الإسراع في الهيكلة خيار لا مفر منه لتصحيح أعمال فولكسفاغن

العديد من كبار المستثمرين ينتقدون الدور المزدوج للرئيس التنفيذي أوليفر بلوم كرئيس لكل من فولكسفاغن وبورش.
السبت 2025/05/17
أرباح متراجعة

فولفسبورغ (ألمانيا) - جدّد مساهمو فولكسفاغن انتقاداتهم لحوكمة المجموعة الألمانية العملاقة لصناعة السيارات الجمعة، مطالبين باستقلالية أكبر لمجلس الإدارة، ومعربين عن قلقهم المتزايد إزاء هيمنة العائلات المسيطرة على الشركة الألمانية.

وخلال الاجتماع العام السنوي الافتراضي للشركة، انتقد العديد من كبار المستثمرين الدور المزدوج للرئيس التنفيذي أوليفر بلوم كرئيس لكل من فولكسفاغن وبورش، وهي قضية مثيرة للجدل منذ إدراج الأخيرة كشركة منفصلة في سبتمبر 2022.

وقال إنغو سبيتش من شركة ديكا للاستثمار “السيد بلوم، نوجه إليك نداءً عاجلاً مرة أخرى: تخلَّ عن أحد مناصبك في مجلس الإدارة،” مشيرا إلى أن تضارب المصالح في هيكل حوكمة فولكسفاغن “معقد للغاية” ويتسبب في “ضرر جسيم بالسمعة وخسائر مالية فادحة.”

هندريك شميدت: القوة، وليس السوق، هي المسيطرة على فولكسفاغن
هندريك شميدت: القوة، وليس السوق، هي المسيطرة على فولكسفاغن

وانخفض سعر سهم فولكسفاغن بنحو 25 في المئة خلال العام الماضي من 140.4 يورو إلى 105.6 يورو، محققًا أداءً أقل من أداء مؤشر السيارات الأوروبي ومؤشر داكس الألماني، وفقًا لبيانات بورصة لندن.

وكانت الشركة، التي حذّرت الشهر الماضي من أنها قد تحقق أدنى مستوى لهامش ربحها السنوي، تواجه تحديات في جميع أسواقها الرئيسية، بدءًا من الرسوم الباهظة في الولايات المتحدة، وصولًا إلى المنافسة الشرسة في الصين، وارتفاع التكاليف في أوروبا.

وتسيطر عائلتا بورش وبيش فعليًا على فولكس فاجن من خلال شركتهما القابضة “بورش إس إي”، التي تمتلك معظم حقوق التصويت في شركة صناعة السيارات التي تتخذ من فولفسبورغ مقرًا لها.

وسبق أن نفى فولفغانغ بورش، الذي يرأس مجالس الإشراف على كل من بورش وشركة صناعة السيارات الرياضية بورش أي.جي، فكرة أن سوء الإدارة هو السبب في انخفاض سعر سهم شركة صناعة السيارات، وألقى باللوم بدلًا من ذلك على ضعف الأداء وارتفاع التكاليف.

ومع ذلك، جادل أربعة مستثمرين بأن نقص الخبرة في مجلس الإدارة في كفاءات رئيسية مثل الكهربة أو الرقمنة يعيق شركة صناعة السيارات.

وصرح هندريك شميدت من شركة إدارة الأصول دي.دبليو.أس قائلا “يتزايد الانطباع بأن القوة، وليس السوق، هي المسيطرة على فولكسفاغن.”

ودافع بلوم ورئيس مجلس الإشراف هانز ديتر بوتش عن الدور المزدوج للرئيس التنفيذي الجمعة، قائلين إنه أفاد جهود خفض التكاليف الجارية في كلتا الشركتين.

وقال بلوم “كان واضحًا منذ البداية أن (دوري المزدوج) لم يكن من المفترض أن يستمر إلى الأبد. الدور المزدوج هو وصفة للنجاح.”

Thumbnail

ويرى جان فيرنينغ المحلل في شركة يونيون إنفستمنت أنه “بدلاً من تجاهل انتقادات المساهمين عامًا بعد عام، يجب معالجة أوجه القصور الصارخة في الحوكمة هذه قبل أن تنزلق فولكسفاغن في أزمة أعمق.”

وتراجعت أرباح أكبر شركة سيارات في أوروبا، ومقرها مدينة فولفسبورغ، خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة قاربت 41 في المئة إلى 2.19 مليار يورو (2.49 مليار دولار).

وبعد أن عانت المجموعة الألمانية خلال أول ثلاثة أشهر من 2025، تتوقع الآن أن يكون هامش الربح التشغيلي السنوي أقرب إلى 5.5 في المئة، مقارنةً بتوقعاتها السابقة التي تراوحت بين 5.5 و6.5 في المئة.

كما تتوقع أن يكون صافي التدفق النقدي قريبًا من الحد الأدنى لتوقعاتها التي تتراوح بين مليارين و5 مليارات يورو (2.3 و5.7 مليار دولار)، وأن يبلغ صافي السيولة حوالي 34 مليار يورو (38.64 مليار دولار).

وخفضت المجموعة العملاقة عدد موظفيها في ألمانيا بنحو 7 آلاف موظف منذ بدء حملتها لخفض التكاليف أواخر العام 2023، كما قلصت التكاليف الرئيسية، وفق ما صرح به المدير المالي أرنو أنتليتز خلال مكالمة هاتفية عقب إعلان نتائج الربع الأول.

10