احتفالات شعبية تعم سوريا بعد قرار ترامب رفع العقوبات

ترحيب عربي وأممي بقرار الرئيس الأميركي وثناء على جهود السعودية وتركيا في هذا المسار.
الأربعاء 2025/05/14
تحول تاريخي في سوريا

دمشق - شهدت مدن سورية، مساء الثلاثاء، احتفالات شعبية بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على البلاد.

وقال ترامب الثلاثاء إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير للسياسة الأميركية قبيل اجتماع مرتقب مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب سيستقبل الشرع اليوم الأربعاء في السعودية، مما يمهد للقاء بين الرئيس والقيادي السابق في تنظيم القاعدة الذي تولى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد. وقال مصدران بالرئاسة السورية إنهما سيلتقيان صباح اليوم الأربعاء.

وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض إن العقوبات "وحشية ومعيقة وحان الوقت لتنهض سوريا".

وتابع "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحهم فرصة للنمو والتطور".

وأضاف أنه اتخذ القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللذين حثّت حكومتاهما بشدة على رفع العقوبات.

وأشار إلى أن سوريا أدت دورا مهما لكن حان الوقت لدمشق أن تمضي قدما. وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري هذا الأسبوع.

وعقب ذلك، عمت مدن سورية احتفالات شعبية بالخطوة المرتقبة، نظرا لما تعانيه البلاد جراء هذه العقوبات.

ونشرت وكالة سانا صورا لاحتفالات في مدن دمشق وإدلب واللاذقية، يحمل فيها سوريون علم الثورة" ويطلقون ألعابا نارية.

وتحدثت "سانا" عن "احتفالات شعبية في ساحة الأمويين بدمشق، بعد قرار ترامب (بشأن اعتزامه) رفع العقوبات المفروضة على سوريا في زمن النظام البائد".

وقالت أيضا إن "أهالي إدلب (شمال غرب) يحتفلون وسط "ساحة الساعة بقرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا".

كما نقلت احتفالات أهالي اللاذقية (غرب) بإعلان ترامب.

ورحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في تصريحات لـ"سانا" بإعلان ترامب "بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا، ردا على جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها نظام الأسد".

وأضاف "ننظر إلى هذا الإعلان بإيجابية بالغة، ونحن على استعداد لبناء علاقة مع الولايات المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل، والثقة، والمصالح المشتركة".

واعتبر أن ترامب "قدّم بالفعل أكثر للشعب السوري من أسلافه الذين سمحوا لمجرمي الحرب بتجاوز الخطوط الحمراء وارتكاب مجازر لا إنسانية".

وكتب الشيباني، على حسابه على منصة"إكس" "أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعبًا".

وعزا هذا الشكر إلى "الجهود الصادقة التي بذلتها (السعودية) في دعم مساعي رفع العقوبات الجائرة عن سوريا".

ورحبت قطر والكويت والبحرين والأردن وفلسطين واليمن ولبنان وليبيا في بيانات بإعلان ترامب بشأن عقوبات سوريا، مع إشادة بجهود السعودية وتركيا في هذا المسار.

ولاقى رفع العقوبات تفاعلا كبيرا بين مختلف الفنانين السوريين، حيث كتب الفنان جمال سليمان عبر صفحته على فيسبوك منشورا أشار فيه الى أهمية الحدث التاريخي وقال "إن رفع العقوبات عن سوريا خبر عظيم سيساعد وطننا على النهوض من جديد وسيرفع الضيم عن المواطن السوري.. شكرا للمملكة العربية السعودية ولكل الجهود الدبلوماسية التي بذلت من أجل ذلك. يبقى أن نرتب بيتنا السوري".

وباركت الفنانة سلاف فواخرجي لبلدها الحبيب سوريا رفع العقوبات عنها وقالت "بعد معاناة إنسانية مريرة عشناها وعاشها شعبنا العظيم كل الخير والازدهار لبلادي عزيزة موحدة آمنة حرة، شكرا للمملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان وكل الدول التي ساهمت في هذا المسعى الطيب".

وعبر الفنان باسم ياخور عن فرحته بهذا الإنجاز العظيم وقال ألف مبروك رفع العقوبات عن الشعب السوري وكل الشكر والمحبة للمملكة العربية السعودية ولكل الدول التي ساهمت في الأجراء التاريخي.

وكتب الفنان مصطفى الخاني مبروك لأمنا سوريا رفع العقوبات القاسية عنها، سوريا التي عانت وصبرت صبرا لا يقوى عليه إلا الأمهات، اليوم زال عن أبناءها هذا العبء الثقيل الذي أثقل كاهلهم كل هذه السنوات، شكرا للمملكة العربية السعودية ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وضع يديه على صدره شاكراً وفرحاً بزوال العقوبات عن شعب سوريا العظيم، وندعو الله أن ينعكس هذا مباشرة على حياة أهلنا جميعاً في سوريا، وأملنا ودعائنا بإعادة الأمان لكامل أراضي بلدنا وبقاءها واحدة موحدة وقوية ومزدهرة بأيادي كل أبناءها معاً بإذن الله.

