المخرج الإيراني جعفر بناهي يعود إلى مهرجان كان بعد 15 عاما

تتواصل فعاليات مهرجان كان السينمائي إلى السبت الرابع والعشرين من مايو الجاري، وسط منافسة قوية على سعفته الذهبية، بينما يتميز المهرجان في هذه الدورة بالحضور الهام لهوليوود وسينمائييها ولرموز من السينمائيين المقاومين لكل الظروف الصعبة في بلدانهم على غرار صناع السينما في إيران، علاوة على تقديم أفلام هي الأولى لأصحابها.
كان (فرنسا)- تحضر الممثلة سكارليت جوهانسون مهرجان كان السينمائي للمرة الأولى كمخرجة، في حين يواكب المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي عرض أحد أفلامه، في أول ظهور له في مهرجان سينمائي منذ 15 عاما.
ويُعدّ عرض فيلم “إليانور ذي غرايت” Eleanor the Great الذي تولّت الممثلة الأميركية إخراجه، أحد أكثر الأحداث المنتظرة في مهرجان كان.
الإخراج الأول
جعفر بناهي لم يشارك في أي مهرجان دولي منذ سنين إثر مشاكله القضائية في بلاده التي حرمته من جواز سفره
سكارليت جوهانسون هي ثاني نجمة هوليوودية تعرض فيلما أول لها ضمن قسم “نظرة ما” هذا العام، بعد كريستن ستيوارت مع فيلم “ذي كرونولوجي أوف ووتر” The chronology of water.
ويتناول فيلم جوهانسون، التي تُعد من الممثلات الأعلى أجرا في السينما الأميركية، قصة إليانور مورغينستين (تؤدي دورها جون سكويب)، التي تعود في الرابعة والتسعين من عمرها للعيش في نيويورك لتبدأ حياة جديدة بعد عقود قضتها في فلوريدا.
وقال المخرج ويس أندرسون الذي شاركت جوهانسون في ثلاثة من أفلامه، من بينها “ذي فينيشين سكيم” The Phoenician Scheme المنافس على جائزة السعفة الذهبية هذا العام، “شاهدتُ فيلمها وأحببته.”
وتابع مازحا أن “سكارليت تصنع الأفلام منذ فترة أطول منّي ربما. إنها أصغر مني بنحو عشرين عاما، لكنني أعتقد أنها أخرجت فيلما للمرة الأولى عندما كانت في سن التاسعة.”
يذكر أن سكارليت جوهانسون بدأت حياتها السينمائية بفيلم “شمال” عام 1994، ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت مع فيلم “همس الحصان” للمخرج والممثل روبيرت رودفورد، ثم شاركت سكارليت ثورا بريتش بطولة فيلم “عالم الأشباح” الذي رُشّح للأوسكار عام 2001 واعتبره النقاد واحدا من أهم أفلام الألفية.
وعرفت جوهانسون بصفتها ممثلة وقد ساعدها جمالها واعتبارها الممثلة الأكثر إثارة في العالم لأكثر من مرة على بلوغ شهرة واسعة، ومن ناحية أخرى حصرها هذا التوصيف المتداول في حلقة المرأة الجميلة، وهو ما تمكنت من تجاوزه بمثابرة كبيرة خاصة باشتباكها مع أبرز القضايا الإنسانية والفنية وتجديد أساليبها وتطوير رؤاها إلى أن بلغت مرحلة تمكنت فيها من الوقوف بجرأة خلف الكاميرا لتقدم إخراجها الأول.
غياب طويل
من بين اللحظات المنتظرة في مهرجان كان أيضا، مرور جعفر بناهي على السجادة الحمراء. تمكن المخرج الحائز جوائز كثيرة والذي قضى سبعة أشهر مسجونا في إيران عامي 2022 و2023، من مغادرة طهران مع فريقه للذهاب إلى كان، حيث سيواكب عرض فيلم “حادثة بسيطة” (تصادف ساده) الذي صُوّر بشكل سري ومن دون أي تمويل إيراني، ولم تتسرب عنه سوى معلومات محدودة جدا.
وتخضع السينما الإيرانية التي تحظى بتقدير كبير في المهرجانات الدولية، لرقابة مشددة من قبل النظام، وغالبا ما يتعرض أبرز مخرجيها الذين يتحدون الرقابة للقمع. ولم يشارك بناهي في أي مهرجان دولي منذ 15 عاما حين بدأت مشاكله القضائية في بلاده، والتي حرمته لفترة طويلة من جواز سفره وبالتالي من حرية السفر.
خلال هذه الفترة حصل مخرج فيلم “تاكسي طهران” الفائز بجائزة الدب الذهبي في برلين عام 2015، وفيلم “ثلاثة وجوه” الفائز بجائزة أفضل سيناريو في كان عام 2018، على جائزة خاصة من لجنة التحكيم في البندقية عام 2022 عن فيلم “الدببة غير موجودة”.
وكانت السلطات الإيرانية قد استدعت خلال الأسبوع الفائت أربعة من أفراد طاقم الفيلم لاستجوابهم، وفق ما أفاد به مقرّبون من المخرج. حكم على جعفر بناهي بالسجن ست سنوات في عام 2010 بتهمة “الدعاية ضد النظام”، مع منعه من إخراج الأفلام أو مغادرة البلاد لمدة 20 عاما.
وأُعيد له أخيرا جواز سفره واستعاد حقه في السفر في أبريل 2023، فسافر إلى فرنسا حيث تعيش ابنته. وسيُعرض أيضا فيلم “فيوري” Fuori الذي يتناول قصة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابيينزا التي سُجنت عام 1980 بتهمة السرقة.
ويمثل هذا الفيلم، الذي أخرجه ماريو مارتونه وتتولى بطولته فاليريا غولينو، عودةً للمخرج الإيطالي البالغ 65 عاما إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان بعد حضوره للمرة الأولى المهرجان السينمائي الفرنسي عام 2022 مع فيلم “نوستالجيا” Nostalgia.