مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة يحفز صناع الأنيمي العرب على الإبداع

المؤتمر يستعرض بأسلوب بصري وسردي مبتكر محطات تاريخية من تطور الرسوم المتحركة في العالم العربي.
الخميس 2025/05/01
الصور المتحركة ثقافة متكاملة

الشارقة - انطلقت في الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء، فعاليات “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” في دورته الثالثة، والذي يعد أول مؤتمر متخصص في الرسوم المتحركة في منطقة الشرق الأوسط. وشهد الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، افتتاح جلسات المؤتمر الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب ويستمر حتى يوم الأحد 4 مايو، بمشاركة دولية واسعة.

وقال منظمو الحدث إن أجندة المؤتمر تضم سلسلة من الفعاليات المتخصصة، من بينها 26 ورشة عمل متخصصة، و21 جلسة نقاش تفاعلية، إضافة إلى عروض سينمائية ومعارض متخصصة، بمشاركة 72 متحدثا من أبرز صناع الرسوم المتحركة في العالم.

وقالت خولة المجيني، المدير التنفيذي للمؤتمر إن المؤتمر يستعرض بأسلوب بصري وسردي مبتكر، محطات تاريخية من تطور الرسوم المتحركة في العالم العربي، منذ بداياتها الأولى في الخيام والأسواق وخلف الستائر، وصولا إلى الأعمال الحديثة التي شكلت ذاكرة عدة أجيال. وتابعت أن المؤتمر يسلط الضوء على محاولات عربية مبكرة في مجال التحريك، وأبرز إنتاجات المنطقة في القرن العشرين، إلى جانب دور الدبلجة في إعادة تقديم الأعمال العالمية بصوت وهوية عربيين.

وذكرت أن المؤتمر يهدف إلى دعم صناع المحتوى العرب لإنتاج أعمال بصرية تنبع من ثقافتهم وتخاطب العالم بلغة الإبداع العربي. وأضافت المجيني أن المؤتمر يكرس رؤية الشارقة في تأسيس بيئة مستدامة لصناعة المحتوى، من خلال منظومة عمل متكاملة تمتد على مدار العام، لاكتشاف المواهب، وتطويرها، وربطها بمنصات الإنتاج والنشر، حيث يمثل حلقة وصل بين النشر والإنتاج، وبين الكتاب والرسامين.

وتابعت “الوطن العربي يزخر بمواهب استثنائية لا ينقصها الإبداع، بل تحتاج فقط إلى المساحة والفرصة والدعم، ونحن في الشارقة، نخطط ونعمل ليشاهد العالم في المستقبل رسوما متحركة بجودة عالمية لكن بهوية عربية وتتحدث لغتنا، وتحاكي قلوب أطفالنا.”

المؤتمر يهدف إلى دعم صناع المحتوى العرب لإنتاج أعمال بصرية تنبع من ثقافتهم وتخاطب العالم بلغتهم الخاصة
◙ المؤتمر يهدف إلى دعم صناع المحتوى العرب لإنتاج أعمال بصرية تنبع من ثقافتهم وتخاطب العالم بلغتهم الخاصة

من جانبه ألقى فهد الحساوي الرئيس التنفيذي لشركة “دو”، الراعي الرسمي للمؤتمر كلمة قال فيها: “إن دعم ورعاية ‘دو‘ لهذا المؤتمر ينبع من إيماننا العميق بأهمية الاستثمار في الثقافة والإبداع كقوة دافعة للتغيير الإيجابي، وكمحفز أساسي لنمو اقتصاد المستقبل، ويُجسد مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة رؤيتنا المشتركة نحو تمكين جيل جديد من المُبدعين، ورواة القصص، وصانعي المحتوى، الذين يشكّلون ملامح المشهد الرقمي في منطقتنا.”

وشدد الحساوي على أن الإبداع إحدى ركائز التحول الرقمي الذي يطمحون إليه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمنح هذه المؤتمرات والفعاليات الفرصة للمواهب الناشئة لصقل مهاراتهم وتوفير كافة الأدوات والمساحة للإبداع والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أكثر تواصلاً وابتكاراً.”

وافتتح المؤتمر بفيلم إبداعي قصير من إنتاج هيئة الشارقة للكتاب، الذي استعرض بأسلوب بصري وسردي مبتكر، محطات تاريخية من تطور الرسوم المتحركة في العالم العربي. وسلّط الفيلم الضوء على محاولات عربية مبكرة في مجال التحريك، وأبرز إنتاجات المنطقة في القرن العشرين، إلى جانب دور الدبلجة في إعادة تقديم الأعمال العالمية بصوت وهوية عربية، كما توقف عند تجربة “سبيس تون” التي شكّلت نقلة نوعية في صناعة المحتوى الموجه للأطفال في الوطن العربي.

 واختتم الفيلم برسالة ملهمة تؤكد أن الشارقة تمهّد الطريق أمام صنّاع المحتوى العرب لإنتاج أعمال بصرية تنبع من ثقافتهم، وتخاطب العالم بلغتهم ورؤاهم وتصوراتهم.

ويحتفي المؤتمر هذا العام بفنون “الأنيمي” اليابانية التي أثرت في أجيال من عشاق الرسوم المتحركة حول العالم، ويستضيف نخبة من مبدعي اليابان في هذا المجال، من بينهم ماسايوكي مياجي وتاميا تيراشيما، اللذان شاركا في أبرز إنتاجات استديو “جيبلي”، مثل “سبيريتد أواي” و”ماي نيبور توتورو”، إلى جانب توم بانكروفت، مؤسس استديوهات “بنسيليش أنيميشن”، وطوني بانكروفت، المعروف بأعماله مع ديزني في أفلام “مولان” و”علاء الدين”، وساندرو كلوزو، مصمم شخصيات “أنستازيا” و“طرزان” و“شيبنديل.”

ويمضي “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” في دورته الثالثة نحو ترسيخ مكانته كمنصة دولية لاستكشاف أحدث التوجهات في هذا القطاع، حيث يناقش هذا العام تقاطعات الرسوم المتحركة مع الذكاء الاصطناعي، والسرد القصصي البصري، وتحويل الأعمال الأدبية إلى إنتاجات مرئية، مؤكداً أن الرسوم المتحركة اليوم تمثل لغة عالمية تتقاطع فيها الفنون والتكنولوجيا والثقافات.

ويعد المؤتمر إستراتيجية متكاملة أطلقتها هيئة الشارقة للكتاب لتمكين صناعة المحتوى في العالم العربي، من خلال أدوات جديدة ومقاربات مبتكرة من شأنها أن تحفز المبدعين والمنتجين العرب على مواصلة ابتكار أعمال متطورة، يمكنها تلبية حاجيات الأجيال الجديدة وصقل ثقافتهم والترويج لها دوليا، إذ سيكون لتطور مجال الرسوم المتحركة انعكاس كبير على مستقبل هذا الفن المهم. وتقدم الدورة الثالثة من المؤتمر تجربة تحفيزية لكل المشاركين، ومنصة للفنانين الموهوبين والواعدين تتيح لهم فرصة التواصل والتعاون لتشكيل مستقبل عالم الرسوم المتحركة.

13