إيران تناور بعرض تجميد مؤقت لتخصيب اليورانيوم

طهران- عرضت إيران على الولايات المتحدة تعليق تخصيب اليورانيوم لمدة سنة مقابل "اتفاق سياسي"، في خطوة تبدو أقرب إلى المناورة، خاصة في ظل مخاوف إيرانية جدية من استفادة إسرائيل من تعسر المفاوضات بشأن البرنامج النووي لتنفذ هجوم على إيران يستهدف منشآتها النووية.
وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء عن أنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من ضرب إيران، وهو تصريح يؤكد أن المسؤولين الإيرانيين كانوا أمام خيارين صعبين، الاستمرار على الموقف المتشدد بشأن المفاوضات النووية وتوقع استهداف عسكري إسرائيل شبه مؤكد خاصة بعد تصريحات نتنياهو الأربعاء بعد الهجوم على صنعاء، أو القبول بحل تفاوضي يرضي واشنطن وتجنب الاستهداف العسكري، وهو ما قاد في الأخير إلى عرض التنازل عن تخصيب اليورانيوم.
وقال مصدران رسميان إيرانيان إن طهران ربما تُوقف تخصيب اليورانيوم إذا أفرجت الولايات المتحدة عن أموال إيرانية مجمدة واعترفت بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للاستخدام المدني بموجب “اتفاق سياسي” قد يُفضي إلى اتفاق نووي أوسع نطاقا.
وأضاف المصدران، المقربان من فريق التفاوض، الأربعاء أنه “يمكن التوصل إلى تفاهم سياسي مع الولايات المتحدة قريبا” إذا قبلت واشنطن شروط طهران.

رافائيل جروسي: أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة يفرض قيودا نووية جديدة على طهران
وتبعث إيران من خلال هذا المقترح برسالة مفادها انها مستعدة للحوار لكنها لن نتخلى عن حقها النووي السيادي وتضع في نفس الوقت الغرب امام تحد كبير بين قبول المقترح الذي قد يكون مجرد مناورة او تشديد الموقف والدفع بالمنطقة نحو المزيد من التوتر.
وأضاف المصدران السابق لرويترز أنه بموجب هذا الاتفاق، ستُوقف طهران تخصيب اليورانيوم لمدة عام، وسترسل جزءا من مخزونها عالي التخصيب إلى الخارج، أو تُحوله إلى صفائح وقود نووي لأغراض نووية مدنية.
وقابل الأميركيون الاستدارة الغريبة في الموقف الإيراني من البرنامج النووي بإشارة قوية إلى أنهم سيمنعون أي استهداف عسكري إسرائيلي ضد طهران.
وأعلن ترامب الأربعاء أنه حذر نتانياهو من ضرب إيران، معتبرا أن الأمر لن يكون “ملائما” في غمرة المباحثات مع طهران حول برنامجها النووي.
وقال ترامب للصحافيين “أود ان أكون صادقا، نعم فعلت”، وذلك حين سئل عما إذا كان طلب من نتانياهو خلال مكالمة الأسبوع الفائت الإحجام عن القيام بعمل عسكري.
واضاف “قلت إنه لن يكون ملائما في الوقت الراهن، نجري محادثات جيدة جدا معهم”.
وتابع “أبلغته أن هذا لن يكون مناسبا الآن لأننا قريبون جدا من الحل. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة، وإذا تمكنا من إبرام صفقة، فسننقذ ارواحا كثيرة”.
وهددت إسرائيل مرارا بعمل عسكري ضد إيران. وذكرت تقارير إعلامية أميركية الأسبوع الماضي أن الدولة العبرية تستعد لضرب المواقع النووية الإيرانية رغم المحادثات الأميركية الإيرانية القائمة.
وقال نتنياهو الأربعاء إنّ “الحوثيين مجرد عرض مرضي. فالقوة الرئيسية التي تقف وراءهم هي إيران، وهي المسؤولة عن العدوان القادم من اليمن.”
وأشار رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء إلى إن أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة يفرض قيودا نووية جديدة على طهران يجب أن يشمل عمليات تفتيش “صارمة جدا” من الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
يجري البلدان محادثات تهدف إلى كبح الأنشطة النووية الإيرانية التي تسارعت منذ انسحاب ترامب من اتفاق أُبرم في عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى وحدّ بشدة من تلك الأنشطة.
ومع انهيار ذلك الاتفاق، زادت إيران من تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة أي ما يقارب 90 بالمئة وهو المستوى اللازم لصنع أسلحة نووية ارتفاعا من 3.67 بالمئة بموجب الاتفاق.
كما ألغت الرقابة الإضافية التي تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاق عام 2015.
وقال جروسي للصحفيين “انطباعي هو أنه إذا توصلت إلى هذا النوع من الاتفاقات، فإن تفتيشا محكما وصارما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية … يجب أن يكون شرطا أساسيا، وأنا متأكد من أنه سيكون كذلك لأنه يعني التزاما جديا للغاية من جانب إيران وهو ما يجب التحقق منه”.