تقرير تلفزيوني عن ضريح حسن نصرالله يفتح باب الهجوم على "الجديد"

أثار تقرير تلفزيوني بثته قناة "الجديد" اللبنانية عن الضريح الفخم للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله بتمويل إيراني جدلا واسعا على مواقع التواصل، حيث اعتبره الكثيرون مؤشرا على انحسار نفوذ الحزب في لبنان وفي وسائل الإعلام.
بيروت - أثار تقرير بثته قناة "الجديد" حول ضريح الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، غضب جمهور الحزب، بعد ما أورده التقرير من مبالغ بملايين الدولارات لشراء عقارات وبناء الضريح بينما جمهور المقاومة لا يزال دون مأوى وتعويضات بعد هدم منازله.
وأفادت قناة “الجديد” اللبنانية بأن حزب الله يخطط لبناء قبر فخم لأمينه العام السابق حسن نصرالله، الذي قُتل إثر غارة جوية إسرائيلية على بيروت، في شهر سبتمبر الماضي، بتكلفة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، بتمويل من النظام الإيراني.
ورأى متابعون أن هذا التقرير يكسر الخطوط الحمراء التي كانت القنوات اللبنانية تلتزم بها خشية انتقام حزب الله وأنصاره بعد العديد من الهجمات التي شنوها على وسائل الإعلام المنتقدة له، ويشير هؤلاء إلى أن هذا التقرير هو انعكاس لانحسار نفوذ حزب الله على الأرض وفي الإعلام.
واعتبر أنصار حزب الله أن التقرير الذي بلغت مدته 9 دقائق، ترويج للدعاية الإسرائيلية وتحريض على الحزب، فنشطت حملة تحريض ضد القناة على خلفية التقرير، ورأى بعض أنصار الحزب أن القناة تروج لدعاية إسرائيلية، وشنوا هجمة شرسة على القناة، وجاء في تعليق:
baalbakisalman@
أقسم بالله أنتم أيها الشهداء تاج هذه الأمة، أنتم الشرف والكرامة والنور وخلاصة الحق، أما قناة الجديد التي حاولت التطاول على ضريح السيد حسن نصرالله فهي خلاصة الحقارة وساقطة في عين الناس وموظفيها.
وعلق آخر:
fouadkhreiss@
إن الحملة الدنيئة التي تستهدف مرقد السيد حسن نصرالله، تكشف حقدهم المتجذر عليه، حيا وشهيدا.
كانوا يرتعدون من صوته وهو يقود المقاومة، وها هم اليوم يرتجفون أمام ضريحه الذي أصبح رمزا للصمود.
ظنوا أن موته سيطفئ جذوة المقاومة، لكنهم أخطأوا. فالحشود الغفيرة تزور مرقده يوميا.
وجاء في تعليق:
jihanhodrog@
خطير جدا جدا #قناة_الجديد تهين وتسيء لمقام #السيد_حسن_نصرالله وتقول إن الأرض اغتُصبت واحتلت من قبل #حزب_الله من المعيب أكثر أن يوصف #مقام_المجاهدين بأنه مقام على “أرض مختصبة”. هذه ليست فقط كلمات إعلام، بل افتراء سياسي وانحطاط أخلاقي واستهداف مفضوح.
لكن ما عرضته قناة الجديد تحت عنوان “له بعد أمني” تجاوز كل الخطوط الحمراء. فقناة الجديد لم تخدم الرأي العام، بل خدمت الرصد الصهيوني بشكل مجاني ومكشوف. والمطلوب اليوم ليس فقط الاعتذار، بل محاسبة من قرر تمرير هذا التقرير، ومعرفة من كلّف، ولماذا الآن، وماذا بعد؟
وحرض البعض من أنصار الحزب على العاملين في القناة، وقال أحدهم:
MadayanRafi@
رسالة إلى من يهاجم تحسين وكرمى الخياط بسبب بث الـNTV تقريرا يسيء إلى ضريح ومعنى شهادة شهيدنا الكبير سماحة السيد حسن نصرالله، أرجو أن لا تنسوا مريم البسام مسؤولة الأخبار والبرامج السياسية لأنه لا يبث أي تقرير سياسي من دون موافقتها ولمساتها وهي اعتادت دائما أن تلعب على الحبلين. فأرجو أن لا تنسوها لأنها شيعية! وبل مريم هي القرار والإخراج عند تحسين وكرمى ليست سوى واجهة شكلية لوالدها. أما العاملون والإعلاميون فلا ذنب لهم في شيء، أنا أعرفهم جميعا اسما اسما وأعرف انتماءاتهم.
