حزب القوات اللبنانية يكرس نفسه رقما صعبا في الانتخابات البلدية

بيروت - نجح حزب القوات اللبنانية في اختبار الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية، مكرسا نفسه رقما صعبا في المعادلة المسيحية على حساب خصمه التقليدي التيار الوطني الحر، الذي يشهد تراجعا ملموسا في شعبيته، يعزوها كثيرون إلى خياراته السياسية خلال السنوات الماضية.
وتمكن حزب القوات اللبنانية من تأكيد الإنجاز الذي حققه في جبل لبنان، باكتساح العديد من الأقضية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، حتى المختلطة منها (سنيا ومارونيا).
وعقب الانتصار المسجل في الجولة الثانية من الاستحقاق الانتخابي وجه رئيس الحزب سمير جعجع “تحيّة من القلب لجميع الرفيقات والرفاق والمناصرين والحلفاء في أقضية الشمال كلها وفي عكار على النجاح الباهر الذي تحقق في هذه الأقضية والمحافظتين. تحيّة لوزارة الداخلية والطاقم الإداري والأجهزة الأمنية على أدائها الدقيق في مواكبة العمليّة الانتخابية،” مضيفا “نلتقي في زحلة ومناطق البقاع كافة وفي بيروت الأحد المقبل.”
ويقول متابعون إن حزب القوات اللبنانية أظهر خلال الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية تنظيما محكما ووعيا سياسيا عميقا مكناه من نسج تحالفات قوية مع شخصيات سياسية وعائلات، تمكن من خلالها من تعزيز حضوره.
ويلفت المتابعون إلى أن ما حققه الحزب المسيحي يشكل دفعة معنوية قوية له قبيل الانتخابات النيابية المقبلة، التي تراهن عليها القوى السياسية في حجز مقعد لها في المرحلة الجديدة التي يشهدها لبنان منذ يناير الماضي، تاريخ انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأفول نجم “حلف الممانعة.”
وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أن “التقدم المضطرد الذي تحققه القوات تباعا في الانتخابات البلدية والاختيارية، بدءاً من محافظة جبل لبنان وفي المرحلة الثانية منها في محافظتي الشمال وعكار، يعني أن الخط الذي اعتمدته القوات اللبنانية منذ سنوات، ومستمرة عليه ومتمسكة به، هو الخط الذي يريده الشعب اللبناني بأكمله.”
وأضاف كرم “بغض النظر عمّا إذا كانت لدى بعض الشعب اللبناني انتماءات سياسية أخرى، لكنه اليوم يؤيِّد القوات اللبنانية لأنها أصبحت بالنسبة إليه الأمل لبناء الدولة، دولة المؤسسات القوية والازدهار والتنمية، الجمهورية القوية الحقيقية بكامل معانيها. لذلك نرى هذا التأييد الكبير لطروحات القوات اللبنانية، علماً أنه ليس كل الذين يصوِّتون ويقترعون للقوات هم قواتيون، وليست كل اللوائح الفائزة بدعم القوات اللبنانية مشكّلة من قواتيين حصراً.”
وحاول خصوم القوات اللبنانية التقليل من حجم الانتصار الذي حققه الحزب الماروني، من خلال الترويج إلى أن هذا الانتصار لم يكن ليتحقق لولا التحالفات التي أبرمها.
ما حققه الحزب المسيحي يشكل دفعة معنوية قوية له قبيل الانتخابات النيابية المقبلة
وقال كرم في هذا الإطار أنه “قد يكون هناك مقترعون لمصلحة القوات اللبنانية أو بعض اللوائح التي فازت بانتخابات بلديات الشمال وعكار بدعم من القوات، مُنْتَمين إلى أطراف سياسية أخرى، أو كانوا منتمين لأطراف سياسية أخرى، لكنه رأى أنه يلتقي اليوم مع القوات اللبنانية في مشروعها، مشروع بناء الدولة.”
وشدد كرم على أن “هذا انتصار كبير لطرح القوات اللبنانية،” لافتاً إلى أن “القوات لا تدخل في عصبيات، ولا يعني لنا الانتصار، بمعنى الانتصار فقط في يوم الانتصار الانتخابي، بل يعني لنا الانتصار بمعناه العميق، أي الانتصار لمشروع بناء الدولة وما ستتبع ذلك من استحقاقات أخرى. فنحن لا نعيش نضالنا برزنامة زمنية من استحقاق إلى استحقاق، بل نحن في جهد دؤوب دائم وفي مسيرة نضالية متواصلة في كل المحطات الوطنية وبين كل الاستحقاقات، نعمل ونستعد ونُحضِّر لأخرى.”
ولفت إلى أن “مشروع القوات اللبنانية دولتيّ مؤسساتيّ إنمائيّ انفتاحيّ على جميع اللبنانيين، ليشاركونا عملية بناء دولة المؤسسات واللامركزية الموسعة الإنمائية. هذا هو المعنى بالنسبة لنا من هذه المعارك الانتخابية في البلديات، فهي ليست معارك بحدِّ ذاتها، بل هي مشروع نعمل بلا كلل لتحقيقه في لبنان وليكون مؤيَّداً ومعتمداً من قبل الشعب اللبناني كله، وهو مشروع الدولة القوية المزدهرة والمتطورة، والسيدة المستقلة بكامل مواصفاتها.”
وتنتظر القوات اللبنانية معركة مهمة في زحلة وبيروت، وسط ترجيحات بتحقيق نتائج إيجابية هناك، ليجني بذلك الحزب ثمار سنوات طويلة من معركة إثبات الذات.
وتستكمل الانتخابات البلدية والاختيارية في 18 من الشهر الجاري في محافظتي بيروت والبقاع ومحافظة بعلبك – الهرمل، وفي يوم 24 في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية.