أردوغان يتهم قسد بالمماطلة في الاندماج في الجيش السوري

أنقرة - اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة، بأنها تستخدم "تكتيكات للمماطلة" رغم الاتفاق مع الحكومة السورية الجديدة على دمجها في القوات المسلحة السورية، وأكد أنه يتعين عليها أن تتوقف عن هذا.
وفي تصريحات للصحافيين خلال رحلة جوية من أذربيجان، كرر أردوغان موقف تركيا الداعي إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، مشددا على ضرورة تنفيذ الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق في الإطار الزمني المتفق عليه والمخطط له.
ونقل مكتب الرئيس التركي عن أردوغان القول اليوم الخميس "سبق أن رحبنا بالاتفاق. لكننا نرى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تواصل أساليب المماطلة. عليهم أن يتوقفوا عن ذلك".
ولا يمثل اتهام أردوغان اليوم الخميس لقسد بالمماطلة ليس مجرد شكوى تكتيكية، بل هو تعبير عن صراع أعمق حول السلطة والنفوذ والسيادة في سوريا، ويعكس ضغطا مباشرا على دمشق لتسريع عملية الدمج بشروط تضمن القضاء على أي استقلالية لقسد.
لطالما كانت تركيا قلقة من نفوذ المجموعات الكردية على حدودها الجنوبية، معتبرة إياها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية. ورغم دعم أنقرة للسلطة الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع، فإن هاجسها الأمني من قسد لا يزال قائما.
ويعكس إصرار أردوغان على ضرورة دمج قسد بشكل كامل ضمن الجيش السوري، وتحذيره من "تكتيكات المماطلة"، رغبة تركيا في إزالة أي وجود عسكري كردي مستقل على طول حدودها.
كما يضغط على الحكومة السورية الجديدة لفرض سيطرتها الكاملة على جميع التشكيلات المسلحة في البلاد، بما يتماشى مع رؤية تركيا لأمن حدودها ووحدة الأراضي السورية، لكن هذا الموقف يعقد المشهد السوري، خاصة وأن قسد مدعومة من الولايات المتحدة في إطار التحالف الدولي ضد داعش، وهو ملف آخر تركز عليه واشنطن وتحث سلطات دمشق مؤخرًا على التعامل معه.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أبرمت اتفاقا مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع في مارس 2025. ونص الاتفاق على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن هيكل الدولة السورية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول كيفية انضمام قوات سوريا الديمقراطية حيث تصر الأخيرة أن يكون الاندماج ككتلة عسكرية واحدة داخل وزارة الدفاع، فيما تتمسك دمشق ومن خلفها أنقرة بأن يكون الاندماج فرادى.
ويعكس إصرار قسد رغبتها في الحفاظ على هيكليتها وقيادتها وربما هويتها الخاصة داخل الجيش السوري، خاصة بعد بناء هيكل عسكري وسياسي شبه مستقل في شمال وشرق سوريا، وهو ما ترفضه دمشق لتجنب وجود كيانات عسكرية شبه مستقلة.
وترى قسد في وجودها المستقل ضمانة لحقوق الأكراد وحماية مناطقهم من أي قمع مستقبلي، وقد يعني الدمج الكامل كأفراد فقدان نفوذهم وقدرتهم على حماية مصالحهم. وهذا الخلاف الجوهري يهدد بتعطيل مسار الدمج ويعكس عمق تحديات بناء جيش وطني موحد في سوريا.