بنغازي تجمع وفودا من تشاد والنيجر بالتزامن مع زيارة نائب وزير الدفاع الروسي

يونس بك يفكيروف يشارك في الاحتفال بذكرى عملية الكرامة.
الاثنين 2025/05/26
تركيز روسي على شرق ليبيا

أدى وفدان رفيعا المستوى من كل من تشاد والنيجر زيارة إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا، بالتزامن مع زيارة لنائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، بهدف زيادة التنسيق الأمني والعسكري على الحدود، والتصدي للمخاطر المشتركة.

بنغازي (ليبيا) - استقبلت سلطات مدينة بنغازي وفدا رفيع المستوى من تشاد والنيجر، بالموازاة مع زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، في مسعى لتعزيز التعاون الأمني والتنسيق المشترك في ظل تنامي التهديدات الأمنية في دول الساحل الأفريقي.

ويرى متابعون أن الحكومة التشادية تسعى إلى الحصول من سلطات بنغازي على ضمان استمرار احتجاز مقاتلي جبهة التناوب والوفاق المتمردة والتي كانت وراء الهجوم الذي أودى بحياة الرئيس السابق إدريس ديبي، وكانت القوات التابعة للقيادة العامة قامت باعتقال قائدها في أكتوبر عام 2023 وسلمته للسلطات في تشاد.

أما النيجر فتسعى إلى تنويع شراكاتها منذ انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في يناير 2025، كما أن سلطات بنغازي ترى في نيامي حليفا محتملا لتحقيق الاستقرار في منطقة تعاني انعدام الأمن والتنافس الجيوسياسي.

ويقع الأمن في قلب الاهتمامات، ويحتل مكانة بارزة على جدول الأعمال، فالنيجر، التي تواجه هجمات من قِبل جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى”، تتقاسم مع ليبيا ضرورة مواجهة الجماعات المسلحة التي تستغل حدود الساحل.

كما تعد نيامي شريكا إستراتيجيا لجماعة حفتر التي تُموّل جزئيا من خلال تهريب المهاجرين غير النظاميين الذين يمرون عبر شمال البلد الأفريقي، وقد ألغت نيامي القانون الذي يجرم المهربين الذين ينقلون الباحثين عن عبور الصحراء نحو أوروبا.

تقارير إعلامية كشفت عن زيارات متواترة لمبعوثي القيادة العامة في بنغازي إلى دول الساحل لتعزيز العلاقات الدبلوماسية

ووصل وزير الدفاع التشادي إسحاق ماروا إلى مدينة بنغازي، الأحد، على رأس وفد رفيع المستوى “في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في المجالات العسكرية والأمنية”.

وكان في استقبال الوفد التشادي بمطار بنينا الدولي وزير الدفاع بالحكومة المكلفة من مجلس النواب أحميد حومة وكل من مدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء فوزي المنصوري، ومدير مكتب المراسم بالقيادة العامة، ومندوب عن مكتب القائد العام، وعدد من مديري الإدارات في وزارة الدفاع بالحكومة المكلفة من مجلس النواب.

وضم الوفد التشادي إلى جانب وزير الدفاع كلا من نائب مدير المخابرات العامة حسين هيمشي، إلى جانب ثلاثة من مستشاري رئيس الجمهورية التشادي.

وقالت وسائل إعلام ليبية إن هذه الزيارة تأتي “استجابة لدعوة رسمية من الجانب الليبي”، بمناسبة إحياء الذكرى الحادية عشرة لعملية الكرامة، التي مثَّلت محطة مفصلية في تاريخ ليبيا الحديث، وأسهمت في دحر الإرهاب واستعادة السيادة الوطنية بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأضافت أن هذه الزيارة تمثل “خطوة جديدة نحو ترسيخ التعاون الأمني والعسكري بين ليبيا وتشاد، في ظل التحديات الإقليمية المشتركة، بما يعزز الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء ويخدم مصالح البلدين”.

ويقر المراقبون، باتساع دوائر الجدل والسجال حول التمدد الروسي في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء، كما تعتبر موسكو أن ليبيا توفر منصة مثالية لإعادة تأكيد النفوذ، فالمشهد الليبي المضطرب يوفر الآن ملعبا للقوى الخارجية، كما تنظر روسيا إلى ليبيا باعتبارها مرساة للمزيد من الترسيخ في منطقة الساحل، حيث يخلق الانسحاب الغربي والحكومات الضعيفة فرصا للتموقع من جديد.

