ارتفاع تكاليف التشغيل وتراجع أسعار النفط يقلصان أرباح أرامكو

4.6 في المئة نسبة تراجع أرباح مجموعة أرامكو السعودية.
الاثنين 2025/05/12
تراجع كبير

الرياض - أعلنت مجموعة أرامكو السعودية العملاقة الأحد تراجع صافي أرباحها في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 4.6 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، بسبب تراجع أسعار النفط وارتفاع تكاليف التشغيل.

وقالت المجموعة في بيان نشر على موقع البورصة السعودية (تداول) “بلغ صافي الدخل 97.54 مليار ريال (26 مليار دولار) للربع الأول من عام 2025، مقارنة مع 102.27 مليار ريال (27.27 مليار دولار) للفترة ذاتها من عام 2024.”

وعزت أرامكو، وهي سادس أكبر شركة في العالم من حيث القيمة والمملوكة بغالبيتها للدولة، التراجع إلى “تأثير انخفاض الإيرادات والدخل الآخر المرتبط بالمبيعات بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التشغيل.”

وأكدت توزيعات الأرباح الإجمالية التي حددتها في وقت سابق وقدرها 21.36 مليار دولار للربع الأول، منها 219 مليون دولار كأرباح مرتبطة بالأداء، وهي آلية تم استحداثها بعد مكاسب غير متوقعة من أسعار النفط في عام 2022 عقب غزو روسيا لأوكرانيا.

إبراهيم عبدالمحسن: السعودية قادرة على الصمود أمام تراجع عوائد النفط
إبراهيم عبدالمحسن: السعودية قادرة على الصمود أمام تراجع عوائد النفط

وقال رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر “تأثرت أسواق الطاقة العالمية في الربع الأول بعوامل مرتبطة بتغيّرات في مجال التجارة العالمية، مما تسبب في حالة من عدم اليقين الاقتصادي وأثّر على أسعار النفط.”

وأضاف “رغم ذلك أظهر الأداء المالي القوي لأرامكو المزايا التي تتمتع بها الشركة من حيث حجمها الفريد وموثوقيتها، والتكاليف المنخفضة لأعمالها، وتركيزها على الكفاءة والتقنيات المتقدمة.”

وأوضح الخبير في قطاع الطاقة المقيم في الإمارات إبراهيم عبدالمحسن أن التراجع سببه الضغوط التي تتعرض لها السوق منذ مطلع العام الجاري.

وأفاد وكالة فرانس برس بأنّ “السوق تعرضت لضغوط وبدأ أداؤها في التراجع مع الربع الأول من عام 2025، بسبب ضعف أساسيات العرض والطلب: تباطؤ الطلب الصيني على الخام، والحرب التجارية الأميركية، وتعديل سياسة إنتاج أوبك+.”

وتابع أنّه “من المتوقع أن تواجه السوق ضغوطا أقوى في النصف الثاني من العام الجاري، حال تصاعد الحرب التجارية الأميركية، وعدم التزام بعض أعضاء التحالف بحصص الإنتاج المقررة. الأمر ربما يؤثر على أرباح شركات النفط.”

وتأتي نتائج الشركة فيما بدأت أسعار النفط تستقر حول 60 دولارا للبرميل بعدما انخفضت الأسبوع الماضي بأكثر من 3 في المئة، عقب إعلان دول تحالف أوبك+ زيادة كبيرة في الإنتاج، ووسط مخاوف من تأثير الرسوم الأميركية على الطلب والتجارة الدولية.

وتملك الحكومة راهنا 81.5 في المئة من أسهم أرامكو وتعتمد على إيراداتها لتمويل مشاريع رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرامية إلى تنويع مصادر الدخل وجعل البلد الخليجي مركزا للأعمال والسياحة والرياضة.

وحقّقت أرامكو أرباحا قياسية في 2022 بلغت 161.1 مليار دولار ما سمح للسعودية بتسجيل أول فائض في موازنتها منذ عقد، قبل أن تتراجع في العامين التاليين على وقع تراجع الأسعار، مسجلة 106 مليارات دولار فقط في 2024، بتراجع بلغ أكثر من 12 في المئة عن عام 2023.

ولفتت وزارة المالية في سبتمبر الماضي إلى أنها تتوقع عجزا في الموازنة بنسبة 2.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام واستمرار العجز حتى العام 2027.

والإثنين الماضي أعلنت الوزارة عن الموازنة الفعلية للربع الأول، مشيرة إلى تسجيل عجز قدره 58.7 مليار ريال (15.6 مليار دولار).

وقال عبدالمحسن إنّ “السعودية قادرة على الصمود أمام تراجع أسعار النفط وانخفاض عائدات الصناعة، بسبب السيولة الإضافية بحوزة الكيانات المالية، والأهم القدرة على الوصول إلى أسواق التمويل الدولية، مما سيدعم تنفيذ مشاريع رؤية 2030.”

ويبلغ إنتاج السعودية، وهي أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، حاليا 9.2 مليون برميل يوميا، أي أقل من قدرتها الإنتاجية البالغة 12 مليون برميل.

26

مليار دولار أرباح الربع الأول من 2025 بانخفاض 4.6 في المئة بمقارنة سنوية

لكنّ هذا المستوى سيتغير قليلا الشهر المقبل إلى 9.37 مليون برميل، وفق ما ذكرته شركة جدوى للاستثمار ومقرها الرياض الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنه أعلى مستوى إنتاج منذ يونيو 2023.

والأسبوع الماضي أعلنت ثماني دول منضوية في أوبك+ زيادة كبيرة في إنتاج النفط لشهر يونيو.

وبموجب الزيادة ستقوم السعودية وروسيا وست دول أخرى في التحالف بإنتاج 411 ألف برميل إضافي يوميا في يونيو، كما هو المستوى خلال مايو، بينما كانت الخطّة الأساسية تنص على زيادة مقدارها 137 ألف برميل يوميا.

وأدرجت أرامكو، درّة تاج الاقتصاد السعودي الأكبر في الشرق الأوسط، في البورصة المحلية عام 2019 بعد أكبر طرح في التاريخ وصلت قيمته إلى 29.4 مليار دولار مقابل بيع 1.7 في المئة من أسهمها، فيما جمع طرح ثانوي العام الماضي لنحو 1.7 مليار سهم 12.35 مليار دولار.

وتعد أرامكو إحدى شركتين غير أميركيتين فقط على لائحة أكبر 10 شركات في العالم من حيث القيمة، بقيمة نحو 1.7 تريليون دولار، حسب بيانات موقع كمبانيز ماركت كاب.

ويتواكب تراجع أرباح الشركة مع انخفاض أرباح شركات النفط الكبرى في العالم على وقع تراجع أسعار النفط الخام مؤخرا.

والشهر الماضي أعلنت شركة بي.بي انخفاض صافي أرباحها في الربع الأول من العام إلى 687 مليون دولار، مقارنة مع 2.3 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024.

10