أستوديو تلفزيوني عسكري في الأردن لتعزيز الرواية الوطنية

عمان - أكد محمد النعانعة مدير المركز الإعلامي في مديرية الإعلام العسكري في الأردن أن افتتاح الأستوديو التلفزيوني العسكري الجديد للقوات المسلحة الأردنية يمثل نقلة نوعية في الأداء الإعلامي العسكري، ويعكس التزام المؤسسة العسكرية بتطوير أدوات الاتصال الجماهيري لتعزيز الرواية الوطنية ومواجهة الشائعات.
وتهتم السلطات الأردنية بتحسين وتطوير أداء الإعلام ردا على الشائعات والأخبار المضللة التي تقول إنها تستهدف أمن البلاد واستقراره، فدشنت مديرية الإعلام العسكري الأستوديو التلفزيوني العسكري، الأسبوع الماضي، ليعكس “توجها مؤسسيا نحو الارتقاء بأدوات الاتصال العسكري، ومواءمة رسالته مع أرقى المعايير المهنية المعمول بها في صناعة الإعلام الحديث”.
وأشار النعانعة إلى أن الأستوديو، الذي افتتحه رئيس هيئة الأركان المشتركة يوسف الحنيطي بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس مديرية الإعلام العسكري، يتميز ببنية تقنية متطورة وفريق عسكري متخصص، مما يتيح إنتاج محتوى إعلامي احترافي يبرز دور الجندي الأردني وتضحياته.
الأستوديو سينتج برامج مثل "نشامى الوطن" الذي يبث أسبوعيا على التلفزيون الأردني إلى جانب تقارير ميدانية
وأضاف خلال مداخلة عبر برنامج “عوافي” الذي يبث عبر راديو جيش أف.أم الأحد، أن الأستوديو يقع ضمن حرم صرح الشهيد، مما يضفي عليه بعدا رمزيا يربط رسالة الإعلام بذاكرة التضحية والوفاء.
وبحسب القائمين على المشروع، لا يقتصر دور هذا الأستوديو على البعد الإخباري، بل يؤسس لخطاب إعلامي مؤسسي يحمل مضامين تثقيفية وتوعوية وتنويرية، تسهم في بناء رأي عام وطني واع، قادر على التمييز بين الحقيقة والدعاية، وبين الإعلام المسؤول والادعاءات المضلّلة. وبهذا، يصبح الأستوديو ليس فقط منبرا إعلاميا، بل منصة سيادية تجسّد السيادة الإعلامية للمؤسسة العسكرية الأردنية، وتسهم في صون الأمن المجتمعي والهوية الوطنية في آن معا.
وعلى صعيد توثيقي، يمهّد هذا المشروع لإنشاء مكتبة بصرية مؤرشفة، تعد الأولى من نوعها على مستوى القوات المسلحة، تضمّ سجلا رقميا عالي الدقة يوثق ستة عقود من تاريخ الجيش الأردني، متاحا للباحثين والدارسين ووسائل الإعلام.
السلطات الأردنية تهتم بتحسين وتطوير أداء الإعلام ردا على الشائعات والأخبار المضللة
وتسهم هذه المكتبة في صون الذاكرة المؤسسية، وإثراء الدراسات الأكاديمية في ميادين الأمن والدفاع والإعلام العسكري، بما يضمن انتقال الخبرة والمعرفة إلى الأجيال المقبلة، ويكرّس الأستوديو منارة للتعلّم والبحث إلى جانب دوره الإخباري والتثقيفي.
وأوضح النعانعة أن الأستوديو سينتج برامج مثل “نشامى الوطن” الذي يبث أسبوعيا على التلفزيون الأردني، إلى جانب تقارير ميدانية ووثائقيات تسلط الضوء على الدور الإنساني والوطني للقوات المسلحة، مما يعزز الصورة الذهنية للجندي الأردني كجزء من هوية الوطن.
وأكد أن المشروع يعكس رؤية حديثة للإعلام العسكري تركز على الشراكة مع المجتمع وتعزيز المناعة الفكرية ضد الحملات الموجهة.
وأضاف النعانعة أن الأستوديو ليس مجرد منصة لنقل الأحداث العسكرية، بل أداة لتسليط الضوء على المبادرات الإنسانية والتنموية للقوات المسلحة في مجالات الإغاثة، الرعاية الصحية، التعليم، وحفظ السلام إقليميا ودوليا.
وشدد على أن المحتوى المنتج يهدف إلى بناء سردية وطنية متكاملة تعكس قيم الدولة وتعزز العقد الاجتماعي بين المواطن والمؤسسة العسكرية، مما يسهم في توحيد الوجدان الشعبي وتعزيز الثقة بالجيش كممثل للهوية الوطنية.