هاشتاغ #صوريه_واشكي بين إدانة المتحرشين ومخالفة القانون في الجزائر

حملة تدعو إلى تصوير المتحرشين والتشهير بهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدث جدلا قانونيا واجتماعيا في الجزائر.
الاثنين 2025/05/05
آليات التبليغ ضعيفة

الجزائر - شنت ناشطات جزائريات حملة على مواقع التواصل تحت عنوان “#صوريه_واشكي” بهدف كسر الصمت وفضح المتحرشين والتشهير بهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع تزايد هذه الظاهرة في الشوارع، غير أن هذه الحملة وجدت منتقدين لها من وجهة نظر قانونية.

ونشرت العديد من الناشطات فيديوهات لبعض الشباب والمراهقين الذين تحرشوا بهن في الشوارع، ومن ذلك سيدة قامت من خلال فيديو بتوثيق عدد من السيارات التي توقف أصحابها لمغازلتها والتحرش بها، في حين قامت أخرى بتصوير أحد المتحرشين بها وهو يقوم بحركة غير أخلاقية ويطلب رقم هاتفها، وهو من الفيديوهات التي لاقت انتشارا واسعا في ساعات قليلة.

واعتبر البعض أن الحملة من شأنها أن تُوقف أو على الأقل تحدّ من التحرش ضدَّ النساء في الأماكن العمومية من خلال ردع المتحرشين، لكن آخرين حذروا من نشر صور أو فيديوهات المتحرشين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونها قادرة على التسبب في مشاكل قانونية لمن التقطها، وقالوا إن الخطأ لا يمكن معالجته بخطأ أكبر منه، فعقوبة المتحرش ليس التشهير به، ولكن تطبيق ما ينص عليه القانون في حقه.

وجاء في تعليق:

Lakhdar Kaddar

كاين ترند في الجزائر اسمو #صوريه_واشكي، وين البنات ولاو يصورو المتحرشين وينشروهم في السوشيال ميديا. الفكرة جاية من نية مليحة، بصح لازم نعرفو بلي القانون الجزائري يُجرّم التشهير، حتى لو الشخص فعلا متحرش، نشر صورته بدون إذنه يقدر يسببلك مشاكل قانونية.

الحل مش إنك تفضحو، بل تصوريه وتعطي الفيديو أو الصورة للشرطة، وهوما يتكفلوا بالباقي. بهكا تكوني دافعتي على روحك بطريقة قانونية وآمنة.

وكتب مدون:

Rafik Larbi

الفعل صواب ولكنه ليس قانونيا 100 في المئة.

يعني عندها الحق تصورو، ولكن تديه للأمن ماشي تبارطاجيه، لأنها ستخلق له حقا قانونيا ويقدر يشارعها بتهم كثيرة، والمشكلة الكبيرة الٱن أن الكثير من الناس الأبرياء ربما يكونون ضحايا لأخطاء وتصفية حسابات شخصية، رح تكون فيها الكثير من سوء الفهم وسوء الظن.. شعبنا ونعرفوه.. يصور ويطلق بدون التحقق .. وعليه فالمتحرش إن صح الدليل عليه فهو يستحق أشد العقوبات ليكون عبرة لغيره.

وكانت هناك آراء مختلفة مشككة بالحملة وجدواها، وجاء في تعليق:

أبوأويس عبدالقادر

من خلال ما لاحظت في الساعات الأخيرة بعد إطلاق ترند #صوريه_واشكي أو ما يعرف بترند تصوير المتحرشين أنه ما هو في حقيقة الأمر وفي الكثير منه، إلا وسيلة جديدة لمعاكسة الرجال دون كُلفة أو تبعات.

لا أحد ينكر أن التحرش عندنا ظاهرة تستدعي المعالجة بالوقوف عند الأسباب ودراسة الدوافع والنظر في التداعيات.

لكن بالنسبة لمجتمعنا فهي أقل حدة، إن من حيث الممارسة كسلوك شاذ، أو من حيث الانتشار والشيوع.

