الخليج العربي على خرائط غوغل يفتح جدل التزييف الإيراني على إكس

تداول وثائق ومعلومات تاريخية تكشف مغالطات التسمية الفارسية.
السبت 2025/05/10
التسمية الأصلية

احتفى ناشطون عرب بظهور تسمية الخليج العربي على خرائط غوغل في المنطقة العربية وأثاروا جذور التسمية استنادا إلى المعلومات والوثائق التاريخية إضافة إلى واقع الحل باعتبار أن الأحواز التي تطل على الخليج احتلتها إيران قبل مئة عام وهي عربية وليست فارسية.

الرياض - اعتمد تطبيق خرائط غوغل الشهير تسمية الخليج العربي لمستخدميه في منطقة الشرق الأوسط بدلاً من الخليج الفارسي، إذ بات التطبيق يتيح ظهور اسم “الخليج العربي” عند البحث عن المنطقة، وهو ما أثار ضجة واسعة بين الناشطين العرب الذين اعتبروا أنه انتصار لحقيقة تاريخية تم تزييفها، كما أثاروا قضية الأحواز العربية المرتبطة بالخليج.

‎وأشار المستخدمون في الشرق الأوسط إلى أن التطبيق يعرض الآن اسم “الخليج العربي” حتى عندما يتم البحث باستخدام مصطلح (الخليج الفارسي).

وأظهر البحث عن حقيقة تغيير غوغل تسمية الخليج على خرائطها، أن خرائط غوغل تظهر التسمية حسب المنطقة الجغرافية التي يتواجد فيها المستخدم. وعلى سبيل المثال، إذا بحث مستخدم من الدول العربية عن الخليج فسيظهر له باسم “الخليج العربي”، وإذا بحث مستخدم من إيران فسيظهر له “الخليج الفارسي”، أما إذا بحث مستخدم من دول أخرى غير مرتبطة بالخلاف حول التسمية فسيظهر له الاسمان وأولهما “الخليج الفارسي” والثاني “الخليج العربي” بين قوسين كاسم بديل.

وجاء الجدل حول التسمية بعد أن أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال مسؤولان في الإدارة الأميركية، لشبكة “سي.إن.إن” إن ترامب “سيتخذ قرارا” بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها الولايات المتّحدة للخليج، حيث يعتزم إطلاق اسم “الخليج العربي” أو “خليج العرب”.

وأضاف المسؤولان الأربعاء، أن الإعلان المتوقع مرتبط برحلة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، حيث سيزور السعودية وقطر والإمارات، وأضافا أن المحادثات بشأن التغيير جارية، ولا يزال من غير الواضح متى سيُعلن عن ذلك.

وعندما سُئل ترامب عن تغيير الاسم في فعالية بالبيت الأبيض الأربعاء، أفاد للصحافيين أنه “سيتعين عليه اتخاذ قرار” خلال رحلته إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.

وأشاد الناشطون العرب باعتماد التسمية، وعبروا عن امتنانهم:

@Abdulkhaleq_UAE

حسنا فعل رئيس أقوى دولة على وجه الأرض الإعلان أن الخليج عربي وليس فارسيا وأن أميركا من الآن فصاعدا ستعتمد اسم الخليج العربي في الوثائق الأميركية الحكومية والرسمية. قرار شجاع واعتراف محق وهذا أفضل خبر خليجي هذا الأسبوع وعلى العالم اتخاذ نفس الخطوة. شكرا للرئيس دونالد ترامب.

وقال ناشط:

@enezifm

#الخليج_العربي
حسب الخارطة، هل ترون أي إطلاله على (الخليج العربي)، للفرس؟
طبعاً: لا.
الخارطة، قبل احتلال إيران لدولة الأحواز العربية منذ مئة عام فقط!
هذا يثبت أن اسمه منذ القدم: (الخليج العربي) لأن كل الدول المطلة عليه، دول عربية.
“قضي الأمر الذي فيه تستفتيان”.

وجاء في تعليق:

@EfeAhvazli   

في خطوة تثير زوابع سياسية وتعيد فتح جروح الصراع الإقليمي، يعتزم الرئيس الأميركي #دونالد_ترامب الإعلان خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية منتصف الشهر الجاري عن قرار تاريخي: الاعتراف الرسمي الأميركي باسم “الخليج العربي”، داحضاً بذلك التسمية الإيرانية المغلوطة “فارسي”..

وتحدث العديد من الناشطين عن وثائق تاريخية تعود إلى قرون تؤكد حقيقة التسمية وتغييرها لاحق لأسباب سياسية، كما تناولوا قضية الأحواز العربية والحقائق عن سكانه العرب وكشف مغالطاتها في ظل محاولات إيران الهادفة إلى تزوير الجغرافية السياسية للإقليم، وعلق أحدهم:

@jamalnaeem

عن #الخليج_العربي؛
الوثيقة أدناه من آلاف الوثائق التي بحوزة أبناء الشعوب في إيران ومنها الشعب العربي الأحوازي، إذ تؤكد هذه الوثائق أن عملية التزوير وتغيير أسماء الأقاليم والمدن والأنهار والبحيرات، بخاصة أسماء المواليد، للفارسية تمت منذ مجيء الدولة البهلوية الأولى ولا تزال مستمرة!

وكتب ناشط:

@SaifAlhashimie

#الخليج_العربي
عربي بشواطئهِ باعتبار #الأحـواز_عربية بحاضرها وعيلامية آرامية بماضيها.
تحتل #إيران #الأحواز من 100 عام، ومساحتها تعادل 16 مرة مساحة #فلسطين
لا استناد تأريخي للبارسية أو #الفارسية الآرية في أرض الأحـواز العربية.
إعادة التسمية مُقدمة لعودة الأحواز.

