فوضى وإطلاق نار يوقفان توزيع المساعدات مؤقتا في غزة

غزة - أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة اليوم الأربعاء تعليق توزيع المساعدات في غزة مؤقتا بسبب ما وصفته بـ"حالات الشغب والفوضى" بين السكان اليائسين من الحصول على الغذاء، مضيفة أنها تعمل على حل المشكلات لضمان السلامة.
وجاء هذا القرار في ظل اتهامات متبادلة حول مسؤولية إطلاق النار على المدنيين خلال عمليات التوزيع، وتصاعد الانتقادات لآلية إسرائيل في إيصال المساعدات.
وذكرت في بيان "نأسف لإبلاغكم بأنه تم إيقاف توزيع المساعدات مؤقتا بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد".
وأضافت "نعمل حاليا على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة خلال الساعات القادمة"، في محاولة للسيطرة على الوضع الفوضوي الذي شهدته نقاط التوزيع.
وتضاربت الروايات حول حوادث إطلاق النار التي وقعت عند نقاط توزيع المساعدات الثلاثاء.
ونفى الكولونيل أوليفييه رافوفيتش، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إطلاق النار تجاه المدنيين، وقال لوكالة فرانس برس "نحن نتحقق من معلومات الأمم المتحدة. حتى الآن، ليس لدينا أي معلومات بهذا الشأن".
وأضاف أن الجنود الإسرائيليين "أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، في المنطقة الخارجية للمركز الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية، وليس باتجاه الناس بأي حال من الأحوال".
وفي المقابل، قال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي للصحافيين في جنيف إن "نحو 47 شخصا أصيبوا بجروح" في حادثة الثلاثاء و"معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي".
ولم تقتصر الانتقادات على حادثة إطلاق النار، بل امتدت لتشمل آلية إسرائيل في توزيع المساعدات، فقد وصف فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، النموذج الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بأنه "هدر" و"صرف للانتباه عن الفظائع" في القطاع.
وأوضح لازاريني في اليابان"رأينا أمس (الثلاثاء) صورا صادمة لأشخاص جياع يتدافعون نحو الأسوار، للحصول على الطعام. كان الوضع فوضويا ومهينا وغير آمن".
وأضاف لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض. والأوساط الإنسانية في غزة بما يشمل الأونروا، جاهزة. لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين".
وشدد "في الاثناء الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح (للمنظمات) الإنسانية القيام بعملها المنقذ للحياة".
واندفع آلاف الفلسطينيين عصر الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيا في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات.
وأتت الحادثة بعد أيام من بدء تخفيف الحصار المطبق الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي والذي تسبب بنقص حاد بالغذاء والدواء والماء والوقود وغيرها من مستلزمات الحياة الأساسية.
وقاطعت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى مؤسسة غزة الإنسانية، مُشيرة إلى أنها تقوض مبدأ توزيع المساعدات الإنسانية بشكل مستقل عن الطرفين المتنازعين. ومع ذلك، اعترضت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، على هذه الانتقادات، واصفة إياها بأنها "شكاوى تتعلق بالأسلوب".
وتقول إسرائيل إن إحدى مزايا نظام المساعدات الجديد هي إمكانية فحص المستفيدين في مواقع محددة لاستبعاد أي شخص يثبت ارتباطه بحماس.
وتتهم إسرائيل، التي تخوض حربا مع حماس منذ أكتوبر 2023، الحركة الفلسطينية بسرقة الإمدادات واستخدامها لترسيخ نفوذها، لكن حماس تنفي ذلك.
وكانت إسرائيل أعلنت مؤخرا تعاونها مع هذه المؤسسة لتوزيع المساعدات في غزة، وقالت إن الهدف من ذلك هو ضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس.
لكن المؤسسة واجهت اتهامات بمساعدة إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية واستبعاد الفلسطينيين وبتجاوز المنظمات الأممية، وفشلها في الالتزام بالمبادئ الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء "لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية. بصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جدا".
وأضاف "كما أشار الأمين العام، الأسبوع الماضي، لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة وعملية سليمة تدعمها الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين".
ومؤسسة غزة الإنسانية تأسست وسجلت في جنيف في فبراير، ولا تملك مكاتب أو ممثلين معروفين في هذه المدينة التي تستضيف مقار منظمات إنسانية دولية.