مفاوضات الدوحة تناقش خيارات الهدنة وإنهاء الحرب في غزة

القدس - ألمح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، إلى أن إسرائيل مستعدة لـ"إنهاء القتال" كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بشرط أن يشمل إقصاء حماس وجعل غزة منزوعة السلاح.
ويمثل هذا الإعلان أول إشارة من نتنياهو نفسه إلى إمكانية إنهاء الحرب ضمن صفقة شاملة، بغض النظر عن الشروط التي يصر عليها، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء "في هذه اللحظة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال"، مشددا على أن الاتفاق يجب أن يشمل الافراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
وتتضمن خطة ويتكوف إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد عن 40 يوما، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات على المرحلة المتعلقة بإنهاء الحرب، بحسب ما أفادت مصادر إسرائيلية للقناة الـ12 الإسرائيلية.
ويذكر أنه لا يزال 57 إسرائيليا محتجزين في غزة، بينهم 34 لقوا مصرعهم، وفق إحصاءات الجيش الإسرائيلي
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي أفادت فيه السلطات الصحية المحلية في غزة الأحد بأن الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة خلال الليلة الماضية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني في أنحاء القطاع.
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي الذي وسّع ضرباته على القطاع، مما أسفر عن مقتل المئات منذ يوم الخميس، استعدادا لهجوم بري جديد لتحقيق "السيطرة العملياتية" في أجزاء من غزة.
وقال خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لرويترز عبر الهاتف "لدينا على الأقل 100 شهيد، عائلات بأكملها تم مسحها من السجل المدني بسبب القصف الاسرائيلي".
ومنعت إسرائيل دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى غزة منذ بداية شهر مارس آذار في محاولة للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، كما وافقت على خطط قد تتضمن الاستيلاء على قطاع غزة بأكمله والتحكم في المساعدات.
وتقول حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن إلا في مقابل وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل.
وبدأ وسطاء من مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحماس السبت، لكن مصادر قريبة من المفاوضات قالت لرويترز إنه لم يتم تحقيق تقدم يذكر.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة "حماس على الدوام كان لديها مرونة حول عدد الرهائن التي ممكن أن تطلق سراحهم ولكن المشكلة دائما كان في عدم وجود التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب".
وذكرت سكاي نيوز عربية وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن حماس اقترحت إطلاق سراح نحو نصف الرهائن الإسرائيليين المتبقين لديها مقابل وقف إطلاق نار لمدة شهرين والإفراج عن فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
وقال مسؤول من حماس اتصلت به رويترز "الموقف الإسرائيلي لم يتغير، هم يريدون أسراهم بدون أي التزام لإنهاء الحرب".
وأصابت إحدى الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية مخيما للعائلات النازحة في خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل نساء وأطفال وإصابة العشرات وإشعال النيران في عدة خيام.
ووصفت حماس الغارة بأنها "جريمة وحشية جديدة" وحملت الإدارة الأمريكية مسؤولية التصعيد.
ومن بين العشرات الذين قُتلوا في وقت سابق من اليوم الأحد، ثلاثة صحافيين وأسرهم. وقال مسؤولون طبيون إن عائلة أخرى في شمال غزة فقدت ما لا يقل عن 20 من أفرادها.
وقال مسعفون إن زكريا السنوار، شقيق يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي قتلته إسرائيل في أكتوبر الماضي، وثلاثة من أبنائه قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على خيمتهم في وسط قطاع غزة. وكان زكريا السنوار أستاذ تاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة.
وقد وصل نظام الرعاية الصحية في غزة إلى حافة الانهيار التام بسبب القصف والغارات الإسرائيلية المتكررة على المستشفيات. وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن "جميع المستشفيات العامة" في محافظة شمال قطاع غزة باتت خارج الخدمة بعد حصار المستشفى الإندونيسي.
وقالت الوزارة في بيان "تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الأندونيسي ومحيطه ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرجت المستشفى الأندونيسي عن الخدمة". وأضافت "جميع المستشفيات العامة بمحافظة شمال قطاع غزة خارجة عن الخدمة".
وأدى الحصار المفروض على إمدادات الإغاثة إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون، إذ تفاقم الجوع على نطاق واسع، وتتهم إسرائيل حماس بالتسبب في هذه الأزمة.
وقال الدقران "المستشفيات بالكاد قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة للإصابات، كثير منهم من الأطفال، يوجد حالات بتر والمستشفيات قصفت أكثر من مرة بواسطة الاحتلال وتعاني من نقص في المستلزمات الطبية والأدوية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان السبت أنه يشن غارات مكثفة على مناطق في غزة في إطار خطته لتحقيق أهدافه الحربية.
وتقول إسرائيل إن هدفها في غزة هو القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، التي هاجمت مناطق سكنية إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أودت بحياة أكثر من 53 ألف شخص، فضلا عن تدميرها القطاع الساحلي المكتظ بالسكان، مما دفع كل سكانه تقريبا إلى النزوح من منازلهم.