ورد ناشط على مزاعم جماعة المقاومة الذين يدينون بالولاء لإيران أكثر من دولهم العربية، وكتب:

@Meshal_Alnami

جماعة “المقاومة” المزعومة زعلانين من اعتماد اسم #الخليج_العربي من قبل أميركا..وهذا دليل إضافي على أنهم ليسوا سوى أدوات وأذناب لـ #إيران

ولطالما طالبت الدول العربية بإعادة تسمية الخليج الفارسي استنادا لحقائق تاريخية تمتد إلى المئات من السنين وكانت التسمية محل نزاع طويل من بين العديد من الملفات الأخرى بين العرب والإيرانيين.

‎وسبق أن ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن ترامب اقترح تغيير اسم الخليج إلى “الخليج العربي”. ويأتي هذا التحرك في ظل اتصالات متقدمة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، وسط دفع عربي لتغيير التسمية التاريخية للخليج.

وأغضب هذا الاقتراح طهران، حيث وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خطط الرئيس الأميركي اعتماد تسمية “الخليج العربي” بأنه خطوة لها دوافع سياسية وعدائية معتبرا أن “أيّ خطوة قصيرة النظر في هذا الصدد لن يكون لها أيّ شرعية أو تأثير قانوني أو جغرافي، فإنها ستثير فقط سخط جميع الإيرانيين من مختلف الفئات والاتجاهات السياسية داخل إيران والولايات المتحدة وحول العالم.”

‎‎وكانت الحكومة الإيرانية هددت في عام 2012 بمقاضاة شركة “غوغل” بسبب قرارها عدم تسمية هذا المسطح المائي على خرائطها.

وتوضح غوغل أنها تسعى إلى تقديم “الحقائق الأساسية بأقصى دقة وحيادية ممكنة” وتجمع فريقا متعدد التخصصات لدراسة كل حالة صعبة. وتعتمد على العديد من المعايير مثل المراجع الرسمية والتوقعات المحلية. وفي خرائط الأمم المتحدة يظهر باسم “الخليج الفارسي”.

ترامب "سيتخذ قرارا" بشأن التسمية الرسمية التي ستعتمدها الولايات المتّحدة للخليج حيث يعتزم إطلاق اسم "الخليج العربي" أو "خليج العرب"

وتحدث الصحافي العراقي عثمان المختار في تغريدة على حسابه في إكس عن حقائق تاريخية بهذا الشأن، وقال إنه كان في العراق مركز دراسات وأبحاث علمية يُعتبر الأقدم من نوعه في الشرق الأوسط، ومعني بدراسات إنسانية وتاريخية لدول حوض الخليج العربي بالدرجة الأولى. تأسس نهاية الستينات باسم “مركز دراسات الخليج العربي”، والذي تم تفكيكه بعد الغزو الأميركي للعراق سنة 2003 ونهب ما فيه من كنوز علمية وبحثية، وكان يضم خيرة علماء وخبراء العراق.

وأضاف المختار “تورط بعملية النهب هذه ومصادرة وتدمير ما فيه للأسف، بلد جار للعراق بعملية مخابراتية بالأيام الأولى للغزو الأميركي ودخولهم البصرة، (ليست إيران)، وهو ما لا أملك عليه من أدلة غير إفادات مواطنين وموظفين بالمركز من أهل البصرة خلال قيامي بتحقيق عن الموضوع مطلع عام 2004، قبل 21 سنة من الآن. في هذا المركز كانت هناك وثائق تاريخية تتحدث عن الخليج العربي بعضها تعود إلى أواخر العصر العباسي، وأخرى عثمانية قديمة جداً، لا يوجد لها شبيه بكل العالم.”

وأوضح الصحافي أن بعض الوثائق كانت تشير صراحة إلى الخليج العربي خلال العهد العباسي الأول والثاني بعبارة “خليج العراق”، على اعتبار أن بغداد كانت عاصمة الإمبراطورية الإسلامية العربية ومُراسلات عسكرية ودينية كانت تسميه “بحر العرب”، وهذا قبل القرن السابع للميلاد وهو ذاته القرن الذي أشرقت به الأرض ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، بدين التوحيد الحنيف.

وفي العهد العثماني ورد اسمه بـ خليج البصرة”، وهذه التسمية تعود إلى نحو ألف سنة أو أكثر.

وولاية البصرة هذه كانت مسؤولة عن إدارة وتنظيم عدد من مناطق الخليج العربي من خلال والي البصرة العثماني تحديداً، بينها مناطق في الضفة الثانية من الخليج العربي، وهو الشريط الديموغرافي العربي الذي تحكمه إيران اليوم.

والمختصر أن تمكين عبارة “خليج فارس”، في المناهج والمراسلات والخرائط، كان سياسيا بحتا خلال العقود التي تلت الحرب العالمية الأولى تحديداً، وعودة تسميته الطبيعية ونسف ما دونها يحتاج إلى قوة سياسية أيضا.

ونوه إلى أن أحد الخرائط البابلية تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد من العراق وتوجد بالمتحف البريطاني الآن وتسميه “البحر المر” وتشرح وجود “قبائل” دون أن توضح عرق أو أصل تلك القبائل الموجودة على ساحل الخليج، لكن الباحثين يؤكدون أنهم أبناء عدنان وقحطان (العرب).

5