مفاوضات غزة بين تأكيد القاهرة حدوث انفراجة ونفي إسرائيل

مصدران أمنيان مصريان يكشفان عن وجود إجماع على وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصر، لكن نقاطا شائكة تعيق الاتفاق، أبرزها سلاح حماس.
الثلاثاء 2025/04/29
خلافات جوهرية تهدد اتفاق الهدنة

القاهرة - تتضارب الأنباء الواردة بشأن التقدم المحرز في المفاوضات التي تستضيفها القاهرة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ففيما أفاد مصدران أمنيان مصريان لوكالة رويترز مساء الاثنين أنها تشهد تقدما كبيرا، سارع مسؤول إسرائيلي، وفقا لمراسل موقع أكسيوس باراك رافيد، إلى نفي حدوث أي انفراجة دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

ولم يصدر بعد تعليق من إسرائيل أو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأوضح المصدران أن هناك إجماعا على وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصر، إلا أن بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمة، ومنها أسلحة حماس، التي أكدت مرارا أنها غير مستعدة للتخلي عن سلاحها، وهو مطلب رئيسي لإسرائيل.

وكانت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة في مصر ذكرت في وقت سابق أن رئيس المخابرات المصرية حسن محمود رشاد من المقرر أن يلتقي بوفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الاثنين في القاهرة.

وذكر المصدران أن المحادثات الجارية تضم وفدا مصريا وآخر إسرائيليا.

ولم تعلن مصر وقطر اللتان تتوسطان في المحادثات عن أي تطورات بشأن أحدث جولة من المحادثات.

ويأتي ذلك، بعد تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأحد، أشار فيها إلى إحراز "بعض التقدم" في اجتماع عُقد مؤخرا في الدوحة ضمن جهود وقف إطلاق النار، لكنه أشار إلى عدم التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية إنهاء الحرب بشكل كامل.

وأضاف أن حركة حماس مستعدة لإعادة باقي الرهائن الإسرائيليين إذا أنهت إسرائيل الحرب في غزة. لكنه لفت إلى أن إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح باقي الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.

من جهة حماس، كان المسؤول الإعلامي في الحركة طاهر النونو قد صرح لرويترز السبت بأن الحركة "منفتحة على هدنة طويلة الأمد" مع إسرائيل في غزة، معربًا عن أمله في حشد الدعم لهذا العرض بين الوسطاء.

وفي حديثه خلال مؤتمر عُقد في القدس مساء الاثنين، قبل تقرير رويترز عن إحراز تقدم في المحادثات، قال الوزير الإسرائيلي ديرمر إن الحكومة لا تزال ملتزمة بتفكيك القدرات العسكرية لحماس، وإنهاء حكمها في غزة، وضمان ألا يُشكل القطاع تهديدا لإسرائيل مجددا، وإعادة الرهائن.

ويشير التضارب الواضح بين تصريحات المصادر المصرية ونفي المسؤول الإسرائيلي إلى مدى حساسية وتعقيد المفاوضات الجارية. فبينما يبدو أن هناك تقاربا حول مبدأ وقف إطلاق النار طويل الأمد، لا تزال القضايا الجوهرية، وعلى رأسها مستقبل سلاح حماس، تمثل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق نهائي.

وتؤكد تصريحات الأطراف المختلفة على التباعد الكبير في مواقفهم وشروطهم لإنهاء الصراع. يبقى الدور الحيوي للوسطاء، مصر وقطر، في تقريب وجهات النظر وتجاوز النقاط الخلافية.

واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في يناير كانون الثاني، قائلة إنها ستواصل الضغط على حماس حتى تُطلق سراح باقي الرهائن في القطاع، الذين يُعتقد أن ما يصل إلى 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة.

واندلعت حرب غزة بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع أودى بحياة أكثر من 52 ألف شخص منذ ذلك الحين.