ضوء أوروبي أخضر لإتمام استحواذ أدنوك على كوفيسترو للكيماويات

بروكسل- حصلت شركة أدنوك الإماراتية الثلاثاء على موافقة غير مشروطة من هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي للاستحواذ على شركة كوفيسترو الألمانية للكيماويات بقيمة 14.7 مليار يورو (16.3 مليار دولار).
وقالت المفوضية في بيان “خلصت المفوضية إلى أن الصفقة المعلن عنها لن تثير مخاوف بشأن المنافسة نظرا لتأثيرها المحدود على المنافسة في الأسواق التي تنشط فيها الشركات”.
ومع إتمام الاتفاقية، ستصبح إكس.آر.جي، وهي ذراع الاستثمارات الدولية لأدنوك، والتي تم تأسيسها أواخر عام 2024، الحائز الجديد لأغلبية الأسهم في كوفيسترو التي تصنع البلاستيك والمواد الكيميائية لقطاعات السيارات والبناء والهندسة.
وتأتي هذه الصفقة التي أبرمت في أكتوبر الماضي، وهي الأكبر على الإطلاق لأدنوك، في ظل زخم خطط دول الشرق الأوسط لتنويع استثماراتها وتقليل الاعتماد على النفط مع التحول نحو مصادر طاقة أقل تلويثا للبيئة عالميا.
وتشهد صناعة البتروكيماويات تحولا كبيرا وتبرز سوقها كمكون رئيسي في نظام الطاقة العالمي، وهو يتزامن مع ارتفاع الطلب على النفط والمواد المستدامة وعالية الأداء، ما يعيد تشكيل عمليات الإنتاج وعروض المنتجات.
وتشكل المواد الخام البتروكيماوية نحو 12 في المئة من الطلب العالمي على النفط، وهي النسبة التي يتوقع البعض أن ترتفع في حال زاد الطلب على البلاستيك والأسمدة والمنتجات الأخرى.
وتعمل كوفيسترو عبر 48 موقع إنتاج و13 منشأة للبحث والتطوير، تغطي مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وأميركا الشمالية، وآسيا والمحيط الهادئ.
14.7
مليار يورو قيمة الصفقة والتي بموجبها ستدير إكس.آر.جي أعمال الشركة الألمانية
وكانت الشركة الألمانية قد وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الطاقة المتجددة، مع عدد من كبار شركات تقديم الخدمات مثل إنجي الفرنسية وأورستد وبي.بي، تشمل عمليات تمتد في بلجيكا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة والصين.
ومن خلال كوفيسترو ستركز إكس.آر.جي، التي تزيد قيمتها على 80 مليار دولار، على الاستثمار في الخارج بمجال الطاقة منخفضة الكربون بما يشمل الغاز والكيماويات والطاقة المتجددة.
وستستفيد الشركة الإماراتية من التوجهات العالمية الرئيسية الثلاثة المتمثلة في النقل بمنظومة الطاقة والطلب المتزايد عليها، وأيضا النمو السريع للذكاء الاصطناعي، وزيادة الطلب على الطاقة في الاقتصادات الناشئة.
ولأهمية خطط إكس.آر.جي العالمية بالنسبة إلى أبوظبي، تم تعيين شخصيات دولية بارزة في قمة مجلس إدارتها. ومن بين الأسماء الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي.بي برنارد لوني، ورئيس شركة بلاكستون جون غراي.
ومن المتوقع أن تسهم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) التي تمتلكها أدنوك في بناء شراكات مثمرة مع دعم مساعي إكس.آر.جي وكوفيسترو المشتركة لإيجاد حلول مبتكرة.
وتملك مصدر محفظة عالمية تضم نحو 83 مشروعا للطاقة المتجددة، وهدفها الطموح لإنتاج ما لا يقل عن 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وعلى مدار العامين الماضيين وسّعت أدنوك محفظتها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، في أكثر من عشر دول، بما في ذلك أذربيجان وموزمبيق والولايات المتحدة.
وفي مارس الماضي أعلنت أدنوك وأو.أم.في النمساوية للطاقة أنهما ستدمجان أعمالهما في مجال البولي أوليفينات لإنشاء مشروع مشترك للمواد الكيماوية قيمته 60 مليار دولار، وذلك في ختام محادثات على مدى عامين.
وتعد الاتفاقية، وهي ثاني صفقة في التوسع الخارجي بالنسبة لأدنوك، إنجازا مهما ضمن إستراتيجية الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي للنمو والتي تركز على الكيماويات والغاز والطاقة منخفضة الكربون.
والبولي أوليفينات مواد قوية وخفيفة الوزن تُستخدم على نطاق واسع في تصنيع العديد من المنتجات، بما في ذلك مواد التعبئة والتغليف والأدوات المنزلية والمعدات الطبية والمنسوجات وغيرها.