العفو الدولية تطالب بالتحقيق في قصف مركز المهاجرين بصعدة

الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية تطالب الولايات المتحدة بإجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف في الغارات الجوية التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين.
الثلاثاء 2025/05/20
ضربة أميركية قاتلة

صعدة (اليمن)- طالبت منظمة العفو الدولية، الاثنين، الولايات المتحدة بالتحقيق في الضربة القاتلة التي أصابت مركزا للمهاجرين في محافظة صعدة شمالي اليمن خلال أبريل الماضي، مشددة على أنه قد يُعد “انتهاكا للقانون الدولي الإنساني.”

وأعلن الحوثيون المسيطرون على مناطق يمنية شاسعة يقيمون فيها سلطة غير معترف بها دوليا أنّ ثمانية وستين شخصا على الأقل قُتلوا في قصف نسبوه إلى الولايات المتحدة وأصاب مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة في المحافظة المذكورة.

وأكدت منظمة العفو الدولية استنادا إلى تحليل صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية أن “هجمات أميركية” على مجمع سجن صعدة استهدفت مركز احتجاز للمهاجرين ومبنى آخر في الموقع. وشدّدت على ضرورة التحقيق في الغارة باعتبارها “انتهاكا للقانون الدولي الإنساني”.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنياس كالامار “هاجمت الولايات المتحدة مركز احتجاز معروفا يحتجز فيه الحوثيون المهاجرين الذين لم يكن لديهم وسيلة للاحتماء.” وأضافت “تثير الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في هذا الهجوم تساؤلات جدية بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد امتثلت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قواعد الحيطة والتمييز”.

وفيما أشارت المنظمة إلى أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من عدد الوفيات، قالت إنه في حال ثبت عدد الضحايا، فستكون هذه الغارة “الأسوأ” التي تلحق ضررا بالمدنيين في هجوم أميركي واحد منذ غارة جوية على الموصل في العراق في 2017.

أنياس كالامار: الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في هذا الهجوم تثير تساؤلات جدية بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد امتثلت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني
أنياس كالامار: الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين تثير تساؤلات جدية بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد امتثلت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني

وطالبت كالامار الولايات المتحدة بـ”إجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف في هذه الضربة الجوية وفي أيّ غارات جوية أخرى أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، وكذلك في تلك التي ربما انتهكت فيها قواعد القانون الدولي الإنساني”.

وكانت القيادة العسكرية الوسطى الأميركية سنتكوم قد قالت لوكالة فرانس برس في أعقاب الهجوم بأنها “على علم بمزاعم تفيد بوقوع خسائر بشرية في صفوف مدنيين على صلة بالضربات الأميركية في اليمن، وتأخذ هذه المزاعم على محمل الجدّ”.

وأورد تقرير العفو الدولية أنه إذا أكدت التحقيقات وقوع هجمات مباشرة على المدنيين أو هجمات عشوائية أصابت أهدافا عسكرية ومدنيين من دون تمييز وأسفرت عن مقتل أو إصابة مدنيين “يجب التحقيق فيها واعتبارها انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب محتملة”.

وأضافت المنظمة أنه “إذا تبين تضرر المدنيين، يجب أن يحصل الضحايا وأسرهم على تعويض كامل عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني”.

وفي منتصف مارس الماضي بدأت واشنطن حملة غارات شبه يومية استهدفت مواقع الحوثيين المدعومين من إيران. وأدّت تلك الهجمات إلى سقوط المئات من القتلى قبل إعلان وقف الضربات الأميركية والتوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين بوساطة عُمانية في السادس من مايو الجاري.

3