طيور مهاجرة

أكثر من 2000 نوع تقطع الآلاف من الكيلومترات بحثا عن أفضل الظروف البيئية والموائل للتغذية والتكاثر وتربية صغارها.
الأحد 2025/05/11
هجرة الطيور معجزة طبيعية

وفقا لتقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة، فإن حوالي 44 في المئة من أنواع الطيور المهاجرة حول العالم آخذة في التناقص، بينما يواجه واحد من كل خمسة أنواع خطر الانقراض التام. ويستند التقرير إلى بيانات جمعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. ويتعرض حوالي 14 في المئة من الطيور المهاجرة حول العالم للخطر، وهو ما يعادل 134 من أصل 960 نوعا مدرجة في قائمة الأمم المتحدة.

وتعد هجرة الطيور معجزة طبيعية، إذ أن أكثر من 2000 نوع (أي 20 في المئة من جميع أنواع الطيور المعروفة) تقطع المئات والآلاف من الكيلومترات بحثا عن أفضل الظروف البيئية والموائل للتغذية والتكاثر وتربية صغارها. فعندما تصبح الظروف في مواقع التكاثر غير مواتية، يحين وقت الهجرة إلى مناطق ذات ظروف أفضل .

وفي كل عام يقام اليوم العالمي للطيور المهاجرة في مناسبتين: السبت الثاني من مايو والسبت الثاني من أكتوبر، بالتزامن مع أوقات الهجرة الكثيفة للطيور من نصف القارة الشمالي إلى نصفها الجنوبي، ثم مع عودتها من حيث جاءت .

وأكد منظمو هذا اليوم، على أن كل مجتمع، من الحضر إلى الريف، قادر على لعب دور مهم في دعم الطيور المهاجرة، فمن خلال التخطيط الحضري الجيد، واعتماد ممارسات صديقة للطيور، مثل إنشاء موائل صحية، والحد من التلوث، ومنع الاصطدام بالنوافذ الزجاجية وغيرها من المباني، يمكن للمجتمعات المحلية أن تساهم بشكل كبير في سلامة الطيور المهاجرة.

ويعيش اليوم حوالي 56 في المئة من سكان العالم، أي 4.4 مليار نسمة، في المدن. ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه، إذ من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان الحضر بحلول عام 2050، مما يعني أن ما يقرب من 7 من كل 10 أشخاص سيقيمون في المدن. وبحلول عام 2045، من المتوقع أن يصل عدد سكان الحضر إلى 6 مليارات نسمة، ليشكلوا 68 في المئة من سكان العالم بحلول عام 2050.

وفي بيان بالمناسبة، تقول الدكتورة جريثيل أغيلار، التي تتولى منصب المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة “تنمو المناطق الحضرية بسرعة، ولكن بالتخطيط المدروس والعمل المبتكر، يمكن للمدن أن تصبح ملاذًا آمنًا للطيور المهاجرة، لا مصدر تهديد لها. من خلال دمج المساحات الخضراء، والحد من التلوث الضوئي، وتصميم المدن مع مراعاة التنوع البيولوجي، يمكننا تحويل المناظر الطبيعية الحضرية إلى بيئات نابضة بالحياة وصديقة للطيور.”

وتصيف أغيلار "نتطلع إلى مواصلة هذه الحوارات في مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة العالمي في أبوظبي في أكتوبر المقبل. فلنمضِ قدما معا – بأمل وعزيمة وهدف مشترك - لبناء عالم تُحلّق فيه الطيور المهاجرة بأمان فوق المدن التي تُقدّرها."

تنظيم المؤتمر في أبوظبي ليس من باب المصادفة، فالإمارات تعتبر من المسارات الهامة لهجرة الطيور وتكاثرها حيث يتواجد فيها ما لا يقل عن 460 نوعا من الطيور، وهي تقع ضمن مسارات الهجرة الأفريقية والأورو – آسيوية لحوالي 42 من 93 نوعا من الطيور الجارحة المهاجرة بموجب مذكرة التفاهم الخاصة بالطيور الجارحة ويشمل ذلك الصقر الأسخم المهدد بالانقراض والصقر الحر والنسر المصري.

وعلينا أن ننتبه إلى شركائنا في الطبيعة، وأن نعطي الطيور المهاجرة مساحة للحياة في حرية من أجل أن تستمر في دورها في حماية وإثراء البيئة من حولنا.

18