علي العامري: القيم الإنسانية الأصيلة تحيا بأصوات الشعراء

إسطنبول - كانت الدورة الـ11 من مهرجان إسطنبولانسيس الدولي للشعر الذي نظمته بلدية سلطان بيلي في إسطنبول في الفترة من 21 حتى 23 مايو الجاري فرصة للشعراء للتعبير عن رؤاهم حول ما يحدث في العالم، إذ لم يقتصر الحدث على القراءات الشعرية بل كان مساحة للتأكيد على القوة الإنسانية الهامة للفن الشعري.
وشارك في المهرجان، الذي اتخذ اسمه من زهرة “إسطنبولانسيس” التي تنمو في غابات أيدوس ضمن بلدية سلطان بيلي، شعراء من عدة جنسيات، نذكر من بينهم علي العامري ورجب غريب ومريم كيليتش ومحمد علي كوسيوغلو ومحمد سنان كوكجو وسراب كاديوغلو وسليمان جيليك ومريم باشكورت ساباز ونادية ريبرونيا وجميل داري الذي شارك “عن بُعد” لعدم تمكّنه من الحضور.
واختارت إدارة المهرجان الشاعر الفلسطيني – الأردني علي العامري لإلقاء كلمة في حفل الافتتاح الذي أقيم في قلعة أيدوس التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وكان اسمها باليونانية “أيتوس” ويعني “النسر”.
مهرجان إسطنبولانسيس الدولي للشعر يؤكد أن للشعر قوة لا تُضاهى بين جميع الأنواع الأدبية وكل وسائل التواصل
وقال علي العامري في افتتاح المهرجان إنّ “الحرية تحقّق الوجود، والشعر يُوسّع هذا الوجود،” مؤكداً أنّ “القيم الإنسانية الأصيلة حيّة في الضمائر الحيّة، عبر صوت الشعراء، وصوت الشعوب، وصوت كلّ أحرار العالم.”
وأضاف أنّ “صبر غزّة لا ينفد ولا ينتهي، على الرغم من نواحِ الأمّهات الذي يشقّ ليلَ هذا الكون، وصرخات الأطفال الذين ذهبوا إلى القبور، وهم يحلمون برغيف خبز وكتاب مدرسيّ.” وقال “لقد سقطت القيم الغربية في امتحان غزّة، مع أول صاروخ سقط على أهلنا الذين يواجهون بجوعهم وإرادتهم إبادةَ العصر،” موضحا أنّ العالم تغيّر، وصار يرى الحقائق بعينين مفتوحتين، وأنّ وعيا جديدا بدأ يتشكّل لدى شعوب العالم.
وشارك صاحب “فلسطينياذا” خلال الأيام الثلاثة لمهرجان إسطنبولانسيس بقراءات شعرية بدأها في حفل الافتتاح، بمرافقة ترجمة لقصائده إلى اللغة التركية أنجزها المستعرب الدكتور محمد حقّي سوتشين، فضلاً عن مشاركته في جلسات حوارية برفقة المترجمة التركية منيبة ألتيبارماق المتخصصة باللغة العربية واللسانيات.
وكان عمدة البلدية، علي تومباش، أكد في افتتاح المهرجان أنّ “للشعر قوة لا تُضاهى بين جميع الأنواع الأدبية وكلّ وسائل التواصل،” قائلاً إن الفنانين والنجوم والمثقفين يدعمون فلسطين في جميع أنحاء العالم، إذ “يقرأون قصيدة لمحمود درويش كأعظم وسيلة لهذا الدعم والتضامن.”
وأصدر مهرجان إسطنبولانسيس الدولي للشعر كتاب مختارات شعرية باللغتين التركية والإنجليزية تضمن قصائد للشعراء المشاركين، وقد تم توزيعه للجمهور وطلبة المدارس. وشهد المهرجان في يومه الختامي توزيع جوائز للفائزين بالمسابقة الشعرية المخصصة لطلبة المدارس.