمكن أن تكون هذه المناطق واسعة جدًا، حيث تُتيح مدينة ووهان، على سبيل المثال، أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر من الطرق العامة لاستخدام سيارات الأجرة الآلية.

وقال تشانغ “يُصادف هذا العام أول عام لأبولو في الخارج رسميًا.” وأضاف أن الشركة “تُخطط لدخول أوروبا وجنوب شرق آسيا، دون تحديد إطار زمني.”

وذكرت شركة بوني.آي، التي تمتلك أسطولًا من 300 سيارة أجرة آلية في الصين، أنها تأمل على المدى الطويل في دمج سيارات الأجرة الآلية الخاصة بها مع خطوط مترو وترام دبي.

وتعتبر الشركة المدعومة من العملاق الياباني تويوتا هذا العام عامها الافتتاحي للانتشار التجاري على نطاق واسع، وتهدف إلى زيادة أسطولها عالميًا إلى آلاف المركبات خلال العامين المقبلين.

كما حصلت شركة بوني.آي على تصاريح اختبار في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ولوكسمبورغ.

وأعلنت ويرايد أنها بدأت التشغيل العام لسيارة الأجرة الآلية التابعة لها جي.إكس.آر ميني فان في عدة مدن صينية، بالإضافة إلى زيورخ وأبوظبي.

ودخلت الشركة في شراكة مع أوبر في مايو الماضي للتوسع في 15 مدينة خلال السنوات الخمس المقبلة، وتشير إلى أنه بالإضافة إلى الشرق الأوسط، تواجه سنغافورة واليابان وأوروبا نقصًا في السائقين في قطاع النقل، وهو ما يجعلها أسواقًا رئيسية مستهدفة.

11