تخطط لنشر الفوضى في سوريا بعد انحسار نفوذها.. إيران تدرب موالين للأسد في معسكرات بالأنبار

تقرير أميركي يكشف عن تدريب إيران عناصر سورية في الأنبار، بمساعدة فصائل عراقية، لشن هجمات بسوريا واستعادة النفوذ بعد سقوط الأسد.
الخميس 2025/05/01
استراتيجية إيرانية لبناء قوة رديفة في سوريا انطلاقًا من العراق

واشنطن – يثير تقرير نشره موقع "ميديا لاين" الإخباري الأميركي تساؤلات جدية حول الدور الإيراني المتنامي في المنطقة، وتحديدا مساعيها لإعادة بناء نفوذها العسكري والسياسي في سوريا عبر الأراضي العراقية.

يكشف التقرير عن قيام إيران بتدريب موالين للنظام السوري السابق في معسكرات صحراوية داخل العراق، مستغلة حالة الفوضى التي أعقبت سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وهذه الخطوات، بحسب محللين، تهدف إلى ضمان وجود إيراني قوي في سوريا مستقبلا، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على استقرار المنطقة وتوازنات القوى فيها.

وبعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، شهدت الحدود العراقية تدفقًا لعناصر عسكرية سورية موالية له، حاملةً معها ترسانة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتنوعة.

وقامت السلطات العراقية آنذاك بمصادرة هذه الأسلحة وإيواء المقاتلين في محافظات مختلفة، مؤكدة على التعامل معهم كضيوف لحين تسوية أوضاعهم في بلادهم. وتشير التقديرات العراقية في ذلك الوقت إلى تجاوز عدد هؤلاء العسكريين الخمسة آلاف فرد.

ويكشف التقرير الأميركي، استنادا إلى شهود عيان ومصادر استخباراتية، عن وجود معسكرات تدريب سرية في محافظة الأنبار العراقية بالقرب من الحدود السورية. وتُدار هذه المعسكرات بمساعدة ضباط من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية عراقية، أبرزها حزب الله العراقي. وتضم هذه المعسكرات آلافا من مقاتلي النظام السوري السابقين الذين فروا عقب انهياره.

ويفيد التقرير بأن هؤلاء المقاتلين يتلقون تدريبات منتظمة في مناطق مثل القائم وجرف الصخر، المعروفة بكونها مراكز عمليات مدعومة من إيران. وقد أكد شهود عيان من الأنبار رؤيتهم لمئات الجنود السوريين يتم نقلهم إلى هذه المعسكرات في مركبات دفع رباعي يُعتقد أنها تابعة لميليشيات عراقية مختلفة، بما في ذلك حزب الله العراقي.

ولفت التقرير إلى إعلان رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال الأسد، عن تشكيل ما أسماه "قوات النخبة" بالتنسيق مع القيادي العسكري السوري السابق سهيل الحسن ("النمر"). وقد أشار مخلوف إلى أن هدف هذه القوات هو حماية السوريين في المناطق الساحلية، نافيا أي دوافع انتقامية. وأوضح أنه قام بتشكيل فرقة قوامها 150 ألف جندي من القوات الخاصة ومثلهم من الاحتياط، بالإضافة إلى مليون شخص ينتمون إلى "لجان شعبية".

ورأى التقرير، أن هذه التحركات الإيرانية تمثل محاولة لإعادة بناء قوتها العسكرية في سوريا مستقبلا، مستغلةً الفراغ الأمني والتحديات التي تواجه الحكومة السورية الجديدة.

وقال المحلل السياسي السوري أحمد عون لـ"ميديا ​​لاين" "إن الهدف من إنشاء معسكرات التدريب الجديدة هو ضمان وجود إيراني راسخ في سوريا حتى بعد سقوط نظام الأسد. صحيح أن إيران فقدت الكثير من نفوذها عقب الإطاحة بالرئيس السوري السابق، بشار الأسد، إلا أنها لا تزال تحتفظ ببعض أوراق القوة، بما في ذلك علاقاتها مع أفراد من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، بالإضافة إلى قوات قبلية تم تدريبها خصيصا لحماية المصالح الإيرانية. كما أن هناك معارضين للحكومة السورية الجديدة، وهو ما قد يدفع إلى ظهور المزيد من هذه القوات في المستقبل القريب."

وأضاف عون، مشيرا إلى أهمية سوريا لحزب الله اللبناني "تعتبر سوريا حليفا استراتيجيا مهما لحزب الله في لبنان.

وأوضح أن "حزب الله يمر حاليا بمرحلة حرجة ويحتاج إلى دعم كبير لإعادة بناء صفوفه بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في حربه الأخيرة مع إسرائيل، سواء على صعيد القيادات أو الأسلحة. والوضع غير المستقر في سوريا يمثل فرصة ذهبية لإيران في هذا التوقيت الحساس لتعزيز نفوذها ودعم حلفائها."

ووصف الضابط العراقي السابق عمر الكربولي من المناطق الحدودية مع سوريا النشاط الجاري بأنه "غير طبيعي تماما"، محذرا من "تزايد النفوذ الإيراني" وتأثيره المحتمل على استقرار المنطقة.

وأضاف أن الحكومة العراقية تستشعر ضمنيا أن هذه التحركات قد تؤدي إلى زعزعة أكبر للاستقرار الإقليمي.

كما قال الكربولي أن المسؤولية الآن تقع على عاتق الحكومة العراقية لكشف هذه المعسكرات، لكن الحكومة لن تفعل ذلك.

ويرى مراقبون أن صمت الحكومة العراقية عن هذه الأنشطة قد يفسر على أنه ضعف، مما يزيد من المخاوف بشأن قدرتها على الحفاظ على سيادتها وضبط حدودها.