فكرة الحكم الذاتي في حضرموت تتدرج من التنظير إلى التنفيذ

المكلاّ (اليمن) - أظهر حلف قبائل حضرموت مجدّدا جدية مسعاه لتأسيس حكم ذاتي في المحافظة اليمنية الأكبر مساحة، وشرع في المرور من مجرّد التنظير للفكرة والدفاع عنها إلى وضع آليات تجسيدها على أرض الواقع، على الرغم مما يثيره المشروع من خلافات عميقة واعتراضات شديدة من قبل بعض الجهات الفاعلة في المشهد الحضرمي وتحديدا المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل لمشروع إقامة دولة الجنوب المستقلة والذي يعتبر حضرموت جزءا أساسيا منها لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف.

وقطع الحلف القبلي خطوة عملية باتجاه وضع أسس الحكم الذاتي الذي يدعو إليه في حضرموت وذلك بإصدار رئيسه عمرو بن حبريش قرارا بتشكيل فريق مختص لإعداد الوثائق السياسية والقانونية والدستورية للمشروع.

وأسندت رئاسة اللجنة بموجب ذلك القرار إلى عبدالعزيز صالح سعيد جابر وضمت في عضويتها عشرة أشخاص.

وأنيط باللجنة إضافة إلى إعداد الوثائق المذكورة وضع الخطة التنفيذية والجدول الزمني لتحقيق الحكم الذاتي في حضرموت، وأن تقوم “بصياغة الإطار القانوني والدستوري لمشروع الحكم الذاتي بما يتوافق مع القانون الدولي وخصوصية حضرموت إلى جانب إدارة ملف التواصل والتنسيق مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية.”

وبحسب مصدر في حلف القبائل ستتولى اللجنة “إعداد الوثائق والمرافعات القانونية والسياسية المتعلقة بحق حضرموت في الحكم الذاتي، كما ستنظم الفعاليات والاجتماعات واللقاءات الجماهيرية والسياسية لدعم المشروع.”

ومن مهام واختصاصات اللجنة أيضا “بناء قاعدة بيانات شاملة تسند مراحل الانتقال المؤسسي والإداري للحكم الذاتي.”

وجاء قرار تشكيل اللجنة غداة تجديد بن حبريش إصرار الحلف الذي يرأسه على المضي في مشروع الحكم الذاتي الذي لم تُظهر السلطة اليمنية المعترف بها دوليا جدية في مواجهته الأمر الذي أثار أسئلة بشأن الموقف الحقيقي للمملكة العربية السعودية ذات التأثير الكبير في قرارات السلطة من المشروع خصوصا وأن الرياض بدت في الفترة الأخيرة على وفاق وتواصل مع بن حبريش وحلفه القبلي.

وعقد رئيس حلف قبائل حضرموت قبل أيام اجتماعا مع قيادة اللجنة الأمنية للحلف واللجان الخاصة بالمرافق الخدمية وأعضائها وناقش معهم “عددا من مواضيع المتعلقة بترتيب العمل الداخلي وتقييم الأداء وتعزيز الإيجابيات وتفادي السلبيات التي رافقت المرحلة السابقة، إضافة إلى التهيئة لخوض المرحلة الجديدة.”

وأعاد بن حبريش التأكيد خلال الاجتماع على أنّ “حضرموت بمشروعها الذي يتبناه حلف القبائل لتطبيق الحكم الذاتي هو هدف كل أبناء المحافظة ولا تراجع عنه مهما كلف ذلك من التضحيات،” مؤكّدا أن “كل ما يُحاك من محاولات التفاف على المشروع وتسويف له، لن يثني الحلف أو يغير موقفه، بل سيدفعه نحو المزيد من التصعيد.”