يمنيون تقطعت بهم السبل بعد فقدان آخر طائرة من طائرات الخطوط اليمنية

صنعاء- عبّر العديد من اليمنيين عن غضبهم وحزنهم الشديد جراء تدمير آخر طائرة مدنية تتبع الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي بقصف إسرائيلي أدى إلى تعليق العمل في المطار الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي وذلك بعد فترة وجيزة من إعادة تشغيله بعد تعرضه إلى ضربة إسرائيلية أولى في السادس من شهر مايو الجاري.
وقطعت الضربة الجديدة الصلة الجوية بين مناطق الحوثي والعالم الخارجي وتسببت بتقطع السبل بالعديد من المسافرين الذين كانوا يعتزمون السفر من المطار نحو الخارج أو العودة إلى البلاد عبره.
وقال المواطن اليمني عبدالله محمد ”كان من المقرر عودتي الخميس من القاهرة إلى صنعاء عبر المطار الدولي، إلا أنني أصبحت في لحظة من العالقين بعد قصف المطار”.
◄ إسرائيل شنت مجددا الأربعاء غارات على مطار العاصمة اليمنية غداة هجوم صاروخي للحوثيين ضمن سلسلة هجماتهم المتواصلة على الدولة العبرية
وأضاف الرجل الخمسيني متحدثا لوكالة الأنباء الألمانية ”لا أستطيع العودة عن طريق مطار عدن، فالطريق البري من المدينة الجنوبية إلى صنعاء طويل جدا يستغرق المسير فيه أكثر من عشر ساعات وصحتي لا تتحمل قطع هذه المسافة بعد أن أجريت عملية قلب مفتوح”.
وعبر محمد عن حزنه الشديد بسبب توقف مطار صنعاء الدولي، وتدمير آخر طائرة مدنية فيه، مشيرا إلى أنها كانت الأمل الوحيد للكثير من اليمنيين خصوصا العالقين والمرضى.
وحمّل محمد الحوثيين مسؤولية ما وقع للمطار معتبرا أنه جاء “بسبب استهتارهم بمقدرات البلاد وبوجع المواطن تحت ذريعة مساندة غزة”.
ومحمد واحد من ملايين اليمنيين المتضررين جراء قصف مطار صنعاء. وقال صالح علي وهو اسم مستعار لعامل في مطار صنعاء في العقد الثالث من العمر إن “العديد من الحجاج كانوا ينتظرون لحظة صعود الطائرة ومغادرة البلاد لأداء مناسك الحج، لكن كتب عليهم العودة من حيث أتوا”.
وأشار إلى أن الطيران الإسرائيلي قصف مدرج المطار أولا وفورا جرى إخلاء الطائرة وصالات الانتظار من المسافرين والعاملين، “وبعدها بدقائق استهدف القصف الطائرة”.

معمر الإرياني: خسارة فادحة لشركة وطنية، ولشعب أنهكته الحرب
وأوضح أن حالة من الذعر والرعب انتشرت في تلك اللحظة داخل المطار، مضيفا “اليوم فقط استوعبت ما حدث بالأمس وأنا حزين جدا على هذا الواقع المؤلم، فمطار صنعاء كان أمل وشريان حياة لليمنيين”.
ويقول المواطن محمد عبده أحمد إن استهداف إسرائيل لمطار صنعاء “يعد انتهاكا كبيرا لأمن اليمنيين واستهتارا بحقهم في الحياة والسفر والتنقل الحر”.
وأضاف أنه لا يوجد أيّ مبرر لقصف مطار مدني يعد من أهم مطارات اليمن، ويتخذ وسيلة هامة لنقل المسافرين إلى وجهة وحيدة هي الأردن، إضافة إلى نقل الحجاج الراغبين في أداء مناسكهم بالبقاع المقدسة في السعودية.
ولفت إلى أن المتضرر من قصف مطار صنعاء الدولي ومواقع مدنية أخرى هم اليمنيون الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في العالم، مشيرا إلى أنّ “جماعة الحوثي غير متضررة من هذه الاستهدافات حيث لم تتأثر قوتها والدليل على ذلك استمرار هجماتها على إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات”.
وشدد على ضرورة أن يتم خلال أيّ حرب الالتزام بالقوانين والأخلاقيات التي تنص على عدم استهداف الأحياء السكنية والمنشآت المدنية والمدنيين بشكل عام.
وأوضح أن احتراق الطائرة اليمنية التي تم تدميرها أحرق معه قلوب الملايين من اليمنيين، بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية أو المذهبية.
من جانبها اعتبرت المواطنة اليمنية الثلاثينية أم أمجد “أنه ليس من حق أيّ سلطة فرض العناء على شعبها بمزاعم نصرة قضية وطن آخر”. وأضافت ”أين النصر الذي قدمه الحوثيون لغزة.”
وحمّلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الحوثيين المسؤولية الكاملة عن تدمير طائرات الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء “بعد تحذيرات طالبت مرارا بنقل الطائرات إلى مطار عدن أو أيّ مطار خارجي حفاظا عليها”.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني “رغم استهداف ثلاث طائرات سابقا رفضت ميليشيا الحوثي توجيهات الخطوط اليمنية بإخراج الطائرة الأخيرة المتبقية حتى تم تدميرها”.
وأضاف قوله “خسارة فادحة لشركة وطنية، ولشعب أنهكته الحرب التي فجرتها ميليشيا الحوثي،” معتبرا أن “ما يحدث ليس إهمالا بل جريمة متعمدة، فالميليشيا تصر على تحويل ما تبقى من مقدرات اليمن إلى رماد، وتمعن في استخدام مؤسسات الدولة، مطاراتها وموانئها، لتنفيذ أجندة إيران”.
◄ تعليق العمل في المطار الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي وذلك بعد فترة وجيزة من إعادة تشغيله بعد تعرضه إلى ضربة إسرائيلية أولى
واستأنف مطار صنعاء الدولي عمله آخر الأسبوع الماضي بعد تأهيله عقب أيام من تعرضه لغارات جوية إسرائيلية أخرجته عن الخدمة.
ويعد مطار صنعاء، المنفذ الجوي الوحيد لليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، ويتم انطلاقا منه تسيير رحلات محدودة إلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.
وشنت إسرائيل مجددا الأربعاء غارات على مطار العاصمة اليمنية غداة هجوم صاروخي للحوثيين ضمن سلسلة هجماتهم المتواصلة على الدولة العبرية.
وهدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمواصلة استهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الحوثيين قائلا في بيان إنّ “طائرات سلاح الجو دمرت الطائرة الأخيرة التي كانت لا تزال قيد الاستخدام من قبل الحوثيين”.
وأضاف أن “الموانئ في اليمن ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة، ومطار صنعاء سيتم تدميره مرارا وتكرارا، وكذلك البنى التحتية الإستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها تنظيم الحوثيين وداعموه."