إيران تفرض حصارا إعلاميا على انفجار ميناء رجائي

طهران - أعلن المدعي العام في طهران أنه تم فتح قضية ضد عدد من وسائل الإعلام والنشطاء بسبب نشرهم أخبارا عن الانفجار الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بدر عباس جنوب إيران، في ظل تكتم السلطات عن أسباب الانفجار وطبيعة المواد التي انفجرت في أهم ميناء في البلاد.
وتسعى السلطات الإيرانية إلى فرض طوق معلوماتي حول الكارثة التي تسببت بمقتل العشرات وإصابة أكثر من ألف شخص، وقال المدعي العام إن على الرغم من التأكيدات التي صدرت من الجهاز القضائي، فإن بعض الوسائل الإعلامية والأشخاص في الفضاء الإلكتروني قاموا بنشر “معلومات مغلوطة وأكاذيب”، مما أدى إلى “تكدير الأمن النفسي للمجتمع”.
وكان المدعي العام الإيراني قد شدد السبت على أنه “يجب الامتناع عن نشر معلومات تؤدي إلى تكدير الأمن النفسي للمجتمع حول انفجار ميناء رجائي.”
كما قال وزير الداخلية الإيراني إسکندر مؤمني “يجب على المواطنين ألا يولوا اهتماما بالشائعات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام التي عادة ما تكون وسائل إعلام أجنبية، حيث تكون لهذه الأخبار نوايا خاصة.”
وزير الداخلية الإيراني يطالب المواطنين بألا يولوا اهتماما بالشائعات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام خصوصا الأجنبية
ولم تكشف السلطات الإيرانية حتى الآن عن السبب الرئيس وراء انفجار ميناء رجائي، في حين قالت فاطمة مهاجراني المتحدثة باسم الحكومة إن تحديد السبب سيستغرق بعض الوقت، “ولكن ما تم تحديده حتى الآن هو أن حاويات كانت مخزنة في زاوية من الميناء، ويحتمل أنها كانت تحتوي على مواد كيميائية قد انفجرت.”
وقالت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إن الانفجار الذي وقع في الميناء لا علاقة له بالمصافي أو خزانات الوقود أو خطوط أنابيب النفط “التابعة للشركة في تلك المنطقة”، ويأتي تصريح الشركة بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن الانفجار وقع بعد انفجار ناقلة وقود في الميناء “لأسباب غير معروفة”.
وأظهر مقطع فيديو وزعته وكالة أنباء “مهر” الإيرانية لقطات من كاميرات المراقبة للحظة الانفجار، الذي يبدو أنه وقع في مستودع بالميناء. وأظهرت لقطات أخرى مروحيات تسقط المياه على موقع الحريق الذي نتج بسبب الانفجار.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الحطام انتشر على مساحة واسعة، وتعرضت العديد من المباني في مجمع الميناء لأضرار شديدة. وأضافت أن النوافذ تحطمت في دائرة يبلغ نصف قطرها عدة كيلومترات.
وأفادت بعض التقارير بأن أشخاصا كانوا محاصرين تحت ركام مبنى تحول إلى أنقاض.
وأثار الحادث صدمة في البلاد، وشُوهد الكثيرون على قناة “برس تي.في” الحكومية الإيرانية يصطفون أمام مركز صحي للتبرع بالدم للمصابين.