رجل دين عراقي يحذر من "مؤامرة" لانتزاع الحكم من الشيعة

كلام رجل الدين صدرالدين القبانجي يأتي كمؤشّر على وجود توجّه لدى قوى سياسية لخوض الانتخابات على أسس دينية وقومية بسبب افتقارها للبرامج والحلول العملية لمشاكل البلاد.
السبت 2025/05/31
القبانجي معروف بكثافة تدخلاته في الشأن السياسي

النجف (العراق)- حذّر رجل دين شيعي عراقي مما سماه “أمرا مدبرا بليل” لانتزاع الحكم من المكون الشيعي في العراق.

وتقود تجربة الحكم التي انطلقت في البلد منذ سقوط نظام حزب البعث قبل اثنتين وعشرين سنة بشكل رئيسي أحزاب دينية شيعية بمشاركة قوى متعددة الانتماء القومي والطائفي في نطاق نظام المحاصصة.

ومع العثرات الكثيرة لتلك التجربة سياسيا واقتصاديا وحتى أمنيا في بعض الفترات بدأت شعبية القوى الشيعية الحاكمة تتراجع دون أن يحمل ذلك مؤشرات جدية على تغيّر جذري في طبيعة الحكم ووجهته.

وأثير النقاش حول من سيحكم البلاد بمناسبة الانتخابات البرلمانية المقررة لشهر نوفمبر القادم والتي سيجري التنافس خلالها على مقاعد مجلس النواب التي سيتحدّد من خلالها من يفوز بامتياز تشكيل الحكومة التي تمثّل رئاستها أهم منصب تنفيذي في العراق.

ورأى إمام وخطيب جمعة النجف صدرالدين القبانجي في إقبال السكان في المحافظات الغربية ذات الغالبية السنية على تحديث بطاقاتهم الانتخابية أكثر من مناطق الوسط والجنوب محاولة تهدف إلى انتزاع الحكم من الشيعة.

وحث القبانجي في خطبة صلاة الجمعة، الجميع على تحديث بياناتهم استعدادا للانتخابات. وقال إن “الإحصاءات الآن تقول إنّ الذين ذهبوا للتحديث في المحافظات الغربية أكثر من الوسط والجنوب، وهذا معناه أمر مبيت بليل. كما صرّحوا بأنهم يريدون أخذ الحكم من الشيعة.”

وتمثّل محافظات وسط وجنوب العراق موطنا أساسيا لأنباء الطائفة الشيعية العراقية وتعتبر بالنتيجة الخزان الانتخابي الرئيسي للقوى والشخصيات السياسية الشيعية التي ستشارك في الاستحقاق المرتقب.

وأضاف القبانجي المعروف بكثافة تدخلاته في الشأن السياسي “نحن موقفنا مع ما يقوله الدستور من أن الأغلبية السياسية هي التي ستحكم بعيدا عن اللغة الطائفية، حيث أن الدستور العراقي يقول إن الأكثرية السياسية لها الحق في الحكم.”

وخاطب القبانجي أبناء المكون الشيعي العراقي قائلا “فليذهب الجميع لتحديث البطاقة الانتخابية والحضور الفعال في الانتخابات لنشكّل نحن الأكثرية السياسية، وهو الواقع، ولا بدّ أن يكون لنا حماس من أجل تصحيح الأخطاء الانتخابية السابقة.”

وتابع خطيب جمعة النجف قوله “لن يصل أنصار البعث وأعداء أهل البيت إلى دفة الحكم طالما نحن أنصار أهل البيت موجودون.”

وجاء كلام القبانجي كمؤشّر على وجود توجّه لدى قوى سياسية لخوض الانتخابات القادمة على أسس دينية وقومية بسبب افتقار تلك القوى للبرامج والحلول العملية لمشاكل التنمية والاقتصاد والعمران والتلوث وشح المياه والفقر والبطالة التي باتت مشغلا رئيسيا لرجل الشارع العراقي.

وكان الخطيب نفسه قد تطرق في خطبة الجمعة الماضية إلى مشكلة العزوف الانتخابي، قائلا إنّ “الإصلاح لا يكون من خلال المقاطعة بل من خلال العمل والحضور وانتخاب الأصلح،” معتبرا أن “المقاطعة تعني ضياع العراق وتقدّم الآخر.”

3