من جهته، استقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية عبدالهادي الحويج الأحد وفدا وزاريا رفيع المستوى من جمهورية النيجر، وذلك بمطار بنينا الدولي بمدينة بنغازي. 

وترأس الوفد النيجري وزير الداخلية الجنرال محمد تومبا، وضم كلا من وزير النفط صحابي عومرو، والأمينة العامة لوزارة المعادن، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين، خاصة في ضوء الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع ليبيا بالنيجر.

وبحسب بيان وزارة الخارجية، تأتي هذه الزيارة في ظل الزخم السياسي والدبلوماسي الذي تشهده العلاقات بين البلدين، وتزامنا مع احتفالات ليبيا بالذكرى الحادية عشرة لثورة الكرامة.

وكان في استقبال الوفد، إلى جانب الوزير الحويج، وكيل وزارة الداخلية فرج اقعيم، ومدير إدارة المراسم، وممثلون عن مكتب القائد العام للقوات المسلحة الليبية.

وتتزامن زيارة الوفدين التشادي والنيجيري، مع وصول نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى مدينة بنغازي، كأول الضيوف الأجانب المشاركين في الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لعملية الكرامة التي أطلقها المشير خليفة حفتر في السادس عشر من مايو 2014، وفق ما نشره الأمين العام للقيادة العامة الفريق أول خيري التميمي عبر صفحته على فيسبوك.

واستقبل نائب وزير الدفاع الروسي والوفد المرافق له كل من الفريق خيري التميمي، ورئيس أركان الوحدات الأمنية الفريق أول خالد حفتر ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء فوزي المنصوري، ومدير إدارة الشرطة العسكرية اللواء نجيب البالط وعدد من القيادات العسكرية.

وتطرقت تقارير إعلامية إلى محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخليفة حفتر في موسكو نهاية سبتمبر الماضي، والتي تطرقت إلى إمكانية استخدام أراض ليبية كمنصة لوجستية تخدم الطموحات العسكرية الروسية في المنطقة، حيث يتواجد مرتزقة فاغنر الروس منذ عام 2019.

حضور روسي مساند
حضور روسي مساند

وتعززت العلاقات بين النيجر وليبيا، خاصة مع القيادة العامة، في الأشهر الأخيرة، وتجسدت هذه الديناميكية بشكل خاص في شهر أغسطس من خلال زيارة وزير الداخلية النيجري محمد بوبكر تومبا لمدينة بنغازي شرق ليبيا، التي جرت في ختامها إعادة تفعيل الاتفاقات الأمنية الثنائية.

وسبق أن كشفت تقارير إعلامية عن زيارات متواترة لمبعوثي القيادة العامة في شرق ليبيا برئاسة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر إلى دول الساحل تهدف إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الأنظمة العسكرية في كل من بوركينا فاسو وتشاد والنيجر.

وأكدت أن الجولة تأتي في إطار البحث عن الشرعية على الساحة الدولية، في مواجهة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس، بوساطة روسية.

وسبق أن زار صدام خليفة حفتر نيامي في سبتمبر الماضي، وتبعت زيارته لاحقا زيارة رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الفريق أول محمد الحداد إلى نيامي، حيث اتفق البلدان على تعزيز جهودهما لمكافحة الجماعات المسلحة التي تنشط على حدودهما المشتركة.

وأفادت رئاسة أركان القوات البرية الليبية بأن حفتر الابن أجرى هذه الزيارة بصفته مبعوثا للقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، حيث أجرى محادثات مع رئيس جمهورية النيجر الجنرال عبدالرحمن تشياني، تم خلالها استعراض المستجدات الإقليمية والدولية، وبحث آفاق التعاون الأمني والعسكري بين الجانبين.

وأكد صدام حفتر خلال اللقاء “متانة العلاقات بين ليبيا والنيجر”، ونقل تحيات وتقدير القيادة الليبية إلى الرئيس تشياني، الذي بدوره منحه وسام الاستحقاق الوطني، وهو أعلى وسام في النيجر، تقديرا لدور القوات المسلحة الليبية في محاربة الإرهاب، ولدعمها للاستقرار الإقليمي.

4