أوبك ترجح تباطؤ نمو إمدادات النفط الخام من منافسيها في 2025

إمدادات الدول خارج أوبك+ سترتفع بنحو 800 ألف برميل يوميًا في عام 2025.
الخميس 2025/05/15
سوق النفط يعاني من نقص في المعروض

فيينا - أبقت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والمقبل عند 1.3 مليون برميل يوميا، دون تغيير عن الشهر الماضي، لكنها واصلت، في نسخة مايو من تقريرها الشهري الصادر الأربعاء ترجيح انخفاض المعروض من خارج المنظمة.

وشهدت تكهنات نمو الطلب على الخام تذبذباً خلال الأشهر الماضية في انعكاس للتغيرات الاقتصادية العالمية، حيث كانت المنظمة تقلل توقعاتها بشكل متوال خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من العام الماضي.

وخفّضت المنظمة توقعاتها لنمو إمدادات النفط من الولايات المتحدة ومنتجين آخرين خارج أوبك+ الأوسع نطاقًا هذا العام، وقالت إنها تتوقع انخفاض الإنفاق الرأسمالي عقب انخفاض أسعار النفط.

وأفادت في تقرير شهري أن إمدادات الدول خارج إعلان التعاون، وهو الاسم الرسمي لمجموعة أوبك+، سترتفع بنحو 800 ألف برميل يوميًا في عام 2025، بانخفاض عن توقعات الشهر الماضي البالغة 900 ألف برميل يوميًا.

ومن شأن تباطؤ نمو الإمدادات من خارج أوبك+، التي تضم أعضاء منظمة أوبك بالإضافة إلى روسيا وحلفاء آخرين، أن يُسهّل على أوبك+ تحقيق التوازن في السوق. وقد أثّر النمو السريع للنفط الصخري الأميركي ومن دول أخرى على الأسعار في السنوات الأخيرة.

1.3

مليون برميل مقدار نمو الطلب اليومي خلال العامين الحالي والمقبل، بحسب تقديرات المنظمة

وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت أسعار النفط لضغوط جراء قرارات أوبك+ بزيادة الإنتاج في مايو ويونيو بوتيرة أسرع مما كان مخططًا له في البداية، وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية.

وفي التقرير، توقعت أوبك انخفاض الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج خارج أوبك+ في عام 2025 بنحو 5 في المئة على أساس سنوي. وفي عام 2024، ارتفع الاستثمار بنحو 3 مليارات دولار على أساس سنوي ليصل إلى 299 مليار دولار، وفقًا للمنظمة.

وأضافت أوبك في التقرير “سيشكل التأثير المحتمل لانخفاض استثمارات النفط في قطاعي الاستكشاف والإنتاج في المنبع على مستويات الإنتاج في عامي 2025 و2026 تحديًا، على الرغم من تركيز الصناعة المستمر على تحسين الكفاءة والإنتاجية.”

وفي حين لا يزال من المتوقع أن تقود الولايات المتحدة نمو العرض، تتوقع أوبك ارتفاع إجمالي إنتاج النفط الأميركي بنحو 300 ألف برميل يوميًا هذا العام. وفي الشهر الماضي، توقعت نموًا قدره 400 ألف برميل يوميًا.

ورحبت المجموعة باتفاقية التجارة التي تم التوصل إليها هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة والصين.

وأفادت أوبك بأن “اتفاقية التجارة التي تمتد لـ90 يومًا بين الولايات المتحدة والصين تشير إلى إمكانية إبرام اتفاقيات أكثر استدامة، ما يدعم على الأرجح تطبيع تدفقات التجارة، ولكن بمستويات تعريفات جمركية مرتفعة محتملة مقارنةً بتصعيدات ما قبل أبريل.”

وأظهر تقرير أوبك أيضا انخفاض إنتاج دول أوبك+ في أبريل بمقدار 106 آلاف براميل يوميا إلى 40.92 مليون برميل يوميا لأسباب من بينها تراجع إنتاج كازاخستان التي تتعرض لضغوط لتلتزم بشكل أفضل بحصص التحالف.

أوبك تتوقع ارتفاع إجمالي إنتاج النفط الأميركي بنحو 300 ألف برميل يوميًا هذا العام

وخفضت كازاخستان، التي تتجاوز باستمرار هدف أوبك+، الإنتاج بواقع 41 ألف برميل يوميا ما يمثل أكبر كمية خفض بين دول التحالف رغم أنها لا تزال تتجاوز حصتها بكثير. وجاء في التقرير أن دولا أخرى، مثل إيران وليبيا ونيجيريا، خفضت إنتاجها.

وكان من المقرر أن ترفع أوبك+ إنتاجها في أبريل ومايو ويونيو بأكثر مما كان محددا في الأصل ضمن خطة للتراجع عن أحدث تخفيضات للإنتاج كان هدفها دعم السوق.

وانخفضت أسعار النفط الأربعاء مع ترقب المتعاملين لقفزة محتملة في مخزونات الخام الأميركية، بينما خفضت أوبك توقعاتها لنمو إمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في أوبك+.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت حوالي 1.1 في المئة، لتصل إلى 65.88 دولار للبرميل. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 75 بواقع 1.2 في المئة، ليصل إلى 62.92 دولار.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك يو.بي.أس “بالتأكيد، لم يكن ارتفاع أسعار النفط الخام في أرقام معهد البترول الأميركي مفيدًا. ومع ذلك، تضمن تقرير المعهد أيضًا عوامل داعمة، مثل السحب الكبير من المنتجات المكررة.”

وأفادت مصادر في السوق، نقلاً عن أرقام المعهد، بأن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 4.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 9 مايو، بينما انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.4 مليون برميل، وتراجعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 3.7 مليون برميل.

ويأتي انخفاض مخزونات البنزين مع استعداد الدول لدخول موسم القيادة الصيفي في نصف الكرة الشمالي.

وأفاد محللو روث كابيتال ماركتس، في مذكرة صدرت الثلاثاء، بأن السحب من المنتجات الموضح في بيانات معهد البترول الأميركي كان إيجابيًا لمجمع النفط على المدى الطويل، إذ يُظهر أن سوق النفط يعاني من نقص في المعروض.

11