"براذرز إن آرمز".. حكاية واحد من أشهر الألبومات الموسيقية

أحد أكثر الألبومات شهرة وتأثيرا في تاريخ موسيقى الروك، وقد أطلق فرقة "داير ستريتس" إلى قمة الشهرة العالمية.
الاثنين 2025/05/19
واحدة من أشهر فرق الروك عالميا

لندن – تختلف ذكريات المغنيين البريطانيين مارك نوفلر وجون إلسلي، العضوين السابقين في “داير ستريتس”، بشأن “براذرز إن آرمز” أنجح ألبوم طرحته فرقة الروك البريطانية.

ويقول نوفلر (75 عاما)، المغني الرئيسي السابق للفرقة ومؤلف الأغاني، بشأن الألبوم الذي تم طرحه في عام 1985، “لقد كان مثل أي ألبوم آخر.”

في المقابل، يقول إلسلي، عازف الجيتار (75 عاما)، والذي لا يزال صديقا مقربا لزميله السابق في الفرقة، إنه أدرك على الفور أنه من الممكن أن يكون ألبوم الأستوديو الخامس للفرقة، مميزا. ويضيف: “أدركت بشكل تلقائي أن لدينا مواد رائعة هنا… كنا سنقدم ألبوما رائعا جدا.”

وقد ثبت حقا أن إلسلي على صواب، حيث حقق الألبوم الذي ضم أغاني كلاسيكية مثل “موني فور نوثينج” و”ووك أوف لايف” نجاحا عالميا مبهرا، وتم بيع أكثر من 30 مليون نسخة منه، وصار من أكثر الألبومات مبيعا في تاريخ الموسيقى. ويتم حاليا طرح نسخة جديدة منه، احتفالا بذكرى مرور أربعين عاما على طرحه.

البيئة المحيطة ساهمت في نجاح الألبوم
البيئة المحيطة ساهمت في نجاح الألبوم

وتم إجراء جلسات تسجيل ألبوم “براذرز إن آرمز”، خلال الفترة بين عامي 1984 و1985 في “أستوديوهات إير” التابعة لمنتج فرقة البيتلز، جورج مارتن، في جزيرة “مونتسيرات” الكاريبية.

ويشار إلى أن هناك فنانين آخرين أيضا مثل أعضاء فرقتي “ذا بوليس” و”رولينج ستونز” والنجم بول مكارتني (العضو السابق في فرقة البيتلز)، قاموا بتسجيل أغنيات لهم في تلك الأستوديوهات المحاطة بأشجار النخيل والنباتات الخضراء.

ويستذكر إلسلي الأحداث، قائلا “لم تكن تلك جزيرة فخمة… بل كانت طبيعية جدا، وكانت جزيرة عتيقة جدا في الكاريبي، ومكانا رائعا للعمل بسبب خلوها من عوامل التشتيت.”

ولكن، رغم الأجواء المحيطة الأشبه بتلك المرتبطة بقضاء العطلات، كانت الفرقة تعمل بجد. ويرى إلسلي أن البيئة المحيطة ساهمت في نجاح الألبوم.

ويقول “أنا مقتنع تماما بأن الأجواء التي تحيط بالمرء ستؤثر على ما يفعله بطريقة أو بأخرى، سواء عقليا أو نفسيا أو جسديا، أو أيا كان. يشعر المرء بالسعادة عندما يذهب إلى الأستوديو لأنه في بيئة رائعة.”

ومع ذلك، لم تسر كل الأمور بسلاسة، ولاسيما بالنسبة لعازف الطبول تيري ويليامز، الذي شعر بأنه أكثر انسجاما مع موسيقى الروك الكلاسيكية بالمقارنة مع موسيقى البوب الحديثة.

ويقول إلسلي “لقد كان تيري – في رأيي – أحد أفضل عازفي الطبول الذين عزفت معهم في الحفلات الحية… أعتقد أنه أدرك أن المهمة ستكون أصعب مما كان يتخيل.”

وعندما عاد أعضاء الفرقة إلى جزيرة “مونتسيرات” بعد عطلة عيد الميلاد في أوائل عام 1985، اكتشفوا أن الأشرطة الرقمية معيبة. ويوضح إلسلي أن “الشريط الرقمي كان جديدا تماما في ذلك الوقت”، مضيفا أنه يعتقد أنهم حصلوا في النهاية على بعض الأشرطة السيئة.

وقال “لقد حذفت أشياء كثيرة من على ذلك الشريط، وقد كان جزء كبير منها خاصا بالعزف على الطبول.”

ثم اتخذ أعضاء الفرقة قرارا عسيرا، حيث تعاقدوا مع عازف الطبول الشهير عمر حكيم، الذي أعاد تسجيل المقاطع في ثلاثة أيام فقط.

وقال إلسلي في إشادة بموقف ويليامز “من الصعب أن يضطر المرء إلى استبدال شخص ما… إن الأمر يتعلق فقط بأن يكون المرء ناضجا، وأن يكتشف أنه إذا لم يستطع القيام بأمر ما فقد يكون شخص آخر قادرا على القيام به بشكل أفضل.”

أول ألبوم يتم تسويقه بكثافة على قرص مضغوط (CD)، وكان من أوائل الألبومات التي باعت أكثر من 30 مليون نسخة عالميا

ثم عاد ويليامز للمشاركة في قرع الطبول مع الفرقة ضمن جولة موسيقية، وأثار إعجاب زملائه في الفرقة والجمهور أيضا. ويقول إلسلي إن ويليامز كان “أشبه بساحر. أعني أن الأمر كان مذهلا حقا.”

ويصنف ألبوم “براذرز إن آرمز” كأحد أكثر الألبومات شهرة وتأثيرا في تاريخ موسيقى الروك، وقد أطلق فرقة “داير ستريتس” إلى قمة الشهرة العالمية. أول ألبوم يتم تسويقه بكثافة على قرص مضغوط (CD)، وكان من أوائل الألبومات التي باعت أكثر من 30 مليون نسخة عالميا.

حصل على المركز الأول في أكثر من 10 دول، منها بريطانيا والولايات المتحدة. ونال جائزة غرامي سنة 1986 لأفضل أداء هندسي صوتي.

ويقول مارك نوفلر إن أغنية “موني فور نوثينج” كانت الأكثر نجاحا في الألبوم، وأشار إلى أنها كانت مستوحاة من كلمات قالها عامل نقل أثاث يعمل في أحد المتاجر، حيث كان يقارن حياته بحياة الأشخاص الذين يظهرون على محطة “أم.تي.في” الترفيهية.

وأشار نوفلر إلى أن زميله المغني ستينج، غنى مقدمة الأغنية التي تقول “أريد محطة أم.تي.في الخاصة بي” على لحن أغنية “دونت ستاند سو كلوز تو مي” الناجحة والخاصة بفريق “ذا بوليس” الذي كان عضوا فيه.

وفكر نوفلر آنذاك في دمج أغنية “أم.تي.في”. وبالصدفة، كان ستينج – الذي كان يقدم أيضا غناء مصاحبا للمغنيين الرئيسيين – يقضي عطلته في “مونتسيرات” في ذلك الوقت.

ويقول ستينج ضاحكا “تلقيت اتصالا من مارك يسألني فيه هل يمكنك أن تأتي إلى الأستوديو وأن تغني في هذه الأغنية؟” ويضيف “لقد كنت أنا أيضا الشخص الذي يقلد نباح الكلب في الأغنية.” ويمكن سماع صوت نباح كلب بعد مرور نحو ثلاث دقائق ونصف من بدء الأغنية.

14