المنشقون عن التيار الوطني الحر يكسبون الرهان أمام باسيل

بيروت- نجح المنشقون أو المبعدون عن التيار الوطني الحر في كسب رهان الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان، ليدحضوا بذلك ما حاول رئيس الحزب جبران باسيل تسويقه بأنه لا وزن لهم دون التيار البرتقالي.
وانطلقت الأحد الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، بعد سنوات طويلة من التأجيل، وشكلت محافظة جبل لبنان (غرب) المحطة الانتخابية الأولى لتعقبها الأحد المقبل المحطة الانتخابية في لبنان الشمالي وعكار، ومن ثم في بيروت والبقاع في 18 مايو الجاري، وتختتم في لبنان الجنوبي والنبطية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
ولم تسفر نتائج الانتخابات في جبل لبنان عن مفاجآت كبيرة، حيث فاز الثنائي الشيعي في معاقله التقليدية ومنها الضاحية الجنوبية، ونجح حزبا القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية بفضل التحالفات التي نسجاها في ترسيخ نفسيهما رقما صعبا في الساحة المسيحية بالمحافظة. في المقابل سجل تراجع كان منتظرا لدى التيار الوطني الحر لاسيما في البلدات الأساسية.
◄ إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بعد سنوات من التأجيل يشكل إنجازا يحسب للعهد الجديد
ولعل المفاجأة الأبرز أن خسارة التيار الوطني الحر لم تكن على يد خصومه التقليديين، بل من أبنائه الذين انشقوا عنه أو تم استبعادهم، على غرار النواب آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب، في بعبدا والمتن، وسيمون أبي رميا في جبيل.
وأثبت هؤلاء النواب أنهم يمتلكون شعبية وازنة قادرة على تحطيم ما كان يعتقد أنه من “المسلمات” حتى في مسقط رأس الرئيس السابق ميشال عون (بعبدا).
ويرى متابعون أن ما حققه النواب الثلاثة من إنجازات في الاستحقاق البلدي أظهر بشكل لا لبس فيه أنهم كانوا يشكلون إضافة للتيار الوطني الحر وليس العكس، كما حاول رئيس التيار الإيحاء بذلك.
ويلفت المتابعون إلى أن التراجع الذي سجله التيار الوطني الحر لا يعني أنه بات خارج دائرة المنافسة على الساحة المسيحية، فبالنظر إلى النتائج المعلنة تمكن التيار من الاحتفاظ بثقل مهم في أقضية جبل لبنان.
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر أنّ نتائج انتخابات جبل لبنان تدل على انتشار التيار في كل المحافظة، وأنه لا يزال القوة الأساسية فيها، لافتاً إلى تواجد التيار “في 203 بلديات وهناك 639 فائزا.”
وقال باسيل، خلال مؤتمر صحفي في أعقاب نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، إنّ التيار “شارك في الأقضية الستة وربح مع الناس وحلفائه مقاعد بلدية واختيارية وأثبت أنه محرك أساسي مع الأهالي.”
ولفت إلى أن الانتخابات “إنمائية وعائلية ولها نكهة سياسية من جانب ثان، ولذلك احترمنا إرادة العائلات في المعيار البلدي الإنمائي.”
وأضاف باسيل “في المعيار السياسي تكلمنا عن أزمة النزوح وتوجهنا نحو اللامركزية الموسعة التي تشكل البلديات العامل الأساسي فيها.”
◄ خسارة التيار الوطني الحر لم تكن على يد خصومه التقليديين، بل من أبنائه الذين انشقوا عنه أو تم استبعادهم
وأعلن أن التيار حاول “صياغة توافقات ونجحنا في العديد منها أو دعمنا مرشحين ولوائح وعلى هذا الأساس عندما نقول فزنا فذلك يعني أننا فزنا مع العائلات والناس ولا نحتكر ذلك،” مؤكداً أن “لا أحد يمكن أن ينكر علينا دورنا ومساهمتنا وعندما اخترنا شعار ‘منا وفينا’ كانت الفكرة أن البلدية للناس والناس منا وفينا.”
وينتظر التيارَ الوطني الحر اختبار مهم الأحد المقبل، ولا توحي المؤشرات بأن الجولة الثانية من الاستحقاق التي ستجري في لبنان الشمالي وعكار ستحمل مفاجآت كبرى كما هو حال نتائج انتخابات جبل لبنان.
ويشكل إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بعد سنوات من التأجيل إنجازا يحسب للعهد الجديد، ويأمل اللبنايون في أن يساهم الفائزون في ورشة الإصلاح التي يعتزم العهد إطلاقها، ومنها السير في خيار تطبيق فعلي للامركزية الإدارية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الأربعاء عزمه العمل على إنجاز الإصلاحات السياسية التي لم تطبق من اتفاق الطائف، وخصوصا إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة.
وبحسب إحصاءات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يضم لبنان 1059 بلدية تحتوي على 12 ألفا و741 عضوا. وبعد الانتخابات البلدية الأخيرة في عام 2016 تم حل 108 بلديات بسبب فقدان نصف أعضائها جراء الوفاة أو الاستقالة، إذ تُدار من قبل القائمقام أو المحافظ، وتمثل هذه البلديات نحو 10 في المئة من إجمالي البلديات في البلاد.