شركات الطيران الخليجية تستعرض آفاقها في سوق السفر العربي

شركات المنطقة تتسابق لحجز مواعيد التسليم التي تمتد حالياً إلى العقد المقبل للطائرات، في ظل معركة الرسوم التي أطلق شرارتها الرئيس الأميركي.
الثلاثاء 2025/04/29
سوق واعدة

دبي- تتسابق شركات الطيران الخليجية خلال فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من معرض سوق السفر العربي، الذي فتح أبوابه الاثنين في دبي، لاستعراض آفاقها للنمو من خلال مجموعة واسعة من البرامج والخطط على رأسها تعزيز الأسطول.

ويأتي تنظيم الحدث تحت شعار “السفر العالمي: تطوير سياحة المستقبل من خلال تعزيز التواصل” تأكيدا لأهميته في المشهد السياحي العالمي، حيث يُمثل العارضون الدوليون 67 في المئة، بينما تُشكل منطقة الشرق الأوسط 17 في المئة من العارضين.

ونظرا إلى الطلب المقترب من مستوى قياسي على الطائرات الجديدة، تتسابق شركات المنطقة لحجز مواعيد التسليم التي تمتد حالياً إلى العقد المقبل للطائرات ذات الممر الواحد والممرين، في ظل معركة الرسوم التي أطلق شرارتها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال الرئيس التنفيذي لطيران الرياض توني دوغلاس الاثنين إن الشركة السعودية الناشئة “مستعدة لشراء طائرات بوينغ المخصصة لشركات صينية في حال عدم تسليمها بسبب تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.”

توني دوغلاس: لا تأثير من الضبابية العالمية على الطلب على السفر
توني دوغلاس: لا تأثير من الضبابية العالمية على الطلب على السفر

وتسعى بوينغ إلى إعادة بيع عشرات الطائرات التي تعرقل الصين استيرادها بسبب الرسوم الجمركية بعد إعادة طائرة ثالثة إلى الولايات المتحدة، في أزمة أثارت انتقادات جديدة لبكين من ترامب.

وقال دوغلاس في مقابلة مع رويترز على هامش المعرض “ما فعلناه هو أننا أوضحنا لبوينغ تماما أنه إذا حدث ذلك فسوف نأخذها كلها بكل سرور.”

واتخذت بوينغ خطوة غير معتادة بالإشارة علنا إلى إمكانية بيع الطائرات خلال مكالمة مع المحللين الأسبوع الماضي، قائلة إنه “لن يكون هناك نقص في المشترين في سوق تواجه إمدادات شحيحة.”

وطيران الرياض مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق الثروة السيادي) وطلبت طائرات من بوينغ وأيرباص قبل إطلاق عملياتها.

ويشمل ذلك 60 طائرة ضيقة البدن من طراز أي 123 طلبتها من أيرباص في أكتوبر الماضي، وما يصل إلى 72 طائرة بوينغ 787 دريملاينر طلبتها في مارس 2023. ولا تتوقع شركة الطيران السعودية حل أزمات تأخر التسليم من أي من الشركتين في وقت قريب.

وقال دوغلاس “لم نلحظ أي تأثير من الضبابية العالمية المحيطة بالاقتصاد الكلي على الطلب على السفر من العاصمة السعودية وإليها،” مؤكدا أن الشركة تعتزم الإعلان عن طلبية طائرات عريضة البدن هذا الصيف.

وأوضح أن الشركة، التي تعتزم إطلاق عملياتها في الربع الأخير من العام الجاري، عينت 500 موظف وتعتزم زيادة قوتها العاملة إلى ألف موظف خلال الأشهر التسعة إلى الاثني عشر المقبلة.

ومن المقرر بعد ذلك أن يستمر تعيين الطيارين وأفراد الأطقم بشكل مطرد مع تسليم الطائرات. وتسعى السعودية لضمان حصة من أنشطة السفر العالمية ومنها السفر لأغراض العمل في وقت تضخ فيه مليارات الدولارات في تطوير مشاريع عملاقة لتنويع اقتصادها.

