غسل ملابس العاملين في الرعاية الصحية بالمنزل لا يعقّمها ضد العدوى

لندن – حذّرت دراسة بريطانية من أن غسل ملابس العاملين في القطاع الصحي داخل المنازل قد يسهم، دون قصد، في نشر العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات.
وقال باحثون إن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يغسلون ملابس العمل في المنزل ربما يساهمون دون قصد في انتشار حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات.
ولتقييم ما إذا كانت الغسالات المنزلية قادرة على تعقيم ملابس العاملين في مجال الرعاية الصحية، غسل الباحثون عينات من القماش الملوث بالماء الساخن في ست غسالات مختلفة مخصصة للمستهلكين، باستخدام دورات تنظيف سريعة وعادية.
ووجدوا في تقرير نُشر في دورية “بلوس وان” أن نصف هذه الغسالات لم يتمكن من تطهير الملابس في أثناء الدورة السريعة، في حين فشل ثلثها في التنظيف بشكل كاف خلال الدورة العادية.
وبعد كل عملية غسل، كشف تسلسل الحمض النووي لعينات الأغشية الحيوية من داخل تلك الآلات عن وجود بكتيريا قد تكون مسببة للأمراض وجينات مقاومة للمضادات الحيوية. وقال معدو التقرير في بيان “أظهر بحثنا أن الغسالات المنزلية غالبا ما تفشل في تعقيم الملابس، مما يسمح للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بالبقاء على قيد الحياة“.
ووجد الباحثون أيضا أن البكتيريا يمكن أن تطور مقاومة للمنظفات المنزلية، وهو ما يرفع أيضا مقاومتها لبعض المضادات الحيوية. واقترح الباحثون تعديل إرشادات الغسيل المقدمة للعاملين في مجال الرعاية الصحية لضمان تنظيف الغسالات المنزلية للملابس بشكل فعال.
وقال الباحثون “إذا كنا جادين بشأن انتقال الأمراض المعدية عبر الملابس والتعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات، فيجب علينا إعادة التفكير في كيفية غسل ما يرتديه العاملون في مجال الرعاية الصحية“.
ويعدُّ انتقال العدوى داخل المستشفيات مشكلة صحية عامة كبرى، لا سيما أن هذه العدوى غالباً ما تنطوي على بكتيريا مقاومة للعلاج. وفي حين يلجأ عدد من الممرضين والعاملين في مجال الرعاية الصحية إلى غسل ملابسهم المهنية في المنزل، تشير بعض الدراسات إلى أن الملابس قد تكون وسيلة لنقل البكتيريا، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الغسالات المنزلية على القضاء على تلك الكائنات الدقيقة، ومنع انتشار الميكروبات الخطرة.