ماسبيرو تطلق أول إذاعة متخصصة لمحبي المسلسلات

القاهرة - أطلقت الهيئة الوطنية للإعلام (ماسبيرو) في مصر أول إذاعة متخصصة في بث المسلسلات الإذاعية في العالم العربي تحت اسم “دراما إف إم.. إذاعة المسلسلات من القاهرة”.
وتأتي هذه الخطوة بهدف استغلال إرث الإذاعة المصرية العريق، الذي يضم الآلاف من المسلسلات الإذاعية التي شاركت في صناعتها نخبة من الكتاب والمخرجين والممثلين المصريين والعرب على مدار عقود.
وتشهد المسلسلات الإذاعية في السنوات الأخيرة حالة من الانتعاش والعودة إلى الواجهة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث تتزايد معدلات الاستماع وتتنوع الأعمال المقدمة لتلبي أذواق جمهور متعطش للدراما الصوتية.
ومن المقرر أن تبدأ “دراما إف.إم” بثها رسميًا في 31 مايو الجاري، تزامنًا مع الذكرى الحادية والتسعين لتأسيس الإذاعة المصرية.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الكاتب أحمد المسلماني، أن الإذاعة الجديدة تمتلك مكتبة ضخمة تضم ما يقارب 2000 مسلسل إذاعي، بالإضافة إلى خطط إنتاج مسلسلات جديدة لإثراء المحتوى الدرامي المقدم.
وتُمثل الإذاعة فرصة لعودة قوية للإنتاج الدرامي الإذاعي في مصر، حيث ستقدم إلى المستمعين فرصة للاستمتاع بالدراما الصوتية الكلاسيكية، بالإضافة إلى أعمال جديدة تُلبي أذواق الجمهور الحديث. وذلك في إطار حرص الهيئة الوطنية للإعلام على تطوير محتواها الإذاعي وتقديم خدمات متنوعة تلبي احتياجات جميع فئات المجتمع.
وأنتجت الإذاعة المصرية عبر عقود إبداعها عددًا كبيرًا من المسلسلات الإذاعية، شاركت في كتابتها نخبة من الكتاب المصريين وكبار كتاب العالم، كما شارك في الإخراج والتمثيل نجوم ومبدعون من أجيال مختلفة.
وشهد الموسم الرمضاني 2025 عرض أكثر من 20 مسلسلًا إذاعيًا على المحطات المصرية، بمشاركة نخبة من النجوم مثل حورية فرغلي ومي كساب ومدحت صالح وأميرة فتحي. وقد تنوعت الأعمال بين الكوميديا والدراما والتاريخ، ما جذب جمهورًا واسعًا من مختلف الفئات العمرية.
وساهم إقبال النجوم على المشاركة في المسلسلات الإذاعية في زيادة شعبيتها. فقد شارك الفنان أحمد حلمي في مسلسل “فبركة” إلى جانب هنا الزاهد وسوسن بدر، بينما خاض أحمد العوضي تجربته الأولى في الدراما الإذاعية من خلال مسلسل “جريمة نص الليل” مع مي كساب.
ورغم هذا الزخم يرى بعض النقاد أن الدراما الإذاعية لا تزال تواجه تحديات في مواكبة التطور التكنولوجي وتغير أذواق الجمهور، خاصة مع انتشار المنصات الرقمية والبودكاست. إلا أن جهود المؤسسات الإعلامية في تقديم محتوى متنوع وجذاب قد تعيد إلى الدراما الإذاعية مكانتها المرموقة.
في المقابل يرى آخرون أن المسلسلات الإذاعية المصرية استفادت بشكل ملحوظ من التطور التكنولوجي في السنوات الأخيرة، وهو ما ساعدها على استعادة جزء من جمهورها وتوسيع نطاق الوصول إلى مستمعين جدد، خصوصًا من الأجيال الأصغر. كما تطورت تقنيات التسجيل الصوتي بشكل كبير، فأصبح الصوت أكثر نقاءً، والمؤثرات الصوتية أكثر إقناعًا. وهذا منح المسلسلات الإذاعية قدرة على منافسة الدراما المرئية من حيث التأثير العاطفي.