عمّان - تتزايد رهانات الحكومة الأردنية على ترجمة حزمة من المبادرات الطموحة بغية زيادة تحفيز قدرات قطاع السياحة التي عانت العام الماضي جراء تداعيات الحرب في غزة، وهو أمر أثر كذلك على العديد من أسواق الشرق الأوسط.

ويعول المسؤولون على رؤية التحديث ضمن محرك “الأردن وجهة عالمية”، والتي تشمل مبادرات نوعية تهدف إلى تعزيز تنافسية السياحة وجعلها تنو بشكل مستدام، خاصة أنها من أكبر المجالات التي ترفد أكثر اقتصادات المنطقة اعتمادا على المساعدات الخارجية.

ويضم المحرك، قطاعين تندرج تحتهما 25 مبادرة، حيث يوجه عملية تحويل البلد إلى مقصد رئيس للسياح الدوليين المتخصصين، لا سيما في مجال السياحة الثقافية والطبيعية والعلاجية والاستشفائية والدينية والمؤتمرات، وكذلك لمنتجي الأفلام من خلال تطوير نظام متكامل متخصص على المستوى العالمي.

ويشمل القطاع 16 مبادرة، تشمل تطوير تجارب قابلة للتسويق مع التركيز على الباحثين عن تجارب فريدة وعلى مستوى عالمي في مجالات السياحة التراثية والطبيعية والدينية والعلاجية والاستشفائية وسياحة المغامرات.

وشهدت البلاد خلال الأشهر الماضية من العام الحالي تزايدا واضحا في ارتفاع الدخل السياحي وأعداد الزوار الدوليين، الأمر الذي يعكس تحسن ايجابي في أداء هذه الصناعة.

ويعود هذا النمو إلى مجموعة من العوامل، من أبرزها تكثيف الحملات الترويجية المدروسة التي استهدفت أسواقا واعدة عالميا، إلى جانب استئناف عدد من الرحلات الجوية المباشرة ومنخفضة التكاليف، مما ساهم في تسهيل الوصول إلى الوجهات في الأردن.

وحقق قطاع السياحة نموا ملحوظا خلال الثلث الأول من عام 2025، مع تسجيل ارتفاع في الإيرادات ونموا في أعداد الوافدين مقارنة مع العام الماضي، بحسب بيانات البنك المركزي ووزارة السياحة والآثار.

ونمت العوائد خلال الفترة بين شهري يناير وأبريل بمقدار 15.3 في المئة على أساس سنوي لتبلغ نحو 1.72 مليار دينار (2.46 مليار دولار).

ووفق التقرير الشهري الصادر عن وزارة السياحة، بلغ إجمالي عدد الزوار الدوليين خلال تلك الفترة أكثر من 2.12 مليون سائح بنسبة ارتفاع قدرها 19 ‎في المئة مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.

وتتمتع البلاد بمواقع فريدة تنتشر في أرجائها تتوزع بين الدينية والتاريخية والأثرية والتراثية والطبيعية، مثل البترا والبحر الميت ووادي رم، والمغطس، وقلعة مكاور، وموقع أهل الكهف والمسجد الحسيني.

وعلاوة على ذلك، هناك مواقع للغوص والرياضات المائية، وسياحة المغامرة، فضلا عما تتسم به من مناخ ملائم للسياحة على مدار العام.

ويكتسب الأردن مكانة مرموقة في سوق السياحة العلاجية سريعة النمو، كما ويحظى باهتمام لافت من السياح المتخصصين ممن يبحثون عـن تجـارب مميزة في السياحة التراثية والطبيعية والعلاجية.

ومن أبرز المبادرات المقترحة في رؤية التحديث والمتعلقة بالسياحة، تطوير وإدارة المواقع والمرافق السياحية والحفاظ عليها، وتطوير المنتجات الخاصة بالسياحة بأنواعها المختلفة.

وكذلك العمل على تفعيل مبادرة الاستثمار السياحي، وتسهيل السفر إلى الأردن والتنقل داخله، وإطلاق مبادرة تنافسية الكلف وإتاحة الخدمات بأسعار مناسبة.

ومن المبادرات أيضا، إنشاء برنامج لصقل المهارات في قطاع، وإطلاق مبادرة السائح الرقمي، وتحديث بيانات القطاع بما يمكن من اتخاذ القرارات، الاستمرار بالتسويق السياحي.

كما تستهدف الحكومة ربط الأردن بشبكة أوسع رافدة للسياح، وتطوير الهوية التجارية، وضع معايير وقواعد عالمية المستوى لقطاع السياحة، تحسين القوانين المرتبطة بقطاع السياحة، تبسيط الإجراءات الحكومية، وإطلاق مبادرة أردن الأمن والسلامة والبيئة النظيفة.

وتحدثت رؤية عن الإمكانات الإستراتيجية وأولويات القطاع، والمتمثلة بتنمية قدرات البلد ليصبح أفضل الوجهات السياحية للباحثين عن تجارب عالمية في المواقع الأثرية والتراثية والطبيعية والسياحة المتعلقة بالمغامرات والدينية والعلاجية.

وضمن أولويات القطاع، استمرارية تطوير المنتج السياحي وتعزيز تنافسيته، تطوير البنية التحتية للمواقع السياحية، وتحسين خدمات النقل السياحي، وتطوير المناهج التعليمية والتدريبية المتصلة بقطاع السياحة، وفتح المجال أمام القطاع الخاص لإدارة مراكز التدريب التابعة لمؤسسة التدريب المهني.

وفي ما يتعلق بالسياحة في المواقع الأثرية والتراثية والطبيعية، يجد الأردن نفسه أمام ضرورة العمل على تنمية الإمكانات ليصبح من أفضل الوجهات في هذا المجال.

أما السياحة العلاجية فسيجري من خلال الرؤية دفع الأردن ليصبح من الوجهات الفضلى لتجارب السياحة العلاجية والخدمات الطبية والرعاية الصحية عالية الجودة بأسعار ميسرة.

وفي ما يخص السياحة الدينية المتخصصة، بينت الرؤية ضرورة العمل تنمية الإمكانات ليصبح الأردن إحدى الوجهات المفضلة في مجال السياحة الدينية، وأن يصبح الأردن وجهة رئيسة للسياحة المتخصصة، مثل سياحة المؤتمرات والفعاليات والمعارض.