فمقارنة بمجتمعات أخرى، يعتبر مجتمعنا أقل حدة في تعاطي التحرش ودائرته، حيث إنه يكاد يقتصر على التحرش اللفظي، كما أنه لا ينتشر إلا في البيئة غير السوية حيث غياب الحياء والحِشمة، واضمحلال معاني القوامة، وحيث النساء مستقلات بشكل كامل وكبير عن الحاضنة الأسرية والحماية الذكورية.

وأضاف الناشط “قلت إنه وسيلة جديدة لمعاكسة الرجال دون تبعات، لأن العديد من النساء قد يطفن البلاد يبحثن عن فريسة أو “ضحية”، فتفسر كل نظرة إليها أو نحوها وإن كانت عفوية وغير مقصودة بأنها تحرش، فيتحول الأمر مع الوقت إلى استحقاق عبثي، الغرض منه المشاهدات والإعجابات وتضخيم عدد المتابعات”.

وهاجم آخر منتقدي الحملة معتبرا أنهم يساندون التحرش، وجاء في تعليق:

Issalen Tubiret ⵉⵙ ⵜⵓⴱⵉⵔⴻⵜ

لي ما عجبوش ترند اعرف بلي هو موالف يديرها ويتبلى بنات الناس (يعني منطقيا هو يقبل على ختو يتبلاوها).

وهناك من وجد أن “اللباس الفاضح للنساء يحمل ضحايا التحرش جزءا من المسؤولية بارتدائهن ملابس غير محتشمة ولا تتلاءم مع طبيعة المجتمع الذي يعشن فيه”، وقال أحدهم متهكما على الحملة:

محمد بوسويسي

لازم ترند مضاد تصوير الكاسيات العاريات.

من جهتها قالت عضو مجموعة “فيمينيسيد – الجزائر” كنزة خاطو “.. لقد تابعت باهتمام هذا الترند الذي أطلقته العديد من النساء والفتيات الجزائريات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أرفقن صورا وفيديوهات المتحرشين بأغنية نسوية معروفة جدّا ‘لا كاكوفوني’، ويعد هذا الترند بالنسبة لي صرخة جماعية من نساء سئمن الصمت والتجاهل واللامبالاة والإفلات من العقاب تجاه الظاهرة المتكررة للتحرش في الفضاءات العامة في الجزائر.”

وتابعت في تصريحها لموقع “العربية.نت”، “صحيح أن القانون الجزائري يمنع التشهير، لكن بالمقابل وُجب طرح السؤال الآتي: لماذا لجأت النساء والفتيات إلى نشر صور المتحرشين بدل التوجّه إلى الجهات المختصة؟”، وردت خاطو بالقول “.. أظن أنّ ضعف آليات التبليغ ضدّ المتحرشين، الخوف من نظرة المجتمع التي غالبًا ما تلوم الضحية، والخوف أيضا من ألّا نصدّق الضحايا والإفلات من العقاب، كلّها عوامل تجيب على السؤال.”

وتعرّف منظمات حقوقية الاعتداء الجنسي بأنه كل ما يشمل طلبات الخدمات الجنسية، والتحرش اللفظي ذو الطبيعة الجنسية بما فيه النكت التي بها إيحاءات جنسية، ولمس غير مرغوب فيه، ومناقشة العلاقات الجنسية من قصص وتخيلات سواء في العمل أو المدارس أو أي أماكن أخرى غير مناسبة.

وكذلك الشعور بالضغط حين التعامل مع الشخص جنسيا، وفضح الجاني نفسه من خلال كشف الأعضاء الخاصة أو القيام بأعمال أخرى كلمس النفس، وحتى تلك الصور أو الرسائل التي ترد إلى البريد الإلكتروني تعتبرها المبادرة نوعا من أنواع الاعتداء الجنسي.

وكشفت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل المعروفة باسم “ندى”، في تقرير سابق، عن تعرض أكثر من 9 آلاف طفل لاعتداء جنسي سنويا في الجزائر، ودعت إلى مراجعة عميقة لمنظومة حماية حقوق الطفل.

ووفق جمعية “لغد أفضل”، فإن للاعتداء الجنسي مفهوما واسعا، وترى فيه مصطلحا واسعا يشمل الاعتداء الجنسي اللفظي والجسدي غير المرغوب فيه.

5