مقترح أميركي لحل معضلة تخصيب اليورانيوم يضع إيران أمام خيارين

مقترح ويتكوف الجديد يرتكز على فكرتين: إما اتحاد إقليمي للتخصيب خارج إيران، أو اعتراف أميركي بحق طهران مقابل تعليقها التخصيب كاملا.
الأحد 2025/06/01
إيران تدرس مقترح جديد تسلمته عبر الوساطة العمانية

طهران/واشنطن -  كشفت طهران السبت عن تسلمها مقترحا أميركيا مفصلا بشأن التوصل إلى اتفاق نووي، وذلك عبر وساطة عمانية، في خطوة قد تمهد لجولة حاسمة من المفاوضات.

ويأتي هذا التطور في ظل تزايد المخاوف الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس إن نظيره العماني بدر البوسعيدي نقل خلال زيارة قصيرة لطهران السبت بنود مقترح أميركي بشأن التوصل إلى اتفاق نووي.

وأكد عراقجي أن إيران "سترد على المقترح الأميركي بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني".

ومن جانبها، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في وقت لاحق السبت أن ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب "أرسل مقترحا مفصلا ومقبولا للنظام الإيراني، ومن مصلحتهم قبوله".

وأكدت ليفيت أن "الرئيس ترامب أوضح أن إيران لا يمكنها أبدا الحصول على قنبلة نووية"، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول المقترح.

ورغم تحفظ واشنطن وطهران على تفاصيل المقترح، تسربت معلومات قليلة حول ماهية هذا الاقتراح المكتوب الذي يهدف إلى حل المعضلة الأساسية التي واجهت الجولات الخمس الماضية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.

أوضح مسؤولون أميركيون أن المقترح المكتوب يمثل محاولة لحل الخلاف بشأن مطالبة طهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها، حسب ما نقل موقع "أكسيوس".

وكشف مسؤول أميركي ومصدر مطلع أن إحدى الأفكار التي طرحتها سلطنة عمان وتبنتها الولايات المتحدة، تدعو إلى إنشاء اتحاد إقليمي يخصب اليورانيوم للأغراض النووية المدنية، تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأميركا. وأضاف المصدر أن واشنطن تريد أن يكون مقر هذا الاتحاد خارج إيران.

وكذلك أشار إلى أن فكرة أخرى طرحت تتمثل في أن تعترف الولايات المتحدة بحق طهران في تخصيب اليورانيوم، على أن تعلق السلطات الإيرانية التخصيب بشكل كامل.

وقالت مصادر إن الاقتراح المحدث جاء نتيجة للجولة الخامسة من المفاوضات التي عقدت بين الجانبين في روما، الأسبوع الماضي.

وقالت مصادر إن الاقتراح المحدث جاء نتيجة للجولة الخامسة من المفاوضات التي عقدت بين الجانبين في روما الأسبوع الماضي، حيث طلب الإيرانيون الحصول على الموقف أو المقترح الأميركي بشكل مكتوب بعد أن قدم ويتكوف اقتراحا شفويا خلال الجولة الرابعة وشرحه بالتفصيل خلال الجولة الخامسة.

وتأتي هذه التصريحات قبل جولة سادسة مرتقبة من المحادثات بين واشنطن وطهران لحل النزاع المستمر منذ عقود حول البرنامج النووي الإيراني. ولم يُعلن بعد عن موعد المحادثات ولا مكانها.

ويبرز هذا التطور وسط تقرير سري جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية نُشر السبت، أفاد بأن إيران قد راكمت أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. هذه الكمية، إذا خُصبت إلى 90 بالمئة، تكفي لصنع 10 قنابل نووية.

وأوضح تقرير ثان للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نُشر السبت أيضًا، أن إيران لم تقدم إجابات مرضية للتحقيقات التي أجرتها الوكالة بشأن العديد من المواقع النووية غير المعلنة في البلاد.

وأعرب ترامب الجمعة عن اعتقاده بأن الاتفاق مع إيران ممكن في "المستقبل غير البعيد".

وقبل أيام، قال ترامب للصحافيين إنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتخاذ إجراءات قد تعطل المحادثات النووية مع إيران، في إشارة إلى قلق الولايات المتحدة من احتمال شن إسرائيل ضربة على المنشآت النووية الإيرانية في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية الأمريكية. وهدد ترامب مرارًا بقصف المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق.

وهدد ترامب مرارا بقصف المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق.

وإحدى النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين هي إصرار الولايات المتحدة على أن تتخلى إيران عن منشآتها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه إيران.

وكان ترامب، الذي أعاد فرض حملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير، قد تخلى في عام 2018 عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال فترة ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران.

وفي السنوات التي تلت ذلك، تجاوزت طهران بشكل مطرد القيود التي فرضها اتفاق عام 2015 على برنامجها النووي، والتي تهدف إلى زيادة المصاعب أمام تطوير قنبلة ذرية. وتنفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي.