لقاء الخميسي: اكتسبت من أبي المصري الذكاء ومن أمي العراقية الصبر

أحمد سميسم
بغداد– لقاء الخميسي فنانة محبوبة، تتميز بحضورها الآسر وأدائها المتقن مما يضفي طابعا خاصا على الأعمال الدرامية التي تشارك فيها، كان لها حضور لافت في أدوارها التي تقترب من الكوميديا، كما أنها أجادت الأدوار التراجيدية بمهارة، حققت حضورا ناجحا في مسلسل “راجل وست ستات” الذي حظي بشعبية واسعة وترك بصمة مميزة في الدراما الكوميدية العربية، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين نجمات الصف الأول، كما أنها تخطو بخطوات موثوقة في أعمالها التلفزيونية والسينمائية.
في هذا الحوار مع الفنانة أثناء تواجدها القصير في بغداد، نسألها كيف تصف زيارتها إلى بغداد، لتقول “بغداد لها مكانة خاصة في قلبي، سعدت كثيرا حينما رأيت بغداد التي لم أزرها منذ سنوات، وهي تلبس ثوبا جديدا وأنيقا من خلال شوارعها وأسواقها وأبنيتها.”
وربما يجهل الكثيرون أن الخميسي من أم عراقية وأب مصري، ما منحها تنوعا عرقيا، تعلق الفنانة “هذا صحيح أنا أمي عراقية آشورية، أنت تتحدث عن تنوع خطير اكتسبته من حضارتين كبيرتين مصر والعراق. اكتسبت من والدي الذكاء والحنان والثقافة، واكتسبت من والدتي العناد والقوة والتحمل، لذلك من خلال أمي عرفت أن الشعب العراقي يتحلى بصبر طويل وقدرة استثنائية على مواجهة المحن وتحدي صعوبات الزمن.”
"أنا كنت مقررة أن أشترك بمسلسل تدور حكايته عن الستات وهذا ما حصل في مسلسل (روج أسود)"
بحديثها عن أنها ورثت من أمها العناد، نسألها هل أنت عنيدة؟ تقول “نعم، أنا عنيدة جدا ‘دماغي نشفة‘ مثل والدتي بالضبط. تضحك طويلا.”
أما إن كانت لديها الرغبة في الاشتراك بعمل درامي أو سينمائي عراقي، فتؤكد الخميسي ذلك، قائلة “أطمح إلى إنتاج فيلم ضخم يضم كل نجوم الوطن العربي ومن ضمنها العراق طبعا، كما هو في مسلسل ‘ليلة السقوط‘ الذي ضم أغلب الفنانين العرب والعراقيين.”
وبسؤالها عن الأعمال الدرامية أو السينمائية العراقية التي ظلت عالقة في ذاكرتها، تقول “الشيء الوحيد الذي ظل باقيا في ذاكرتي، الأغاني العراقية الجميلة تستهويني وأرددها بين الحين والآخر، أما الأعمال الدرامية فلم أتابعها لاسيما مؤخرا فكنت أعيش أجواء صوفية بعيدة عن التلفاز.”
جد لقاء الخميسي اكتشف الفنانة الراحلة سعاد حسني، أما هي فتقول إن والدها اكتشفها فنيا، متابعة “كنا نسكن في أبو ظبي لمدة 19 سنة وكان لدينا مسرح اسمه ‘مسرح الخميسي‘، وكنت أغني وأرقص لذا والدي من وضعني على طريق الفن، وكذلك أخي موسيقي كبير وقدم ألحانا مهمة جميلة، لذا أنا انحدرت من أسرة فنية.”
قدمت الفنانة الكثير من الأدوار الكوميدية التي مازالت عالقة في ذاكرة الجمهور، كدورها في مسلسل “راجل وست ستات” وغيره، نسألها هل أنت فنانة كوميدية أم تؤدين كل الأدوار؟ لتجيبنا “أنا نجحت في أدواري الكوميدية وأحبني الجمهور من خلالها، في مسلسل ‘راجل وست ستات‘ و‘شباب أون لاين‘ و‘عسكر في المعسكر‘ وغيرها من الأعمال، لكنني لست متخصصة في الكوميديا، بل إنني فنانة شاملة أجسد جميع الأدوار الكوميدية والتراجيدية.”
تعتبر الخميسي نفسها محظوظة، تقول “نعم أنا محظوظة ليس على المستوى الفني فقط بل في الحياة، أمتلك أسرة رائعة وزوجا حنونا وجمهورا يحبني ولله الحمد.”
عملت الفنانة في مجال الصحافة قبل أن تدخل مجال الفن، تؤكد ذلك قائلة “عملت في الصحافة لأنني أحب الكتابة ولدي آراء فنية وإنسانية وأحيانا سياسية، وأيضا أسرتي عملت في الصحافة، فجدي كان كاتبا ومؤلفا وممثلا، الكتابة تعبير عما بداخل الإنسان وما يدور في خلجاته من أمور تشغله، الكلمة لها وقعها وتأثيرها في المجتمع.”
بعد غياب عن الدراما عادت الخميسي بمسلسل “روج أسود” نسألها هل تعقدي أن عودتها بهذا العمل تعوض غيابها، لتقول “أنا كنت مقررة أن أشترك بمسلسل تدور حكايته عن الستات وهذا ما حصل في مسلسل ‘روج أسود‘ الذي يتناول حكاية خمس نساء يقعن في مشاكل وصراعات كثيرة، الدور أعجبني حينما قرأته وإن شاء الله ستكون لدي أعمال جديدة مهمة ومشوقة.”
وبسؤالها عن الدور الذي تنتظره بشغف كبير، تقول “أتمنى أن أقدم مسرحية أو فيلما غنائيا، أي الحوار يقدم بأسلوب غنائي من البداية وحتى النهاية.”
كتبت الخميسي عبارة على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي في بداية السنة تقول “أهلا باللي تداوي الجروح وتطبطب على قلوبنا”، نستشف من هذه العبارة أن جروحها لا ضفاف لها، تعلق الفنانة “طوال السنوات الثلاث الماضية كنت ألملم جراحاتي وأحاول أن أتغلب على انكساراتي وصعوبة الحياة وحنين الذكريات، ولدي إحساس أن الأشياء الجميلة القادمة ستأتي وأن الأمل ما زال موجودا.”