وأشار المخرج زهير قنوع بأن رفع العقوبات عن سوريا، يعتبر الحدث الأهم منذ سقوط الأسد، وبغض النظر عن أي زوايا حادة يمكن الحديث عنها بهذا الخصوص من قبل أي شخص أو جهة، شكراً من القلب لكل من ساهم بهذا القرار فرداً فرداً.

وقال الفنان علاء قاسم "ألف ألف مبروك لعموم السوريين ومبروك لكل من تراجعت حاله وخسر تجارته وتوقفت أعماله بسبب العقوبات، الشعب السوري من قلبه يقول شكرا سمو الأمير محمد بن سلمان.. فرحك برفع العقوبات وصل الى أرواحنا.

ويمهد رفع العقوبات الأميركية التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي الطريق أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، مما يسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد.

وجاء هذا القرار المفاجئ على الرغم من الشكوك الإسرائيلية العميقة في إدارة الشرع، وهي مخاوف كانت في البداية لدى بعض المسؤولين الأميركيين أيضا. ويواصل مسؤولون إسرائيليون الإشارة إلى الشرع بوصفه متشددا إسلاميا على الرغم من أنه قطع علاقاته بتنظيم القاعدة في 2016. ولم ترد الحكومة الإسرائيلية بعد على طلبات للتعقيب.

وقال أليكس زردن الزميل في مركز الأمن الأميركي الجديد إن إعلان ترامب من شأنه تخليص سوريا من معضلة العقوبات والقيود على التصدير وتصنيفات الإرهاب التي جعلت اقتصاد سوريا واحدا من أكثر الاقتصادات تكبيلا في العالم، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا.

وفي عهد الأسد، ظلت سوريا في حالة حرب مع إسرائيل، وكانت تربطها علاقات وثيقة بإيران وروسيا، وعلاقات مضطربة مع الغرب.

ومنذ ديسمبر، يحتل الجيش الإسرائيلي أراض سورية بالقرب من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وينفذ أيضا ضربات جوية في البلاد.

في غضون ذلك، أبدى مسؤولون سوريون انفتاحهم على إفساح المجال لا نفراجة في العلاقات، بل وحتى سلام في نهاية المطاف، مع إسرائيل.

ويمثل هذا القرار دفعة قوية للشرع الذي يكافح من أجل إخضاع البلاد لسيطرة حكومة دمشق. وتكشفت تحديات في مارس عندما هاجم موالون للأسد القوات الحكومية، مما أدى إلى هجمات انتقامية قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية، مما أثار إدانة أمريكية شديدة.

وظل الشرع لسنوات زعيم الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في الصراع السوري. وانضم أولا إلى القاعدة في العراق، حيث أمضى خمس سنوات في سجن أمريكي. وألغت الولايات المتحدة مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الشرع في ديسمبر كانون الأول.

وتتضمن معظم قوانين العقوبات التي أقرها الكونغرس، بما في ذلك حزمة عقوبات صارمة على سوريا أعلنت في 2019، بندا يسمح للرئيس بتعليقها إذا رأى أن في ذلك مصلحة للأمن القومي الأميركي.

ورحب أعضاء من كلا الحزبين في الولايات المتحدة بهذا الإعلان.

وقالت السناتور الأميركية جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لصحافيين إن الولايات المتحدة لديها فرصة لدعم سوريا ولبنان. وقالت "من المهم لنا أن نوفر الفرصة لإبقاء تلك الدول تتحرك بطريقة تبقي إيران وروسيا بعيدتين".

وقال السناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام في بيان إنه "يميل بشدة" لدعم تخفيف العقوبات في ظل الظروف المناسبة.

وأضاف "قد تكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها حديثا في سوريا استثمارا جيدا، وقد تمهد الطريق لتوحيد سوريا، وجعلها جزءا مستقرا بالمنطقة. ومع ذلك، هناك الكثير يجب معرفته قبل اتخاذ هذا القرار".

ورحبت الأمم المتحدة، التي دأبت على حث الدول على رفع العقوبات عن سوريا، بهذه الخطوة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "كان من المهم لنا أن نرى تخفيفا للعقوبات على سوريا للمساعدة في إعادة إعمارها، ولمساعدة الشعب السوري على التعافي من صراع ونقص تمويل لأكثر من عقد".

وكانت هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة، الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطع علاقاتها بالتنظيم في 2016. وتم حل هيئة تحرير الشام رسميا في يناير كانون الثاني.

وكانت الجماعة قد أدرجت على قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تستهدف تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية لأكثر من عشر سنوات، وتخضع لتجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة. ولا توجد عقوبات من الأمم المتحدة على سوريا بسبب الحرب الأهلية.