المحادثات النووية الإيرانية – الأميركية: لا اختراق ولا رغبة في التصعيد أيضا

تصريحات المسؤولين الأميركيين وأيضا الإيرانيين تشير إلى بحث كلا الطرفين عن مساحة لتثبيت الهدوء ولو بشكل مؤقت.
الاثنين 2025/05/12
تفاؤل حذر

لندن- انتهت جولة المحادثات النووية الرابعة بين واشنطن وطهران في مسقط كما بدأت، بكثير من الحذر دون تقديم أي تنازلات من الطرفين.

ووصف مسؤول أميركي المحادثات بـ”المشجّعة”، بينما اعتبرتها إيران “صعبة ومفيدة” وهو ما يشير إلى رغبة مشتركة في تجنّب التصعيد.

ويقول مراقبون إن تصريحات المسؤولين الأميركيين وأيضا الإيرانيين تشير إلى بحث كلا الطرفين عن مساحة لتثبيت الهدوء ولو بشكل مؤقت.

وجاءت جولة المحادثات هذه المرة مع تهدئة في البحر الأحمر بعد وساطة عمانية أوقفت القصف الأميركي على الحوثيين مقابل إنهاء الهجمات الحوثية على السفن التجارية.

جولة المحادثات هذه المرة جاءت مع تهدئة في البحر الأحمر بعد وساطة عمانية أوقفت القصف الأميركي على الحوثيين مقابل إنهاء الهجمات الحوثية على السفن التجارية.

وبدأت المباحثات بعدما بعث الرئيس الأميركي دونالد ترامب برسالة إلى القيادة الإيرانية يحثّها فيها على التفاوض، ملوّحا باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري ضدها في حال فشل ذلك.

وتأتي الجولة قبيْل بدء ترامب زيارة إلى المنطقة تشمل السعودية وقطر والإمارات بين 13 مايو وحتى الـ16 منه.

ويقود المحادثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وبينما أكد الطرفان تحقيق تقدم في المباحثات، تعكس مواقفهما تباينا بشأن تخصيب اليورانيوم.

وقبيل توجهه إلى مسقط، جدّد عراقجي للصحافيين التأكيد على أن “قدرة التخصيب هي أحد افتخارات وإنجازات الأمة الإيرانية، وهي غير قابلة للتفاوض.” وأضاف “أجرينا مشاورات إضافية في طهران هذا الصباح، ونأمل في هذه الجولة أن نبلغ نقطة حاسمة.”

وبعدما كان ويتكوف ألمح إلى مرونة محتملة بشأن مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم عند مستويات تكفي حصرا للاستخدام المدني السلمي، اعتمد هذا الأسبوع نبرة أكثر حزما، بتأكيده أن التخصيب “خط أحمر” لواشنطن.

وقال لموقع إخباري أميركي الجمعة إن “برنامجا للتخصيب لا يمكن أن يكون قائما في دولة إيران مجددا.” وتابع “هذا هو خطنا الأحمر. لا تخصيب”، موضحا “هذا يعني التفكيك، يعني عدم التسليح، ويعني أن نطنز وفوردو وأصفهان، وهي منشآت التخصيب الثلاث (في إيران)، يجب أن يتم تفكيكها.”ولطالما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصرا.

pp

وتهدف المحادثات إلى إبرام اتفاق جديد يحول دون تمكين إيران من تطوير أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات التي تشل اقتصادها.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الأحد أن طهران تسعى إلى رفع العقوبات المفروضة عليها وحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وقال بقائي إن وفد طهران “لن يدّخر جهدا لحماية مصالح الأمة الإيرانية وصون إنجازاتنا القيّمة في مجال الطاقة النووية السلمية، مع السعي في الوقت عينه لرفع العقوبات.”

وتصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني منذ أن سحب ترامب في 2018 الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

ونصّ الاتفاق على تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وبقيت الجمهورية الإسلامية ملتزمة بالاتفاق لعام بعد الانسحاب الأميركي، قبل أن تبدأ بالتراجع عنه تدريجا.

وحدّد الاتفاق سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المئة. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حاليا بتخصيب على مستوى 60 في المئة، غير البعيد عن نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

وأفاد تقرير للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إيران زادت بطريقة “مقلقة للغاية” مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة.

وقال يوسف البلوشي، رئيس مركز أبحاث مجلس مسقط للسياسات، إن الطرفين “لم يحققا اختراقا بعد”. ورجّح أن “يستغرق ذلك وقتا طويلا لكنني متفائل.”

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترامب فرض سياسة “الضغوط القصوى” التي اعتمدها خلال ولايته الأولى والقاضية بفرض عقوبات على إيران. ولوّح بقصف إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها.

وتأتي المباحثات الأميركية – الإيرانية في فترة من التغيرات في الشرق الأوسط، حيث تكبّد حلفاء لطهران، خصوصا حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، خسائر فادحة جراء الحربين مع إسرائيل في غزة ولبنان. وصعّدت الدولة العبرية في الآونة الأخيرة من تهديداتها لإيران، بينما شدّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو المعارض للمباحثات بين حليفته واشنطن وطهران، على وجوب عدم السماح للجمهورية الإسلامية بتطوير سلاح ذري، وأيضا تفكيك برنامجها الصاروخي.

وتؤكد إيران من جهتها أن المباحثات الراهنة تقتصر على الملف النووي. وبدأت الولايات المتحدة وإيران المباحثات في 12 أبريل بوساطة من عُمان التي كانت أدت دور الوسيط أيضا في مفاوضات سابقة أثمرت في العام 2015، التوصل إلى اتفاق دولي بين طهران والقوى الكبرى بشأن الملف النووي.

1