اليابان تسلم تونس تجهيزات طبية لتطوير مستشفياتها

طوكيو تدعم المستشفيات الحكومية بأحدث التقنيات الطبية.
الثلاثاء 2025/05/06
رهان على تطوير التجهيزات الطبية

تونس - انتظم بمستشفى الرابطة بالعاصمة تونس، الإثنين، حفل تسليم عدد من التجهيزات المتطورة لأقسام أمراض الجهاز الهضمي وجراحة القلب والشرايين بمختلف المستشفيات الحكومية، وذلك بحضور وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني ونائب وزير الخارجية الياباني ماتسوموتو هيساشي.

ويقول مراقبون، إن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة في دعم القدرات الصحية الإقليمية، من خلال الجمع بين التكنولوجيا الطبية اليابانية المتقدّمة والخبرة التونسية، لا سيّما في مجال أمراض القلب، مما يعكس التزام البلدين بتبادل المعرفة وتطوير التعاون جنوب-جنوب في المجال الصحي.

وأفاد وزير الصحة التونسي على هامش زيارة العمل التي يؤديها نائب وزير الخارجية الياباني إلى تونس لتعزيز التعاون الصحي، أن التعاون بين البلدين يتمثل في  تمويل 20 منظار للقولون ومنظار للمعدة في كل المستشفيات الجامعية والتي تمثل أحدث المستجدات من تقنيات لتشخيص سرطان القولون .

وقال الفرجاني في تصريح لإذاعة محلية، إن هذه المعدات تستخدم خاصة لتحسين قدرات التشخيص لبعض الأمراض الصعبة والدقيقة.

سيتم في يوليو المقبل تنظيم برنامج تدريبي لفائدة 15 طبيبًا من 7 دول، تحت إشراف الوكالة اليابانية للتعاون الدولي

وقدم الطرف الياباني كذلك تقنية جديدة لتسريح شرايين القلب في قسم القلب بمستشفى الرابطة، أكد الوزير على أهميتها لما تتميز به من تطور ونجاعة، لافتا أن لتونس الكفاءات الضرورية لاستعمال هذه التقنية وأن هذا التعاون التونسي الياباني سيجعل من بلدنا بوابة لتكوين الأطباء الأفارقة.

وصرح بأن آفاق التعاون بين تونس واليابان ما تزال مفتوحة في مجالات مختلفة على غرار الرقمنة والتقنيات الطبية الجديدة والطب عن بعد.

من جهته، أشاد نائب وزير الخارجية الياباني هيساشي ما تسوموتو بحسن العلاقة بين تونس واليابان، وقال إن المعدات التي تسلمتها تونس في مستشفياتها الجامعية هي هبة تبلغ قيمتها 300 مليون يان ياباني.

وأضاف خلال موكب تدشين عدد من التجهيزات الطبية بقسمي أمراض المعدة والأمعاء “ب” وقسم أمراض القلب بمستشفى الرابطة بالعاصمة أن آفاق التعاون بين البلدين ماتزال مفتوحة في عدة مجالات.

وخلال الزيارة، اطّلع نائب الوزير على سير العمل بقسم أمراض القلب بالمستشفى، حيث من المنتظر أن يتم في شهر يوليو المقبل تنظيم برنامج تدريبي لفائدة 15 طبيبًا من 7 دول أفريقية، تحت إشراف الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، وبالاعتماد على تقنيات القسطرة التي وفّرتها اليابان في إطار هذا البرنامج.

مراقبون يقولون إن المنظومة الصحية في تونس تعرف تدهورا كبيرا على غرار بقية المؤسسات العمومية الأخرى

وتتكوّن المنظومة الصحية العموميّة في تونس من مراكز الصحّة الأساسية التي بلغ عددها 2113 مركزا سنة 2021، إلى جانب المستشفيات المحلّية البالغ عددها 110 مستشفيات و35 مستشفى جهويا موزّعة على كلّ ولايات (محافظات) البلاد وعددها 24 ولاية، فضلا عن 22 مؤسسة عمومية للصحة، أو ما يُعرف بالمستشفيات الجامعية التي يتركز جلها في ولاية تونس التي تضمّ لوحدها 12 مستشفى جامعيا، فيما تتوزع بقية المستشفيات الجامعية على ولايات منوبة وسوسة وصفاقس وأريانة وبن عروس والمنستير وزغوان.

وفي فبراير الماضي، استقبل محمد بن عياد، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، يانو تتسورو، رئيس الجمعية اليابانية للاقتصاد والتنمية في أفريقيا “أفريكو” وكاتب الدولة الأسبق للشؤون الخارجية اليابانية، الذي أدى زيارة عمل إلى تونس.

وتمحورت المباحثات حول سبل تعزيز التعاون بين تونس والجمعية اليابانية في مجال الصحة، وذلك بالشراكة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، كما تناول اللقاء استعراض برامج التعاون القائمة، إلى جانب بحث آفاق تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البلدين، خاصة في مجالات الصحة وصناعة الأدوية، واستكشاف فرص التعاون الثلاثي بين تونس واليابان وأفريقيا.

وتعمل جمعية “أفريكو”، على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية بين اليابان والدول الأفريقية، بما يسهم في تطوير الشراكات الإستراتيجية في القارة.

ويقول مراقبون إن المنظومة الصحية في تونس تعرف تدهورا كبيرا على غرار بقية المؤسسات العمومية الأخرى التي بُني عليها المشروع التحديثي لدولة الاستقلال، إضافة إلى التعليم للخروج من بوتقة التخلف وتحقيق التنمية.

ومنذ استقلال تونس عام 1956 تم تعميم المنظومة الصحية العمومية على نحو شبه مجاني، عبر الدعم الذي توفره “دولة الرعاية الاجتماعية” من خلال تأمين الصحة الأساسية المجانية والإجبارية.

وتذهب أكثر من 80 في المئة من ميزانية وزارة الصحة إلى نفقات الأجور والتصرف، فيما تبلغ الاعتمادات المخصصة لتطوير القطاع وبناء مستشفيات جديدة وتدعيم مستشفيات أخرى بأقسام جديدة ومعدات 269 مليون دينار فقط.

4