أعمال عن الحرب وتحولات الأماكن والحياة تفوز بجوائز أسبوع القاهرة للصورة

القاهرة – كانت دورة هذا العام من أسبوع القاهرة للصور الذي انتظم في الفترة بين الثامن والثامن عشر من مايو الجاري، استثنائية، حيث عرضت على مدار عشرة أيام مجموعة متنوعة من المعارض والأنشطة التي تجمع بين الفن والتوثيق البصري، بمشاركة عدد من المصورين والفنانين البصريين من مؤسسات دولية مثل ناشيونال جيوغرافيك، وغيتي إيمدجز، ووكالة الصحافة الفرنسية.
ويُعد معرض “سرد” جزءا أساسيا من فعاليات الأسبوع، حيث تعرض فيه قصص مصورة تسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة المصرية. في الدورة الرابعة، تم عرض 26 معرضا تضم حوالي 5000 صورة متنوعة لفنانين وزعماء سياسيين، بالإضافة إلى صور ومعارض تُضيء على مأساة غزة.
وكشفت إدارة الأسبوع عن المشروعات الفائزة في “سرد” والتي عرضت في 14 موقعا بمنطقة وسط البلد والقاهرة الجديدة برعاية وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة ووزارة الثقافة.
وأعلنت مروة أبوليلة، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة فوتوبيا المنظمة لأسبوع القاهرة بالصورة فوز المشروعات الفوتوغرافية “حرق قش الأرز في مصر” لعبدالحمن أبوليلة، ومشروع “رصد هدم المقابر التاريخية في القاهرة” لدعاء عادل، ومشروع “رياضة كرة القدم النسائية في المغرب” لإيمان جميل، و”التغيرات التي تحدث على المدينة” لمحمود طلعت، و”تأثير مرض الزهايمر” لمصطفى الشامي، و”فقدان الفلسطينيين لأطرافهم بسبب العدوان الإسرائيلي” لنضال رحمي.
معرض "سرد" يعد جزءا أساسيا من فعاليات الأسبوع، حيث تعرض فيه قصص مصورة تسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة المصرية
وشارك في معرض «سرد» الذي أقيم هذا العام تحت شعار «استكشاف السرد من خلال التصوير الفوتوغرافي والصوت»، 10 مشروعات من مصر ولبنان والأردن وفلسطين والمغرب والعراق، تعرض قصصا فوتوغرافية توثّق مشاهد وقضايا من مصر والمنطقة العربية، بعدسات مصورين محترفين وناشئين، واستخدم للمرة الأولى هذا العام الصوت كأحد العناصر المكملة للصورة؛ ما يمنح المشروع المقدم بعدا أكثر عمقا وتأثيرا، ويخلق تجربة متعددة الطبقات للمشاهد.
وخلال حفل الختام قالت مروة أبوليلة «تستحق الكثير من الأحداث وتفاصيل الحياة حولنا توثيقها، وعدسة الكاميرا حينما تلتقط صورة فهي تنقل من خلالها تحولات الأماكن والأحداث، وما يشعر به البشر وتكشفه ملامح وجوههم؛ لهذا فالصورة وثيقة تاريخية هامة وشديدة الصدق، وهذا العام تلقينا أكثر من 150 مشاركة من مصورين من مصر والدول العربية، وتم اختيار 10 منها لتقديمها في المعرض، وهناك دول تشارك للمرة الأولى مثل العراق.”
ويقول فارس زيتون منسق معرض «سرد» وضيف شرف الدورة الرابعة للمعرض «يعتبر الصوت أحد العناصر الهامة في اختيار الأعمال، ولا نعني بالصوت الموسيقى فحسب، فأحد المشروعات استخدم أصوات طائرات الدرونز للتعبير عن الحرب في غزة، ومشروع آخر استخدم الشعر؛ لذلك كانت مناسبة الصوت للفكرة إلى جنب قوتها من العناصر الأساسية في اختيار الأعمال المشاركة في سرد.”
وأضاف أن “مهنة المنسق في المعرض تركز على ضمان وصول قصص المصورين إلى الجمهور بشكل واضح وهو ما يعني التعامل مع كل تفاصيل الأعمال المشاركة بداية من اختيار عدد الصور المشاركة في كل مشروع، وصولا إلى مناسبتها لمكان العرض، وقد تعاون في تنسيق المشروع مع زميله إبراهيم بهاء؛ فمعرض سرد هذا العام يقام فيStand Alone Villa والتي ظلت مهجورة لسنوات؛ لذلك اخترنا عدم ترميم الجدران أو دهانها مثلا لتعبر عن فكرة الحرب الموجودة في أحد المشروعات، أو الحنين إلى الأسرة أو التجارب الشخصية، كما قررنا أن يكون استخدام الصوت من خلال سماعات شخصية حتى لا تتداخل الأصوات في المشروعات معا ونضمن تجربة خاصة ومتكاملة للحضور.”
زيتون الذي تم اختياره كضيف شرف هذا العام شارك بمشروع بعنوان “كنت هناك” والذي يحكي من خلال الصورة تجربة الانتكاسة من التعافي من الإدمان، وهي الفكرة التي بدأت في أحد ورش التصوير التي نظمتها فوتوبيا عام 2017.
من جانبه قال المصور الفلسطيني نضال رحمي إنه مقيم في مصر منذ عام ونصف العام ويعمل على مشروعه الخاص بتوثيق استهداف القوات الإسرائيلية للفلسطينيين منذ تسع سنوات رصد خلالها تزايد أعداد الفلسطينيين ليس القتلى فحسب، لكن كذلك من يفقدون أطرافهم حتى وصل إلى ما يزيد عن عشرة آلاف شخص ورغم ذلك يستمرون في حياتهم ليكونوا نموذجا للصمود الفلسطيني.
وتضمنت الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للصورة أكثر من 20 معرضا فرديا وجماعيا لمجموعة من المصورين المحليين والدوليين المحترفين، والمؤسسات الدولية، كما استضافت التظاهرة أكثر من 100 محاضرة وورشة عمل وعروض توضيحية مباشرة بمشاركة خبراء وفنانين عالميين بالتعاون مع عدد من السفارات منها الهولندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والسويسرية والدنماركية والمركز الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي.
ومن أهم المعارض التي شاركت في التظاهرة، معرض “صاحبة الجلالة” الذي قالت منسقته هبة خميس، إنه جاء بهدف تسليط الضوء على الصورة الصحفية، وتجسيد شكل الجريدة بشكل واقعي، مستعرضا كيف تعاملت الصحف المصرية مع الصورة منذ أول صورة نشرت في صحيفة “الأهرام” عام 1888، وكيف تغيرت أساليب تقديم الصور في مختلف الصفحات، موضحة أن المعرض يساعد الجيل الجديد على فهم تاريخ الصورة الصحفية وتطورها، كما يسهم في خلق حالة من التبادل الثقافي والمعرفي.