استهداف عناصر من البشمركة بمسيرات يهدد مسار السلام بشمال العراق

مجلس أمن إقليم كردستان يتهم بعض الأطراف والمجموعات بمحاولة عرقلة عملية السلام والاستقرار في المنطقة.
الثلاثاء 2025/04/29
قوات البيشمركة مستعدة للتصدي لأي هجمات

أربيل (العراق) - أُصيب خمسة عناصر من قوات البشمركة المسلحة التابعة لكردستان العراق، في هجومَين بطيران مسيّر في أقلّ من 48 ساعة، بحسب ما أعلنت الثلاثاء سلطات الإقليم المتمتع بحكم ذاتي.

واتهم مجلس أمن إقليم كردستان "مجموعة إرهابية" بتنفيذ الهجومَين المنفصلَين في منطقة غالبا ما تشهد مناوشات بين القوات التركية وعناصر في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية".

وقال المجلس في بيان "بالأمس (الاثنين) واليوم (الثلاثاء) صباحا، قامت مجموعة إرهابية في هجومَين منفصلَين باستخدام الطائرات المسيرة (...) باستهداف قواعد قوات البشمركة على حدود محافظة دهوك" بشمال العراق.

وأسفر الهجومان عن إصابة خمسة عناصر من البشمركة بجروح، وفق البيان الذي أكد أن حالة المصابين مستقرة وأن قوات البشمركة تتمتع بمعنويات عالية وجاهزية كاملة لمواجهة أي تهديدات أو اعتداءات.

ومن جهته، أكّد كامران عثمان من منظمة "فرق صناع السلم المجتمعي" التي توثق العمليات التركية في كردستان العراق، الهجومَين، بدون أن يتمكّن من تحديد منفذيهما.

وأشار إلى أن قوات البشمركة تعمل على إقامة ثكنة في منطقة جبل متين "الحساسة" التي تشهد منذ زمن طويل مناوشات بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني.

ولم تتبنّ أي جهة حتى الآن الهجومَين اللذين جاءا بعد أسابيع من إعلان حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار مع تركيا حليفة حكومة كردستان العراق، تلبية لدعوة الزعيم الكردي عبدالله أوجلان الحزب إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه.

ورغم هذا الإعلان، تستمر المناوشات بشكل متقطع بين الجانبين في مناطق مختلفة بشمال العراق، مما يلقي بظلال من الشك على مدى صمود وقف إطلاق النار.

واعتبر مجلس أمن إقليم كردستان في بيانه أن "بعض الأطراف والمجموعات تحاول عرقلة عملية السلام والاستقرار في المنطقة". وأشار المجلس إلى تزامن الهجومين مع اقتراب عملية السلام في شمال كردستان (باكور - تركيا)، والتحضيرات للمؤتمر الوحدوي للقوى الكردية في غرب كردستان (روج آفا - سوريا)، بالإضافة إلى اكتمال تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة في الإقليم.

وعبّر المجلس عن رفضه وإدانته الشديدة لهذه "الهجمات الإرهابية"، محذرا جميع الجهات التي تستهدف أمن واستقرار الإقليم، ومؤكدا أن "قوات البشمركة وقوات الأمن الداخلي مستعدة للرد المناسب على أي هجوم تخريبي".

وتحتفظ تركيا بقواعد عسكرية في شمال العراق منذ 25 عامًا، وذلك في إطار عملياتها العسكرية المستمرة لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنتشرين في مواقع ومعسكرات داخل إقليم كردستان. وتعتبر أنقرة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية تسعى لتقويض الأمن القومي التركي.

ويمثل الهجومان الأخيران تحديا أمنيا جديدا للإقليم، ويؤكد على هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية.

وفي ظل الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين، يبدو أنه بات من الضروري تكثيف التنسيق الأمني بين قوات البشمركة والجهات المعنية لكشف ملابسات هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها، ومع استمرار الإقليم في دعم الحوار، يبقى الحفاظ على اليقظة وتعزيز الوحدة الداخلية والتعاون الأمني مع الجوار، ضمن احترام السيادة، أساسا لمستقبل آمن ومزدهر لكردستان.

ويمثل تعزيز الوحدة الداخلية بين القوى الكردية وتعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار، في إطار احترام السيادة الوطنية، أساسا قويا لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق مستقبل آمن ومزدهر للإقليم.