ويشمل ذلك خط دبي – الرياض، الذي يستخدمه كثيرا المصرفيون والمحامون والمستشارون والمؤثرون على الشبكات الاجتماعية. وقال دوغلاس إن “الرحلة التي تقل مدتها عن ساعتين من أكثر المسارات المربحة بالنسبة إلى أي شركة طيران، من حيث الإيرادات.”

وفي خضم ذلك تعمل الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي على تعزيز أسطولها بإضافة طائرات جديدة هذا العام. وقال رئيسها التنفيذي أنتونوالدو نيفيس إن “الاتحاد للطيران تخطط لإضافة ما بين 20 و22 طائرة جديدة هذا العام.”

وتهدف الشركة إلى توسيع أسطولها إلى أكثر من 170 طائرة بحلول عام 2030، بحسب نيفيس، الذي أوضح للصحافيين على هامش المعرض أن تأخير التسليم لن يضر بأهداف الشركة في نهاية العقد الحالي.

أنتونوالدو نيفيس: سنوسع الأسطول ليتجاوز 170 طائرة بحلول 2030
أنتونوالدو نيفيس: سنوسع الأسطول ليتجاوز 170 طائرة بحلول 2030

والطائرات العشر الجديدة ستكون من طراز أيرباص أي 123 أل.آر، والتي ستبدأ الشركة تشغيلها في أغسطس المقبل، وتشمل الطائرات المتبقية ست من طراز أي 350 وأربع من بوينغ 787.

وتخطط الاتحاد المملوكة للشركة القابضة (أي.دي.كيو)، وهو أحد صناديق الثروة السيادية لإمارة أبوظبي ويدير أصولا بقيمة 225 مليار دولار، لتسيير رحلات إلى أكثر من 125 مطارا بنهاية هذا العقد، في إطار جهود الحكومة للتحول إلى مركز عالمي للسفر.

وتستثمر أبوظبي بكثافة في قطاعات مثل السياحة لتقليل اعتمادها على عائدات النفط. وافتتحت في عام 2023 مبنى جديدا في مطار زايد الدولي لترتفع طاقته الاستيعابية بما يعادل ثلاثة أمثال إلى 45 مليون مسافر سنويا.

ولا ترى شركة الطيران الإماراتية أي تداعيات محتملة للاضطراب الناجم عن السياسات التجارية الأميركية. وقال نيفيس إن “من السابق لأوانه تقييم تأثير الرسوم الجمركية على نحو شامل.”

وأكد نيفيس أن الاتحاد سجلت معدلات قوية في إشغال المقاعد في الأسابيع القليلة الماضية رغم التوتر التجاري، وأن التقلبات قد تؤدي إلى فرص في بعض الحالات.

وتوقع على سبيل المثال أن يتمكن المزيد من الأوروبيين من السفر بفضل المكاسب التي حققها اليورو في الآونة الأخيرة مقابل الدولار وعملات منطقة الخليج المربوطة بالعملة الأميركية.

وقال نيفيس “يعني ذلك أن اليورو أصبح حاليا أقوى مقارنة بعملات الشرق الأوسط. لذا أتوقع رؤية المزيد من الأوروبيين يتدفقون.”

ويتوافق حديثه مع تعليقات لشركة طيران الرياض التي أكدت أن حالة الضبابية الاقتصادية لم تقلل من الطلب العالمي على السفر من العاصمة السعودية وإليها.

وأضاف أنه “في حال تأثر عدد المسافرين بالاضطراب الناجم عن الرسوم، فلدى الاتحاد للطيران، التي تملك أسطولا يضم نحو 100 طائرة، خطة طوارئ ويمكنها الاعتماد على مرونتها.”

وتابع “نحو 60 في المئة من طائراتنا ليست عليها التزامات مالية وثمنها مدفوع بالكامل. إذا واجهت أزمة يوما ما، فسأوقف الطائرات… وأوفر 75 في المئة من الكلفة.”

وتأثرت شركات الطيران في السنوات القليلة الماضية بتأخير تسليم طلبيات الطائرات في وقت واجهت فيه شركات تصنيع مثل بوينغ وأيرباص صعوبات في ظل طفرة السفر بعد جائحة كورونا، من بين أزمات أخرى.

11