وقف بث قناة إخبارية جزائرية عشرة أيام بسبب كلمة عنصرية

الجزائر - قررت السلطات الجزائرية إيقاف بث قناة “الشروق نيوز” لمدة 10 أيام بعد استخدامها مصطلحا عنصريا ضد مهاجرين أفارقة في منشور على فيسبوك إثر مداهمات أمنية نفّذتها الشرطة واعتقلت خلالها مهاجرين من دول أفريقية.

واعتبرت السلطة الوطنية لضبط السمعي البصري المصطلح خطاب كراهية، ووصفت المنشور بأنه يتضمن “مصطلحا عنصريا خطيرا”.

وأضافت أن المصطلح “ينطوي على خطاب كراهية وعنصرية وتمييز ضد مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين من دول أفريقية”، مطالبة إدارة القناة بتقديم اعتذار رسمي.

وأكدت السلطة “وجود إخلال جسيم بأخلاقيات المهنة وانعدام المسؤولية التحريرية في معالجة موضوع حساس.”

وشددت على أن معالجة الموضوع “كان يستدعي الكثير من المهنية والمسؤولية تجاه أشقائنا الذين يجمعنا بهم التاريخ والمصير المشترك”. وألزمت السلطة “مسؤولي القناة بتقديم اعتذار رسمي وواضح يتضمن تنديدا بمضمون التقرير المخالف”.

وجددت السلطة دعوة وسائل الإعلام إلى “الالتزام الصارم بقوانين الجمهورية ومبادئ الجزائر الرافضة لكل أشكال العنصرية والتمييز التي تتناقض مع مبادئها”، و”الالتزام بقواعد المهنية والاحترافية”.

ولم تصدر “الشروق نيوز”، وهي قناة إخبارية جزائرية خاصة تابعة لمؤسسة الشروق وانطلقت في 2014، أي تعليق رسمي فوري على القرار، وتعد هذه الواقعة واحدة من سلسلة تدابير اتخذتها السلطة الوطنية ضد قنوات محلية بسبب مخالفات إعلامية، إذ سبق أن عاقبت قناة “النهار” في أبريل 2025 بتوقيف برنامج رياضي لمدة 21 يوما بسبب خطاب عنصري.

يأتي هذا الحادث في سياق معقد يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية في الجزائر، التي تُعد ممرا رئيسيا للمهاجرين الأفارقة المتجهين إلى أوروبا، وتشير تقديرات إلى أن عشرات الآلاف من المهاجرين من دول أفريقية يعبرون الأراضي الجزائرية سنويا، ما يثير تحديات اجتماعية وأمنية، ويفرض على الإعلام مسؤولية التعامل مع هذه القضايا بحساسية ومهنية.

واستخدم عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الجزائر كنقطة انطلاق لمحاولة الوصول إلى أوروبا، وسعى الكثيرون منهم إلى البحث عن عمل في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

ومنذ الأول من أبريل، رحّلت الجزائر نحو 5 آلاف أفريقي إلى النيجر المجاورة، وفقا للتلفزيون الرسمي، نصفهم تقريبا فقط من النيجر، في ظروف شديدة الصعوبة.