مهرجان "جازيت" يرسخ ثقافة الجاز في تونس

تونس - تتواصل فعاليات الدورة التأسيسية الأولى من مهرجان “جازيت” إلى يوم السبت 31 مايو، ليقدم للجمهور ستة عروض فنية عالمية من فن الجاز.
وفي تقديمه لهذه التظاهرة الفنية الجديدة صرح مالك الأخوة، المدير الفني لـ”جازيت” وباعث مؤسسة “جازيت ريكورد” المنظمة للمهرجان، بأن فكرة الحدث تتنزل في سياق عمله مع مجموعة من الشركاء على تثمين موسيقى الجاز وفتح آفاق بين الموسيقيين التونسيين والعالميين للاستفادة من التجارب المختلفة والاستمتاع بهذا الجنس الموسيقي، وذلك تتمة لبرنامج بدأته المؤسسة ويتمثل في إنتاج مشاريع موسيقية ونشرها في “إسطوانات فينيل”.
ومن ضمن المشاريع التي أنتجتها “جازيت ريكورد” في هذا السياق، والتي تم تقديمها خلال المهرجان يوم الجمعة 30 مايو، مشروع كايل شايفر تحت عنوان “Tunisian Vibes”، ومشروع لمراد بن حمو بعنوان “Mourad Ben Hammou & His Soulful Drums”.
وحول مشروع” Tunisian Vibes” صرح كايل شايفر، الذي حضر بدوره رفقة الفنان بييترو فيانا صاحب عرض الافتتاح الرسمي الذي أقيم مساء الخميس 29 مايو، بأنه استلهم من الموروث الموسيقي التونسي ومن الأغاني الخالدة في الذاكرة على غرار أغاني الهادي الجويني، ومزجها مع موسيقى الجاز ليقدم مشروعا في تقديره يعبر عن متعة الوجود في تونس.
وفي مداخلة له ثمن بييترو فيانا عازف الساكسوفون والموزع الموسيقي البلجيكي هذه التظاهرة مشيرا إلى أهميتها في مزيد ترسيخ ثقافة الجاز في تونس، وأثنى على مسألة إنتاج الأسطوانات الموسيقية التي توثق العمل الهام للفنانين معتبرا أنها عبارة عن إصدار كتب تقدم إضافة معرفية في المجال.
وافتتح المهرجان عرض موسيقي بعنوان “الغرفة المظلمة” (Camera Obscura) لبييترو فيانا يمزج بين آلات التشيلو والساكسوفون والغيتار، تلاه عرض للمنصف جنود وعازف الساكسوفون الكندي Seamus Blake.
وفضلا عن عرضي الافتتاح والعرضين المخصصين للمشاريع المنتجة سيتم خلال السهرة الختامية يوم السبت تقديم عرضين قائمين على آلة الغيتار، الأول للتونسيين فوزي الشكيلي والهادي فاهم والثاني للأميركي Mark Whitfield.
ولا يقتصر المهرجان على تقديم العروض الفنية بل ينظم على امتداد أيامه لقاءات تجمع الفنانين المشاركين في التظاهرة مع عدد من الشبان المولعين بموسيقى الجاز لتبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهم.
يذكر أن علاقة الموسيقى والموسيقيين التونسيين بالجاز ليست جديدة، فلعشاق موسيقى الجاز في تونس تاريخ طويل من الشغف والمتابعة والإبداع، إذ الكثير من المقطوعات الموسيقية التونسية استلهمت من الجاز ومزجته بالموسيقى التونسية الشعبية، منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي، واليوم يشهد الاهتمام بهذه الموسيقى تراجعا رغم أهميتها في تجميع الثقافات المختلفة، لذا سيكون مهرجان “جازيت” فرصة للشباب خاصة للاطلاع على هذا الفن وآخر تطوراته والانخراط فيه.