ووفقا للتقرير، الذي أذاعته قناة الجديد، الجمعة فإن الأموال الباهظة لمراسم تشييع حسن نصرالله، وشراء الأرض لبناء “ضريح ومزار” له، تم توفيرها عبر تهريب الأموال من إيران.
وذكرت “الجديد” أن هذه الأموال لم تدخل عبر القنوات المصرفية، بل تم توفيرها عبر أموال إيرانية غير شفافة، وحقائب مليئة بالدولارات المهربة.
ووفقا للقناة، فإن تكلفة شراء الأرض للمشروع تبلغ 50 مليون دولار، بينما تُقدَّر تكلفة البناء بنحو 50 مليون دولار أيضا.
وأشارت إلى أن عمليات البيع والشراء والنقل لم تتم بشكل قانوني، ولم تكن وزارة المالية اللبنانية على علم بها، حيث حصل المشتري والبائع على التصريح فقط عبر بلدية برج البراجنة الخاضعة لنفوذ حزب الله.
وأثار التقرير ضجة واسعة حيث تداول ناشطون ما جاء فيه، وعلق أحدهم:
farahkaabneh@
#قناة_الجديد نشرت تقريرا ليس من إنتاجها يتحدث عن تكلفة تصل إلى مئة مليون دولار لبناء ضريح لحسن نصرالله بالقرب من مطار الحريري، وفي المقابل لا يوجد تعويض للمتضررين من الحرب.
التقرير أدى إلى إثارة غضب من أنصار حزب الله واعتبروه مضللا، وطالب الصحافيون من إدارة القناة بحمايتهم.
وكتبت ناشطة:
Daad_ab@
#فضيحة من العيار الثقيل يفجرها تلفزيون #الجديد (المحسوب أساسا على الممانعة):
حزب الله استولى قسرا على أرض (14 ألفا) بقيمة 50 مليون دولار لإقامة ضريح لحسن نصرالله تفوق كلفته الـ100 مليون دولار على دماء الشهداء وعلى مرأى من الشيعة المتضررين الذين لا يزالون ينتظرون مساعدات الإعمار!
وهناك من تحدث عن مساهمة ميليشيات عراقية في تمويل الضريح أو نقل الأموال إلى لبنان:
hajar_knio@
كيف يمكن مراقبة التبرعات في المزارات الدينية والحسينيات في العراق، والتي تشكل موردا لتمويل الفصائل وأيضا لحزب الله في لبنان مع وجود مزار “ضريح حسن نصرالله” خاصة أن الطيران العراقي لم يتوقف إلى بيروت؟
وقال ناشط:
mahdimajeed8@
حكومة ميليشيات العراق ساهمت بـ14 مليون دولار لبناء ضريح حسن نصرالله بلبنان (تكلفته 44 مليون دولار). لكن خلال حكمها العراق والذي تجاوز 20 سنة لم تبن مدارس بالمدن الشيعية.
وهذا يدل على أن الميليشيات والمعممين بالعراق حذاء خامنئي ونصر الشيطان أهم عندهم من الشيعة.
وأعرب محللون لبنانيون عن قلقهم من أن نقل مثل هذه الأموال نقدا، وبعيدا عن النظام المصرفي الرسمي قد يعرّض لبنان لخطر العقوبات من صندوق النقد الدولي، ومجموعة العمل المالي.
