فولكسفاغن عملاق يكافح المنغصات المهددة لصناعة السيارات

شتوتغارت (ألمانيا) - رجحت فولكسفاغن أن يكون هامش الربح هذا العام قريبًا من الحد الأدنى لتوقعاتها، لتكون بذلك أحدث شركة سيارات تُبدي نبرة تشاؤمية في ظل ضغوط التكاليف والمنافسة التي تُواجهها الصناعة وسط حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية.
وتراجعت أرباح أكبر شركة سيارات في أوروبا، ومقرها مدينة فولفسبورغ الألمانية، في الربع الأول من هذا العام بنسبة قاربت 41 في المئة إلى 2.19 مليار يورو (2.49 مليار دولار).
وبعد أن عانت المجموعة الألمانية خلال أول ثلاثة أشهر من 2025، تتوقع الآن أن يكون هامش الربح التشغيلي السنوي أقرب إلى 5.5 في المئة، مقارنةً بتوقعاتها السابقة التي تراوحت بين 5.5 و6.5 في المئة.
كما تتوقع أن يكون صافي التدفق النقدي قريبًا من الحد الأدنى لتوقعاتها التي تتراوح بين مليارين و5 مليارات يورو (2.3 و5.7 مليار دولار)، وأن يبلغ صافي السيولة حوالي 34 مليار يورو (38.64 مليار دولار).
وبالإضافة إلى الأعباء الخاصة المعروفة بالفعل والتي تقدر بمليارات اليوروهات، كان هناك عامل سلبي آخر تمثل في تراجع أرباح المجموعة على نحو ملحوظ في السوق الصينية المهمة بمشاريعها المشتركة هناك.
وتكبدت فولكسفاغن خسائر أكبر من أعمالها في مجال البطاريات. ومع ذلك ارتفعت مبيعات المجموعة بنحو 3 في المئة إلى 77.6 مليار يورو (88.19 مليار دولار). وكانت قد قدمت بالفعل أرقاما أولية حول أعمالها اليومية.
وأدت مشكلات خاصة مثل لوائح انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أوروبا، وإعادة هيكلة شركة البرمجيات المملوكة للمجموعة كارياد، ومخصصات معالجة فضيحة الديزل، إلى تكاليف خاصة بلغت نحو 1.1 مليار يورو (1.25 مليار دولار).
وهذا الوضع تسبب في انخفاض النتيجة التشغيلية بنحو 37 في المئة إلى حوالي 2.9 مليار يورو (3.3 مليار دولار).
وقال المدير المالي للمجموعة أرنو أنتليتز في بيان “كما كان متوقعا، بدأت فولكسفاغن السنة المالية بنتائج متباينة… تحظى سياراتنا باستقبال جيد للغاية من قبل زبائننا. لقد زادت الطلبات في غرب أوروبا بشكل كبير، وتمتلئ دفاتر الطلبات لدينا بسرعة،” مشيرا إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية زادت بشكل كبير في غرب أوروبا.
وتابع “بما أن الظروف الاقتصادية العالمية غير مستقرة، فعلينا أن نركز على الأشياء التي يمكننا التأثير عليها بأنفسنا، وهذا يعني أنه يجب علينا ضمان هيكل كلفة تنافسي إلى جانب عروضنا القوية من السيارات حتى نتمكن من مواصلة النجاح في عالم سريع التغير.”
وخفضت المجموعة العملاقة عدد موظفيها في ألمانيا بنحو 7 آلاف موظف منذ بدء حملتها لخفض التكاليف أواخر العام 2023، كما قلصت التكاليف الرئيسية، وفق ما صرح به أنتليتز خلال مكالمة هاتفية عقب إعلان نتائج الربع الأول.
وبدأت شركات السيارات، التي ترددت في البداية في مراعاة تأثير سياسات التعريفات الجمركية غير المنتظمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في توقعاتها المالية، في تغيير موقفها مع تأثر نتائج الربع الأول بتكاليف الحرب التجارية.
وتراجعت مرسيدس – بنز، التي انخفضت أرباحها قبل الفوائد والضرائب بنسبة 41 في المئة خلال الربع الأول، عن توقعاتها للعام بأكمله، قائلةً إن “استمرار الحرب التجارية سيؤثر سلبًا على هوامش الربح.”
شركة بورشه التي لا تنتج في الولايات المتحدة تعلن أن التعريفات أدت إلى خسائر لا تقل عن 113.65 مليون دولار في شهري فبراير ومارس وحدهما
كما علّقت ستيلانتيس وجنرال موتورز توقعاتهما للعام، وسحبت فولفو كارز، إحدى أكثر شركات صناعة السيارات الأوروبية تأثرًا بالرسوم الجمركية الأميركية، حيث تُستورد معظم السيارات التي تبيعها هناك من أوروبا، توقعاتها للعامين المقبلين.
وصرحت بورشه التي لا تنتج في الولايات المتحدة، وبالتالي فهي معرضة بشدة للرسوم الجمركية، الثلاثاء بأن التعريفات أدت إلى خسائر لا تقل عن 100 مليون يورو (113.65 مليون دولار) في شهري فبراير ومارس وحدهما.
وأكدت فولكسفاغن أن توقعاتها لم تأخذ في الاعتبار تأثير الرسوم الجمركية، إلا أن التحديات، بما في ذلك “عدم اليقين السياسي، وتزايد الحواجز التجارية، والتوترات الجيوسياسية،” دفعت الشركة إلى تقليص توقعاتها بشأن هامش الربح.
وتسبب ارتفاع التكاليف والنفقات الاستثنائية المرتبطة بإستراتيجيتها لإعادة الهيكلة في انخفاض أرباحها السنوية العام الماضي بمقدار 15 في المئة على أساس سنوي.
وسجلت إيرادات بلغت 324.7 مليار يورو (352.8 مليار دولار) لعام 2024 الكامل، مقارنة مع 322.3 مليار يورو (366.3 مليار دولار) في العام السابق.
وأفادت الشركة في مارس الماضي بأنها تتوقع أن تتجاوز المبيعات رقم العام الماضي بنسبة تصل إلى 5 في المئة خلال عام 2025.