حملة لبنانية على مواقع التواصل لترحيل السوريين بعد رفع العقوبات

بيروت - ارتفعت خلال الساعات الأخيرة أصوات الناشطين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا.
وانطلقت حملة واسعة على الشبكات اجتماعية في لبنان على اعتبار أن المبررات التي تدعو إلى بقاء اللاجئين زالت بإعلان الرئيس الأميركي وأن سوريا ستشهد تحسنا على كافة الأصعدة، وجاء في تعليق:
@AbouZeidAmal
قرار الرئيس الأميركي برفع العقوبات عن سوريا خطوة ايجابية تعزز الاقتصاد السوري وتشكل فرصة حقيقية للاستثمار وإعادة الإعمار.
وهكذا بعد زوال السبب الأمني يزول السبب الاقتصادي وتنتفي كل ذريعة لعدم عودة النازحين السوريين من لبنان التي طال انتظارها.
وقال مدير عام الأمن اللبناني السابق جميل السيد في تدوينة على حسابه في إكس:
@jamil_el_sayyed
ترامب لبّى طلب السعودية وأعلن رفع العقوبات عن سوريا… فماذا يعني ذلك بالنسبة إلى لبنان؟
سوريا بلد الخيرات الطبيعية والزراعية والنفطية والمواد الخام وغيرها، رفْع العقوبات عنها سيسرّع فوراً نهوضها الاقتصادي والعمراني والمعيشي، ولن يعود هنالك أي مبرر لبقاء النازحين السوريين الذي كانوا يكلّفون الاقتصاد اللبناني أكثر من 4 مليارات دولار سنوياً… فهل تقتنص دولتنا هذه الفرصة؟
وطالب البعض الحكومة اللبنانية بالعمل بسرعة لإعادة اللاجئين السوريين باعتبار أن الذرائع التي تمنع ترحيلهم لم تعد موجودة:
@SimonAbiramia
نرحّب بقرار الرئيس الأميركي، الذي أعلنه من المملكة العربية السعودية، برفع العقوبات عن سوريا. إن هذا القرار يؤكد التعاطي الدولي الايجابي مع السلطات السورية الجديدة وبالتالي انتفت كل الذرائع التي كانت تبرّر بقاء النازحين السوريين في البلدان المضيفة. على الحكومة اللبنانية العمل السريع كي ينعكس هذا القرار إيجاباً على لبنان في ما يتعلّق بملف النازحين السوريين الموجودين على أراضيه.
وأكد آخرون أن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار:
@PierreHnoud
مصلحة لبنان تعلو فوق كل اعتبار. ما في شي اسمه مصلحة البلدين. كفا رياء ولعب عالحكي. النازحين السوريين لازم يترحلوا. بمعزل عن رأي أو مصلحة سورية بالموضوع.
واستعجل آخر عودة اللاجئين التي طال انتظارها:
@SergeZarka
كانوا يقولوا إنو بسبب العقوبات ما بتقدر الأمم المتحدة والجمعيات تساعد النازحين السوريين داخل سوريا. اليوم ما بقى في عقوبات، أيمتى تبدأ العودة؟
من جهته، أكّد المنسق العام للحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين، النقيب مارون الخولي، في بيان أن “قرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا يُشكّل محوراً إستراتيجياً يُقدّم في أولويته على أيّ جدل سياسي حول نظام الحكم السوري،” مُعتبراً أن “هذه الخطوة تُزيل العقبة الرئيسية أمام عودة النازحين السوريين من لبنان إلى وطنهم.”
وأوضح الخولي أن “السبب الجوهري للنزوح السوري إلى لبنان كان اقتصادياً في جوهره، وبالتالي فإن إعادة إحياء الاقتصاد السوري عبر رفع العقوبات سينزع آخر ذرائع تأجيل عودة النازحين،” مُستذكراً تصريح الرئيس السوري أحمد الشرع الذي ربط بين عودة النازحين ورفع الحظر الاقتصادي.
وأشار إلى أن “الحملة الوطنية انتقلت خلال مراحلها من الترويج للعودة الطوعية إلى فرض العودة الإلزامية الآمنة، وصولاً إلى المرحلة الحالية التي تُعتبر فيها عودة السوريين ضرورة وطنية ملحّة لإعادة إعمار البلاد.” وقال “لم يعد هناك مبررٌ لاستمرار وجود النازحين السوريين في لبنان بعد زوال الحجج الأمنية والاقتصادية. فسوريا اليوم في حاجة إلى كل يدٍ تُساهم في بنائها.”
ووجّه الخولي دعوةً إلى الحكومة اللبنانية “لإعلان خطةٍ واضحة ومحددة الزمن لبدء عمليات الترحيل الفوري للنازحين السوريين،” مُشدّداً على أن “تأخير التنفيذ يُفاقم الأعباء على لبنان ويُهدد استقراره.” كما طالب الاتحاد الأوروبي بـ”اتخاذ موقفٍ حاسمٍ ودعم عمليات العودة عبر توجيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتمويل عمليات الترحيل بدلاً من إطالة أمد الأزمة.”
وختم بيانه بتحذيرٍ “إذا استمرّ تجاهل المطالبات بعودة النازحين بعد سقوط كل المبررات، فسنعتبر هذا الوجود شكلاً من أشكال الاحتلال، وسنتعامل معه بكل ما يترتب على ذلك من تداعيات قانونية وسياسية وشعبية.”