هل يدخل داعش في مواجهة مفتوحة مع السلطات السورية الجديدة

دمشق - تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أول هجوم له ضد القوات الحكومية السورية الجديدة منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، في تحول ليس مفاجئا للمتابعين، لاسيما بعد الحملة التي أطلقتها السلطات ضد خلايا التنظيم في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتقدم السلطات الجديدة في دمشق نفسها للمجتمع الدولي على أنها الأقدر على تولي زمام محاربة داعش، وهي بذلك تريد سحب هذه الورقة من الأكراد، الذين يسيطرون على شمال شرق سوريا، ويتولون مهمة الإشراف على معسكرات تضم عائلات التنظيم الجهادي.
ونقل موقع سايت الذي يتتبع نشاطات الجهاديين بيانا لتنظيم الدولة الإسلامية يعلن فيه تفجير “عبوة ناسفة زرعها جنود الخلافة مسبقا على آلية للنظام السوري المرتد” في محافظة السويداء الجنوبية.
وقال موقع سايت والمرصد السوري لحقوق الإنسان إنه “أول هجوم” يتبناه داعش ضد قوات الحكومة السورية الجديدة.
العملية التي نفذت في السويداء مؤشّر على أن حضور التنظيم لا يقتصر على شرق سوريا أو شمالها ووسطها
وأضاف المرصد السوري أن شخصا قتل وأصيب ثلاثة عناصر من الفرقة 70 في الجيش السوري الجديد بعد تعرض دوريتهم لتفجير لغم عن بعد الأربعاء.
وأشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، لكنه يملك شبكة واسعة من النشطاء، إلى أن الشخص الذي قتل “كان مرافقا لدورية الاستطلاع.”
وبعد سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق عام 2014، مُني تنظيم الدولة الإسلامية بالهزيمة في سوريا عام 2019، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير لجهود قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بدعم من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
وحافظ التنظيم الجهادي على وجوده بشكل رئيسي في مناطق البادية الشاسعة في البلاد.
وركز خلال السنوات الماضية على استهداف الجيش السوري السابق، وأيضا قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية الجديدة، التي يقودها إسلاميون وتولت السلطة بعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر الماضي، نادرة.
ومع ذلك واصل التنظيم تنفيذ هجمات ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا.
ويرى مراقبون أن الهجوم على القوات الحكومية الجديدة هو رسالة موجهة إلى الأخيرة تفيد بأنه لن يتوانى عن الدخول في مواجهة مفتوحة معها، في حال ذهبت بعيدا في استهدافه.
ويقول مراقبون إن العملية التي نفذت في السويداء هي مؤشر على أن حضور التنظيم الجهادي لا يقتصر على شرق سوريا أو شمالها ووسطها، بل يشمل أيضا الجنوب، الأمر الذي يضع السلطات الجديدة في موقف صعب.
وأعلنت السلطات السورية هذا الأسبوع أنها ألقت القبض على أعضاء خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قرب دمشق، واتهمت عناصرها بالتحضير لهجمات.
وقال قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق حسام الطحان إن المعتقلين كانوا ينشطون في مناطق متفرقة من الغوطة الغربية بريف دمشق، وإن العملية جاءت بعد ورود معلومات دقيقة من جهاز الاستخبارات العامة. وقال الطحان إنّ “فرع مكافحة الإرهاب بريف دمشق بدأ عملية رصد وتعقب لتحركات هذه الخلايا، فور ورود المعلومات الأمنية.”
الهجوم على القوات الحكومية الجديدة هو رسالة موجهة إلى الأخيرة تفيد بأنه لن يتوانى عن الدخول في مواجهة مفتوحة معها، في حال ذهبت بعيدا في استهدافه
وشهدت عملية أخرى للقوات الحكومية في مدينة حلب هذا الشهر مقتل عنصر من الأمن العام وثلاثة أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي 15 فبراير اعتقلت السلطات السورية أبوالحارث العراقي، أحد قادة داعش في ما يسمى بـ”ولاية العراق”، الذي ساهم في تنظيم مؤامرة السيدة زينب الفاشلة.
وكان العراقي قد شارك سابقا في اغتيال أحد أبرز قيادات هيئة تحرير الشام أبومريم القحطاني في أبريل 2024.
كما اعتقلت مديرية الأمن العام خلايا تابعة لداعش في محافظة درعا هذا العام في بلدة النعيمة في 18 فبراير وبلدة الصنمين في 6 مارس.
وخلال اجتماعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض هذا الشهر دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشرع إلى “مساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية،” بحسب البيت الأبيض.
ويريد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، لكن التهديد الذي يمثله داعش يشكل عائقا أمامه.
وفي رده على اللقاء بين الرئيسين السوري والأميركي شنّ داعش، في افتتاحية صحيفته الأسبوعية “النبأ” الصادرة في 16 مايو الجاري، هجوما على الشرع، وذلك من خلال مقال بعنوان “على عتبة ترامب”، واعتبره “خيانة للمنهج الجهادي”.