وأوضحت “الجديد”، في جزء آخر من تقريرها، أن موقع قبر حسن نصرالله قريب جدا من مطار رفيق الحريري، مشيرة إلى مخاوف من أن يتحول هذا الضريح إلى موقع أمني في منطقة حساسة بالنسبة لحزب الله.
بدورها شنت قناة “المنار” الناطقة باسم حزب الله، هجوما لاذعا على قناة “الجديد”، وقالت فيه “تسعُ دقائق من التحريض المنمّق، خرجت بها شاشة ‘الجديد’ تحت عنوان ‘تحقيق صحفي’، فبدت أقرب إلى بيان أمني مفخخ، لا توقيع لمعدّ، ولا مرجعية مهنيّة، ولا أدنى معايير الدقة”.
وأضافت “المنار”، “تقرير مفعم بعناوين وهميّة لا تستند إلى المنطق، بل هو رفع للصوت في فضاء افتراضي بهدف تأجيج النعرات والتحريض الداخلي. عبارات تستخدم، وإيحاءات بمعلومات، فيما الحقيقة غائبة، والتناقض سيّد السّرد”.
قناة المنار اللبنانية هاجمت التقرير وقالت إن من يقف خلفه لا يبتغي الحقيقة، بل يسعى لضرب مشروع وشق بيئة
وتابعت “من يقف خلف هذا النوع من ‘التقارير’ لا يبتغي الحقيقة، بل يسعى لضرب مشروع، وشقّ بيئة. لكنّ رجلا وحّد الوطن في حضوره، لا يفرّقه منبر في غيابه، ومن لم تهزّه حرب، لن تفرّقه تقارير مدفوعة ولا حملات إعلامية مأجورة”.
وقتل الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصرالله يوم السابع والعشرين من سبتمبر 2024، عن عمر 64 عاما، إثر هجوم شنته القوات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، وذلك بعد 33 عاما من توليه الأمانة العامة لحزب الله اللبناني بدعم من النظام الإيراني.
وأُقيمت مراسم تشييع حسن نصرالله، ونائبه هاشم صفي الدين، في الثالث والعشرين من فبراير الماضي على ساحة ملعب رياضي خارج بيروت.
وعلى مدى السنوات الماضية، نُشرت تقارير عديدة حول تسليم أموال نقدية للجماعات الوكيلة للنظام الإيراني، بما في ذلك حزب الله اللبناني.
وفي يناير الماضي، قامت السلطات الأمنية في مطار رفيق الحريري بتفتيش طائرة إيرانية وجميع أمتعة الركاب بداخلها. وقالت السلطات اللبنانية إن أي أموال يتم العثور عليها في الطائرة ستُسلم إلى الحكومة اللبنانية.
وأفادت وسائل الإعلام، في ذلك الوقت، بأن موظفا في سفارة إيران رفض تفتيش حقيبة دبلوماسية بحوزته، وكان تحت المراقبة في صالة وصول الركاب بالمطار.
وأصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا لاحقا، أوضحت فيه أنه بعد تلقي مذكرة رسمية من إيران في بيروت، تم السماح بدخول الحقائب وفقا لاتفاقية العلاقات الدبلوماسية الدولية.
وجاء في المذكرة أن الحقيبة تحتوي على وثائق ومستندات وأموال نقدية لتغطية النفقات التشغيلية للسفارة.
وفي عام 2020، قال العضو البارز في حركة حماس الفلسطينية محمود الزهار لقناة “العالم” التلفزيونية الإيرانية، إنهم تلقوا في عام 2006 عدة حقائب تحتوي على 22 مليون دولار من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري آنذاك قاسم سليماني، في طهران.
كما أفادت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، في يونيو 2019، بأن النظام الإيراني وزّع مبلغ 651 ألف دولار بين عائلات فلسطينية في غزة، خلال مراسم أُقيمت قبل “يوم القدس”.