ترامب عن السعودية: ستنضم حتما إلى اتفاقيات إبراهيم

واشنطن - أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته بقيام المملكة العربية السعودية بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وذلك في إطار اتفاقيات إبراهيم التي توسطت إدارته الأولى في إنجازها بين الدولة العبرية وعدد من البلدان العربية.
وينظر ترامب إلى تلك الاتفاقيات التي أقيمت بموجبها علاقات طبيعية بين تلك الدول وإسرائيل كإنجاز عجزت إدارة سلفه جو بايدن عن القيام به، ويعمل من ذلك المنطلق على تدعيمها بضم السعودية إليها بكل ما تمثّله المملكة من وزن سياسي واقتصادي وديني في منطقتها.
وقال الرئيس الأميركي إن “السعودية ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم،” في إشارة إلى الاتفاق التاريخي الذي أُبرم في نهاية ولايته الأولى عام 2020 وشهد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب للعلاقات مع إسرائيل، مؤكّدا قوله “هذا سيحدث.”
ومن المقرر أن يزور ترامب السعودية الشهر المقبل في إطار جولة له في الشرق الأوسط كان من المتوقع أن تكون أول رحلة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض، قبل أن يقرر السفر إلى إيطاليا لحضور جنازة البابا فرنسيس.
وأقام ترامب علاقات وثيقة مع الرياض خلال ولايته الأولى، ومن المتوقع أن يدفع بالمملكة التي تضم أقدس المواقع الإسلامية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل كهدف رئيسي لسياسته الخارجية.
ترامب أقام علاقات وثيقة مع الرياض خلال ولايته الأولى ومن المتوقع أن يدفع بالمملكة التي تضم أقدس المواقع الإسلامية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل
لكن الحرب في غزة أدت إلى تعقيد هذه الجهود، حيث استبعد القادة السعوديون تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكانت إدارة بايدن قد حاولت النسج على منوال إدارة ترامب الأولى وكثفت في أواخر عهدها جهودَها لإقناع الرياض بإقامة علاقات طبيعية مع تل أبيب لكنّها لم تنجح في ذلك.
ولم يَبْدُ صانع القرار السعودي رافضا لذلك المسار من حيث المبدأ لكنّه طرح شروطا واضحة للسير فيه. وقالت الخارجية السعودية في وقت سابق إنّ “المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنّه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع.”
ومن الصعب على السعودية الاستجابة في الوقت الحالي للمطلب الأميركي بشأن التطبيع مع إسرائيل نظرا للمزاج السلبي السائد بين الرأي العام العربي والإسلامي تجاه تل أبيب نتيجة ما يجري في قطاع غزّة، لكن أسلوب ربح الوقت والمراهنة على المتغيرات وما قد يحدث لاحقا من تهدئة في الشرق الأوسط، يبدو التكتيكَ الأمثل للمملكة، وهو ما ستحاول إقناع ترامب به.
وإلى جانب ذلك لا يُتوقّع أن تكتفي الرياض بمحاولة جلب مكاسب للفلسطينيين من وراء مضيها في تطبيع العلاقة مع إسرائيل، بل ستعمل على دراسة ما يتأتى لها من امتيازات وفوائد من بينها الحصول على المزيد من الضمانات الأميركية بشأن أمنها وعدم تراجع واشنطن عن التزاماتها في هذا المجال.