الدعم الروسي لا يوقف هجمات المتشددين على دول الساحل

روسيا فشلت في تعويض الدعم الذي كانت تتلقاه دول الساحل من الغرب في ظل الدور المحدود لمجموعة فاغنر.
الجمعة 2025/05/16
الجماعات المتشددة استفادت من غياب الدعم الأوروبي

واغادوغو- قاد هجوم شنه مسلحون متشددون على قاعدة عسكرية في بوركينا فاسو إلى مقتل العشرات من الجنود ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت دول الساحل الثلاث (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، في وقت يقول فيه مراقبون إن رهان هذه الدول على الدعم الروسي في مواجهة هجمات المتطرفين لم يكن في محله. 

وفيما أعربت روسيا عن دعمها سياسيا وعسكريا لدول تحالف الساحل، إلا أنها على الأرض لم تنجح في تعويض الدعم الذي كانت تتلقاه الدول الثلاث من الغرب، وخاصة من فرنسا، كما أن دور مجموعة فاغنر ظل محدودا ولم يتجاوز التدريبات ووضع الخطط في بعض العمليات.  

وانسحبت مالي وبوركينا فاسو والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في بداية العام، لتشكل منظمة خاصّة بها سُمّيت تحالف دول الساحل، كما أعلنت في مارس تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الجهاديين.

◄ دور مجموعة فاغنر ظل محدودا في الحرب على الجهاديين ولم يتجاوز التدريبات ووضع الخطط في بعض العمليات

وكانت دول الساحل تراهن على أن تشكيل روسيا للفيلق الأفريقي وتبني الدعم العسكري بشكل مباشر سيمنحانها دعما فعليا، لكن الأمور ما تزال متعثرة، واستفادت الجماعات المتشددة من هذا البطء لتزيد من هجماتها، وكان أكثرها ضررا ما جرى في بوركينا فاسو. 

ونقل موقع سايت إنتليجنس جروب عن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة قولها الخميس إن هجوما على قاعدة عسكرية في بوركينا فاسو هذا الأسبوع تسبب في مقتل 200 جندي. 

وقال موقع سايت، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا ويرصد نشاط الإسلاميين المتشددين على الإنترنت، إن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” أعلنت ذلك في بيان رسمي، وذلك بعد يوم من ذكر الموقع أن الجماعة قالت إنها قتلت 60 جنديا. 

وقالت مصادر أمنية لرويترز إن القاعدة الواقعة في بلدة جيبو في شمال بوركينا فاسو تعرضت لهجوم صباح الأحد عندما اجتاحها المئات من المقاتلين ودمّروها، وتعرض مركز للشرطة وسوق لهجمات أيضا. 

وأظهرت لقطات من الأقمار الصناعية من يوم الهجوم آثار احتراق ودخانا فوق القاعدة العسكرية، وآثار احتراق في سجن قريب، وأعمدة من الدخان فوق أحد المستشفيات وأحد الأسواق. 

وذكر سايت في وقت سابق أن عثمان ديكو، رئيس جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في بوركينا فاسو، ظهر في مقطع مصور يحث سكان جيبو على مغادرة البلدة حفاظا على سلامتهم. 

ويقول محللون إن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” تكثف هجماتها في بوركينا فاسو حيث يواجه المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في 2022 ووعد بتحقيق الأمن صعوبات متزايدة في التغلب على الإسلاميين المتمردين.

◄ هجوم المتشددين على قاعدة عسكرية في بوركينا فاسو هذا الأسبوع تسبب في مقتل 200 جندي

وأعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عن هجمات متعددة في بوركينا فاسو في يوم 11 مايو خلال زيارة زعيم المجلس العسكري إبراهيم تراوري إلى روسيا حيث التقى بالرئيس فلاديمير بوتين. 

وقالت منظمة أبحاث التسلح في الصراعات، التي تتعقب تدفقات الأسلحة غير المشروعة، إن الجماعات الإسلامية في منطقة الساحل في غرب أفريقيا تستهدف المواقع العسكرية لتعزيز ترساناتها. 

وأضافت المنظمة “الإستراتيجية التي نفذتها الجماعات الجهادية السلفية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر بتحويل الأسلحة من حيازة الدولة لتعزيز أهدافها العسكرية والدعائية لا تزال تثبت فعاليتها الكبيرة.” 

وقبل أيام، قالت السلطات في النيجر إن نحو عشرة جنود قتلوا وأصيب سبعة في هجوم بمنطقة دوسو جنوب البلاد. 

وحمل البيان مسؤولية الهجوم الذي وقع في جنوب النيجر على “إرهابيين” وقال إن العديد من المهاجمين قتلوا أو اعتقلوا. 

وقال المصدر الأمني إن 18 جنديا في عداد المفقودين إضافة إلى سرقة ثلاث مركبات أمنية. 

وفي الشهر الماضي، قُتل 12 جنديا وخُطف خمسة هنود في هجوم في النيجر قرب منطقة الحدود مع مالي وبوركينا فاسو.

1