التكنولوجيا تقود تفوّق الشركات الأميركية في جني الأرباح عالميا

إيرادات الشركات الكبرى من الولايات المتحدة زادت بمعدل 4.5 في المئة في المتوسط عام 2024.
الاثنين 2025/05/19
انتعاشة ملحوظة

لندن - تفوقت الشركات الكبرى من الولايات المتحدة وآسيا على كبرى الشركات الأوروبية من حيث الإيرادات والأرباح العام الماضي، بحسب دراسة أجرتها شركة التدقيق والاستشارات الاقتصادية إرنست أند يونغ.

ووفقا للدراسة التي حللت فيها نتائج ألف شركة مدرجة في البورصة وتتمتع بأعلى إيرادات في العالم، زادت إيرادات الشركات الكبرى من الولايات المتحدة بمعدل 4.5 في المئة في المتوسط عام 2024.

وفي حين بلغ معدل الزيادة بالنسبة للشركات الكبرى الناشطة في قارة آسيا 3.2 في المئة، تعرضت الشركات الكبرى في أوروبا لانخفاض في الإيرادات بنسبة 1.1 في المئة.

وتبدو الفجوة في الأرباح أكثر وضوحا، فبحسب الدراسة، زادت الشركات الآسيوية أرباحها التشغيلية بنحو الخمس، أي بمقدار 19.5 في المئة، في حين زادت الشركات من الولايات المتحدة أرباحها بنسبة 8.2 في المئة.

يان برورهيلكر: الشركات الأوروبية لا تملك الكثير لمواجهة هذه القوة
يان برورهيلكر: الشركات الأوروبية لا تملك الكثير لمواجهة هذه القوة

وفي أوروبا انخفضت أرباح الشركات الكبرى بمعدل 6.5 في المئة في المتوسط، حيث وكان أداء الشركات في ألمانيا، التي تعتبر مصنع القارة، ضعيفا بشكل خاص، حيث انخفضت إيراداتها بنسبة 3.1 في المئة وانخفضت أرباحها بنسبة 8.5 في المئة.

وتهيمن الولايات المتحدة على مجموعة الشركات الألف المدرجة في البورصة والتي تتمتع بأعلى إيرادات، حيث ينتمي إليها 317 شركة. وتليها الصين بواقع 137 شركة واليابان بنحو 110 شركات، ثم ألمانيا في المركز الرابع بقرابة 43 شركة.

ويعتقد الخبير لدى إرنست أند يونغ يان برورهيلكر، أن الشركات الأوروبية الكبرى تتعرض لضغوط متزايدة في ظل المنافسة العالمية وخاصة بسبب ضعف القطاعات الصناعية، والتوترات الجيوسياسية، وأعباء الرسوم الجمركية.

وقال “الوضع خطير حقا ويزداد حدة حاليا، فبينما حققت الشركات الأميركية الكبرى نموا قويا في الآونة الأخيرة وتمكنت من زيادة أرباحها، تجد الشركات الأوروبية نفسها بشكل متزايد في موقف دفاعي.”

وذكر برورهيلكر أن القوة الخاصة التي تتمتع بها أوروبا في القطاع الصناعي أثبتت أنها تشكل تحديا كبيرا في الوقت الحالي، حيث تمر صناعات تقليدية مثل قطاع السيارات بمرحلة تحول جذرية.

وأوضح أنه في هذا الوضع المضطرب تأتي سياسة الرسوم الجمركية الأميركية الفوضوية في وقت غير مناسب على الإطلاق، وهو ما يؤدي إلى المزيد من الأعباء المالية وعدم يقين هائل.

أرامكو هي الأعلى من حيث الأرباح على مستوى العالم في 2024، محققة أرباحا تشغيلية تعادل نحو 191 مليار دولار

وأضاف “في الوقت نفسه، تهيمن شركات التكنولوجيا الأميركية على القطاع، حيث لا توجد شركة أوروبية بين الشركات العشر الأكثر ربحية في العالم.”

وتحتل سبعة شركات أميركية، من بينها أبل ومجموعة ألفابت المالكة لغوغل، وشركة البرمجيات العملاقة مايكروسوفت، وشركة أشباه الموصلات إنفيديا، تلك القائمة.

وقال برورهيلكر إن “أوروبا لا تملك الكثير لمواجهة هذه القوة،” مشيرا إلى أنه ليس هناك سوى عدد قليل للغاية من الشركات الأوروبية بين الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا.

وبحسب دراسة إرنست أند يونغ، لا توجد شركة أوروبية ضمن قائمة العشرة الأوائل من حيث الأرباح. وكانت شركة النفط السعودية أرامكو هي الأعلى من حيث الأرباح على مستوى العالم في 2024، محققة أرباحا تشغيلية تعادل نحو 191 مليار دولار.

وكانت الشركة الأوروبية الأكثر ربحية هي عملاق النفط والغاز البريطاني شل، والتي حلت في المركز الثالث عشر. وجاءت الشركة الألمانية الأولى في تصنيف الأرباح العالمية هي شركة دويتشه تيليكوم للاتصالات المركز الـ19) بأرباح بلغت 26 مليار يورو.

وبالنسبة للشركات الأعلى في الإيرادات عام 2024 جاءت شركات التجزئة العملاقة وول مارت وعملاق التجارة الالكترونية أمازون بالإضافة إلى أرامكو.

وكانت الشركات الألمانية الأعلى تصنيفا من حيث الإيرادات هي مصنع السيارات فولكسفاغن باحتلالها المركز التاسع ومرسيدس – بنز المركز رقم 35 وتليها مباشرة شركة بي.أم.دبليو، بالإضافة إلى دويتشه تيليكوم في المركز الـ50.

10