المصادقة على خطة إسرائيلية للسيطرة على غزة

نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون بمثابة عملية عسكرية مكثفة بهدف هزيمة حماس.
الثلاثاء 2025/05/06
خطة نتنياهو الجديدة لن تغير من الواقع شيئا

تل أبيب- وافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل على خطة للتوغل فـي أراضي قطـاع غـزة والسيطـرة عليـها بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتوسيع العمليات والدفع بفكرة الهجرة الطوعية للفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن الهجوم الجديد على غزة سيكون بمثابة عملية عسكرية مكثفة بهدف هزيمة حماس، لافتـا إلى أن الخطة تضم نقل سكان غزة.

وصادقت الحكومة الأمنية المصغرة ليل الأحد الاثنين “بالإجماع” على الخطة التي قال مسؤول إسرائيلي إنها “تشمل، من بين أمور عدة، التوغل في قطاع غزة وإبقاء السيطرة على أراضيه، ونقل سكان غزة إلى الجنوب.”

بنيامين نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون بمثابة عملية عسكرية مكثفة

لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن البدء بتنفيذ الخطة لن يتم قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة الأسبوع المقبل، وما قد تحمله من اتفاق جديد لهدنة.

واعتبرت حركة حماس أن الخطة الإسرائيلية الجديدة أداة “ابتزاز سياسي” في الحرب الدائرة منذ عام ونصف العام، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه، داعيا إسرائيل إلى “أقصى درجات ضبط النفس.”

واستأنفت إسرائيل الحرب على قطاع غزة في 18 مارس بعد هدنة مع حماس استمرت لشهرين، وقتل منذ ذلك الوقت 2459 شخصا وفق وزارة الصحة في غزة.

وتعيش الغالبية العظمى من سكان غزة في شمال القطاع، خصوصا في مدينة غزة، وقد تم تهجير معظمهم مرارا وتكرارا منذ اندلاع الحرب.

وقال المجلس إن هدف الخطة القضاء على حماس وشن “ضربات قوية” ضدها دون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. فيما صرح زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد أن “لا أحد يعرف بعد ما هي خطة الحرب الفعلية، أو ماذا نعني بالسيطرة على القطاع.”

وأضاف “هناك شيء واحد نعرفه، هذه الحرب تكلف الكثير من المال، والسؤال هو: من يدفع ثمنها؟”

ومنذ الأحد، أعلنت قيادة الجيش في إسرائيل استدعاء “عشرات الآلاف” من جنود الاحتياط.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن توسيع العملية سيمنح هامشا للتفاوض بشأن الرهائن المحتجزين في القطاع يتزامن مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن رئيس الوزراء “مستمر في الترويج لخطة ترامب بشأن الهجرة الطوعية” لسكان غزة إلى دول الجوار، ضمن الفكرة التي أعلنها في فبراير الماضي للسيطـرة علـى قطـاع غـزة وإعـادة بنـائه وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

بيني غانتس: إذا واصلنا المماطلة قد نستيقظ صباحا ونجد أنه لم يعد هناك رهائن أحياء

وتركز إسرائيل على الفكرة التي لاقت انتقادات دولية واسعة من خلال إنشاء إدارة خاصة تهدف إلى تسهيل خروج الفلسطينيين من قطاع غزة والبحث عن دول مضيفة.

ورأى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أن “المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تقدم لقطاع غزة هي الهجرة الطوعية.”

وقالت عائلات الرهائن إن الخطة التي أقرها المجلس الأمني هي “خطة سموتريتش – نتنياهو للتضحية بالرهائن والتخلي عن الصمود الوطني والأمني.”

أما الزعيم في المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس فقال “لن نستيقظ صباحا ونجد أن حماس لم تعد موجودة” كما يقول رئيس الوزراء، ولكن “إذا واصلنا المماطلة قد نستيقظ صباحا ونجد أنه لم يعد هناك رهائن أحياء.”

لكن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كان له رأي آخر، وقال في لقاء مع الصحافي الإسرائيلي عميت سيغال في ندوة في القدس “الطريقة الوحيدة لتحرير الرهائن هي هزيمة حماس.”

وعبّر عدد من فلسطينيي غزة الاثنين عن قلق شديد إزاء الخطة الإسرائيلية، بعد أن أنهكتهم الحرب وشح الماء والطعام والدواء.

في المقابل رأى البعض من الأهالي في مناطق متفرقة من غزة أن الخطة الجديدة لن تغير من الواقع شيئا، فهم يواجهون يوميا أهوال الانفجاريات الناجمة عن الغارات الجوية والقصف المدفعي والبحري والتي توقع كل يوم المزيد من القتلى والجرحى.

وقال محمد الشوا (65 عاما) وهو من منطقة الرمال غرب مدينة غزة إن الإعلان عن توسيع العمليات “كلام للإعلام فقط، لأن قطاع غزة كله محتل ولا توجد أيّ منطقة آمنة.”

وأضاف “لا طعام لدينا ولا دواء… إسرائيل تقتل الفلسطينيين في غزة بالقصف وبالرصاص أو بالتجويع والحرمان من العلاج، وتمنع كل مقومات الحياة عن مليونين ونصف مليون (إنسان). ارحموا غزة.”

2