صرامة سعودية لأجل حج بلا خسائر بشرية

مكة المكرمة- تظهر السلطات السعودية إصرارا وصرامة في التطبيق الحرفي للنظم الخاصة بإدارة موسم الحج، وذلك بهدف سدّ آخر الثغرات التنظيمية وتفادي العثرات التي شهدها موسم الحجّ الماضي وأسفرت عن حدوث خسائر بشرية.
واعتمدت أمانة مدينة مكة المكرمة تصاريح إسكان لاستقبال أكثر من 1.8 مليون حاج، فيما بدأت الجهات الأمنية تطبيق العقوبات بحق المخالفين. وبدأت الثلاثاء طلائع الحجاج المسلمين بالتوافد من عدة دول إلى المنافذ السعودية استعدادا لأداء مناسك الحج للعام الحالي الموافق لـ1446 بالتقويم الهجري.
وقالت وكالة الأنباء السعودية واس الخميس “اعتمدت أمانة العاصمة المقدسة 3149 تصريح إسكان نظامي لموسم الحج.” وأضافت أن هذه الخطوة تأتي “في إطار جهودها المستمرة لتهيئة بيئة سكنية آمنة ومريحة لضيوف الرحمن، وبعد استيفاء جميع الاشتراطات الفنية والتنظيمية اللازمة.”
وأوضحت أمانة العاصمة المقدسة أن “التصاريح المعتمدة شملت 428 ألفا و289 غرفة سكنية، موزعة على مساحة إجمالية تبلغ 7 ملايين و635 ألفا و86 مترا مربعا، بطاقة استيعابية تتجاوز مليون و867 ألفا و215 حاجا”. وأكدت أنها تعمل على “ضمان أعلى مستويات الجاهزية في مساكن الحجاج، عبر تطبيق أنظمة رقابية صارمة ومطابقة للاشتراطات المعتمدة”.
في سياق متصل قال متحدث الداخلية السعودية العقيد طلال بن شلهوب إن الجهات الأمنية باشرت تنفيذ العقوبات بحق مخالفي تعليمات الحصول على تصريح لأداء الحج والدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وفق الوكالة الخميس.
◙ موسم حج العام الماضي شهد وفاة 1300 شخص ما أوجد حاجة ملحة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخفيف من المخاطر
وشدّد على أنّ “من يضبط مؤديا أو محاولا أداء الحج دون تصريح، ومن يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، يعاقب بغرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال”، ما يعادل حوالي 5.3 ألف دولار.
ويوم الأربعاء استقبلت السعودية أولى رحلات الحجاج من باكستان غداة استقبال رحلات من بنغلاديش والهند وأفغانستان. ويبدأ موسم الحج عادة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بالتقويم الهجري وسيوافق فلكيا هذا العام يوم الرابع من يونيو المقبل، على أن يستمر أداء المناسك حتى الثالث عشر من ذي الحجة الموافق للتاسع من يونيو 2025.
وبلغ عدد الحجاج في العام السابق مليونا و833 ألفا و164، بينهم 221 ألفا و854 من داخل المملكة، حسب وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة، الذي أفاد في تصريحات سابقة بأن “حجاج الخارج قدموا من أكثر من 200 دولة.” وشهد موسم حج العام الماضي وفاة 1300 شخص ما أوجد حاجة ملحة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخفيف من المخاطر والتي يشكلها أساسا الحر الشديد على الحجيج.
ووصلت الحرارة خلال موسم حج العام الماضي إلى 51.8 درجة مئوية في مدينة مكة المكرمة. وقال مسؤولون سعوديون إن 83 في المئة من الوفيات المسجلة لم يكن أصحابها يحملون تصاريح حج رسمية، وبالتالي لم يتمكنوا من الوصول إلى وسائل الراحة المخصصة لجعل الحج أقل صعوبة، بما في ذلك الخيام المكيفة.
وتعكف السلطات منذ سنوات طويلة على اتخاذ تدابير للتخفيف من الحرارة في الأماكن المقدسة، وأصبحت الوسائل التقنية والمعدات المخصصة للغرض مرئية بوضوح في تلك الأماكن بما في ذلك محيط الكعبة حيث توجد مساحات مكيفة، بينما يربط مسار يتم التحكم بأجوائه بين الصفا والمروة داخل مجمع المسجد، كما تمّ منذ 2023 تغليف بعض الطرقات التي يستخدمها الحجيج بمادة بيضاء للتقليل من حرارة الأسفلت بنسبة تصل إلى عشرين في المئة.